أسامة حسام.. عندما يرهب "العكّاز" دولة

27 ابريل 2014
+ الخط -

 

"لا في ايده سيف، ولا تحت منه فرس". عكاز يتوكّأ عليها وجبس يلجم ساقه. ذهب للقاء أصدقائه مساء الثلاثاء الماضي، لكنه لم يعلم أنه لن يعود ذلك اليوم لمنزله.

أسامة حسام، ذو الخمسة والعشرين ربيعاً، أحد أوائل كلية الهندسة في جامعة عين شمس. اختطفه جهاز الأمن الوطني هو ومجموعة من أصدقائه، الأسبوع الماضي، من دون أن يعرف أهله مكاناً له أو يصلهم منه أي اتصال، ليدشن أصدقاؤه حملة للمطالبة بالإفراج عنه، تحت عنوان "أسامة حسام فين؟".

تقول نهى حسام، شقيقته لـ"العربي الجديد": "أسامة ليس بلطجياً. ليس لصّاً أو مجرماً. فبأي ذنب يُختطف؟".

وتروي ما حدث يوم اختطافه قائلة: "كان يومها في المنزل، فهو لا يتحرّك كثيراً لأن ساقه مكسورة ومجبّسة منذ شهر، ولا يستطيع المشي إلا بعكّاز. وعند الساعة التاسعة قال إنه يريد النزول لمقابلة أصدقائه "يغيّر جو شوية"، وإنهم سيمرّون عليه في المنزل ليسنّدوه، وإنه لن يتأخر عن الحادية عشرة مساءً، لأنه يتعب بسرعة من كثرة الحركة".

في تمام العاشرة والنصف مساء،ً اتصلت نهى بشقيقها لتطمئن إليه، ولكنها فوجئت بأن جوّاله مغلق، وظل كذلك حتى هذه اللحظة. تقول: "انتظرنا بعض الوقت، وراودتنا عدة أفكار، ربما يكون شحْن جوّاله نفذ، ربما سيبيت عند أحد أصدقائه من باب التغيير.. لكن حتى صباح اليوم التالي لم نصل لشيء. سألنا في كل مكان.. مستشفيات، أقسام. لم نجد أثراً له ولا لأصدقائه، وكذلك أقارب أصدقائه لا يعرفون شيئاً عن أبنائهم".

"أسامة لم يكن في منطقة مهجورة أو طريق سريع ليقال إن عصابة أو بلطجية قاموا باختطافه. هو خُطف من مدينة نصر"شرق القاهرة"، وهي منطقة حيوية جداً"، تقول نهى التي تحمّل الدولة المسؤولية الكاملة عن أي شيء يحدث لشقيقها.

تقول نهى: "أسامة شاب عادي. يحب بلده. لديه طموحات وأحلام يتمنى أن يحققها"، وتوجه رسالة إلى الناس "مثلما اختطف أمن الدولة أخي، سيأتي الدور، هييجي الدور على كل من سكت عن الظلم". تتذكر كيف كان شقيقها ودوداً مع أهله وأصدقائه، وتقول "أسامة محبوب في المنطقة من الجيران لأنه يعامل الكل بودّ، ولا يحب أن يجرح أحداً أو يؤذي أحداً، فهل لذلك اعتقلوه؟".

المساهمون