أسئلة في قبر شكسبير

24 مارس 2016
(جانب من قبر شكسبير)
+ الخط -

يلفتُ انتباهَ زائر قبر وليم شكسبير (1564 - 1616)، في كنيسة "هولي ترينيتي" في ستراسفورد وسط بريطانيا، تحذيرٌ من أن لعنةً ستصيب من يفكّر في العبث به؛ إذ نُقشت على شاهد القبر العبارة التالية: "مباركٌ الرجل الذي يحفظ هذه الأحجار، واللعنة على من يتجرّأ على العبث بعظامي".

لكن، يبدو أن ثمّة من لم يُعِر هذا التحذير أيّ اهتمام، وقرّر أن يعبث برفات الأديب الإنجليزي الذي تُحيي بريطانيا، في الـ 23 نيسان/ أبريل المقبل، الذكرى الأربعمائة لرحيله. ذلك ما ذهب إليه عالم الآثار في جامعة ستراسفوردشير، كيفن كولز، الذي خلص، بعد عملية مسح بالرادار أجراها فريق بحثه على القبر، أن جمجمة شكسبير تكون قد اختفت من قبره.

هذه هي المرّة الأولى التي يُسمح فيها بإجراء مسرح بالرادار على قبر الكاتب المسرحي. وقد شمل المسرح منطقةً تحت أرضية الكنيسة، حيث يُعتقد أن الجمجمة موجودةٌ فيها. لكن رواية كولز قد تنسف ذلك الاعتقاد؛ إذ صرّح قائلاً: "لدينا قبر شكسبير وفيه تشويش غريب عند نهاية الرأس، ولدينا قصّة تشي بأنه، في وقت ما في التاريخ، جاء شخص ما وأخذ جمجمة شكسبير"، مضيفاً: "إنه من المقنع جدّاً بالنسبة إليّ أن جمجمته ليست في هولي ترينيتي بالمرّة".

من شأن هذه النتيجة أن تُضفي مزيداً من الغموض المحيط برفات شكسبير، وأن تعزّز شائعات انتشرت منذ سنوات عن سرقة القبر. فقد ظهرت قصّة سرقة الجمجمة، لأوّل مرّة، عبر صفحات مجلّة "أرغوزي" عام 1879، حين أثارت القضية ووجّهت أصابع الاتهام إلى لصوص من القرن السابق، حين كانت سرقة القبور سلوكاً منتشراً.

فريق البحث نفسه حقّق، أيضاً، بشأن جمجمة كانت مخبّأة داخل سرداب في كنيسة أخرى تبعد قرابة عشرين كيلومتراً عن المنطقة الريفية الإنجليزية في وورسترشير. لكن التحليلات أظهرت أن الجمجمة تعود لسيدة توفّيت في السبعينات من عمرها.

هذا المسح ليس الوحيد من نوعه. فمع الذكرى الأربعمائة لرحيل شكسبير، سُمح أيضاً لعدد من منتجي الأفلام الوثائقية بإجراء مسرح بالرادار للقبر الذي يُعدّ بمثابة مزار للمعجبين بإنتاجه الشعري والمسرحي.

وقالت السلطات البريطانية إن المسح "يُمكن أن يساعد الباحثين في الاطلاع على المزيد عن حياة شكسبير وأسرته، واكتشاف القبور المجهولة في الماضي والأشياء التي تُدفن مع نعوش الموتى"، بينما قال متحدّث باسم الكنيسة إن نتائج المسح سيُكشف عنها في فيلم وثائقي سيُذاع لاحقاً على القناة البريطانية الرابعة.



اقرأ أيضاً: إسبانيا: سنة ثربانتيسية

دلالات
المساهمون