أساتذة الموسيقى... جنود خفاء للنجوم العرب

يذكر التاريخ الغنائي العربي أن الشيخ أبو العُلا محمد، مواليد 1884، كان أول من أخذ بيد السيدة أم كلثوم إلى الغناء، وتعاونا معاً في التدريب على حسن الأداء في عشرينيات القرن الماضي. وعمل أبو العلا لم يقتصر على تدريب أم كلثوم، بل أمدها ببعض الألحان قبل وفاته عام 1927، إثر إصابته بشلل نصفي، وكانت أم كلثوم تعترف دائماً بفضل وحنكة أبو العلا، الذي حزنت كثيراً لوفاته، واستعانت بعده بالملحن محمد القصبجي، الذي كان بمثابة الحاضن الفنّي لأعمالها وأغنياتها، وقدم لها مجموعة من الألحان التي كانت سبباً في شهرتها، لكن الملحنين عاشا بعيداً عن الأضواء، ورحلا بهدوء يشبه تواضعهم الذي قدم مجموعة من الأعمال الفنية التي يُشهد لها بالدقة والحرفية العالية.


وساعد الفنانة الراحلة وردة الجزائرية الملحن والمغني التونسي الراحل صادق ثريا، على الغناء، وكان من أول المشجعين لوردة التي ولدت في باريس من أب جزائري وأم لبنانية. وهناك استطاعت وردة أن تحقق حلمها بدعم من ثريا، وحظيت بشهرة سريعة بين الأوساط العربية في باريس، عندما أقنع ثريا والدها، بتقديمها كمغنية صاحبة موهبة جيدة في ملهاه الليلي في فرنسا. وفعلاً تحقق لوردة الحلم، لكن بعد وفاة صادق ثريا، ورحيل وردة عن باريس، وعودتها إلى الجزائر، ثم اللجوء إلى القاهرة. اقترن اسمها بعدد كبير من الملحنين الذين كانوا سنداً لها في عالم الغناء والتلحين، ولعل عودة بسيطة إلى متصفح "يوتيوب" اليوم تشهد على لقاءات موسيقية وغنائية جمعت وردة والملحن الراحل محمد عبد الوهاب، عند كل "بروفة" لأغنية جديدة، هذا الدعم الكبير من موسيقار الجيل لم يثن وردة عن متابعة دروس في "سولفاج" وتقنيات الصوت، فكانت تستضيف في منزلها مجموعة من الأساتذة بين وقت وآخر
الفنان العراقي كاظم الساهر، استعان مع انطلاقة برنامج "ذا فويس" بالمدربة المصرية إيمان حُسني، ولمن لا يعرفها، حُسني تُعتبر واحدة من أفضل المدربين في العالم العربي اليوم، تعيش في القاهرة، وتدرس في المعاهد الموسيقية الرسمية والخاصة، ولها مكانتها في دار الأوبرا المصرية. فالدكتورة إيمان حسني خريجة معهد الموسيقى العربية عام 96 بتقدير امتياز، وبعدها بدأت غناء الأوبرا، وأيضاً حصلت على دكتوراه بالغناء العربي من المعهد، ودكتوراه من جامعة فيينا بالغناء الأوبرالي عام 2005.

ولا يقُل المطرب اللبناني خليل أبو عبيد، الذي اختاره بداية الفنان التونسي صابر الرباعي في برنامج "ذا فويس" أيضاً كمدرب لفريقه، معرفة عن الدكتورة إيمان حُسني. فهو حائز على شهادات عليا في الموسيقى، ومنها شهادات "سولفاج" والإملاء بتقدير ممتاز، شهادة عليا في الموسيقى العربية، شهادة الكتابة الموسيقية (التلحين) والأوبرا.

وعلى الرغم من حبه الشديد للموسيقى، اختار التخصص بعلم النفس والفلسفة بجامعة الروح القدس في لبنان، لكنه لم يهمل الموسيقى، وهو يرأس قسم الموسيقى في عدد من المدارس والجامعات اللبنانية، وخضع لأكثر من دورة موسيقية في فرنسا وفي رصيده حوالي عشرين حفلاً موسيقاً.



ويعرف اللبنانيون اسم الفنانة غادة شبير جيداً، لكن إعلامياً عرف اسمها بعد مشاركتها في برنامج "ذا فويس" بعد أن استعان بها الفنان عاصي الحلاني في الموسم الأول من البرنامج. شُبير تخرجت من جامعة الكسليك في لبنان، وحصلت على درجة الماجستير في العلوم الموسيقية، كما حصلت على دبلوم في الغناء الشرقي، وتعمل أستاذة للغناء الشرقي في الكونسرفاتوار الوطني وجامعة الكسليك، ومتخصصة في غناء الموشحات والتراتيل السريانية القديمة.

لم تكتف غادة بالدراسة، ولكنها عملت على أعمال موسيقية بعيدة عما هو سائد، وقدمت ألبوم "موشحات"، كنوع من الأعمال البحثية قبل أن يكون موسيقياً، اختارت موشحات غير معروفة. وحازت على الألبوم جائزة موسيقى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2007 من هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وأصدرت ألبوماً ثانياً حمل اسم "قوالب"، بمثابة شكر لمجدد الموسيقى العربية الشيخ سيد درويش، وتعتبر واحدة من أكثر المدربات اللواتي درّسن الفنانة ماجدة الرومي والفنانة نجوى كرم أيضاً ومجموعة من الفنانين اللبنانيين لما تملكه من خبرة في هذا المجال.



وعرف الناس وديع أبو رعد كأستاذ لمادة الصوت في برنامج "ستار أكاديمي". والمعروف أن أبا رعد كان الأستاذ الخاص للفنانة اللبنانية إليسا في تعليمها "سولفاج" وتقنيّات الغناء، وهو مغن في بعض المناسبات الأكاديمية والجامعية. اختير أبو رعد مستشاراً موسيقياً في برنامجي "آرب أيدول" و"ستار أكاديمي" وكان متوقعاً أن يكون إلى جانب المغنية إليسا التي تبدأ في ديسمبر/ كانون الأول المقبل مشاركتها في تدريب مشتركي برنامج "ذا فويس" الموسم الرابع، لكن إليسا فضلت مدرّستها الحالية لسلي عقل، والتي تشارك إليسا حالياً في بعض الدروس الموسيقية الخاصة بالصوت.