تتساءل بثينة عادل (14 سنة) عن سبب رفض والدها أخذها وبقية إخوتها إلى قريتها النائية بمحافظة إب وسط اليمن، ذلك لأنها تخاف أصوات المدافع ومضادات الطائرات التي تُسمع كل يوم.
تقول بثينة إنها تخشى الحرب، وإن قريتها في إب بعيدة عن القصف، ولا تُسمع فيها أصوات الانفجارات وإطلاق الرصاص. تدعم مطلبها بكون وزارة التربية والتعليم تراجعت عن إعلانها استمرار الدراسة، وأعلنت تعليقها لمدة أسبوع.
تضيف بثينة أنها تشعر بالخوف كلما سمعت أصوات الانفجارات كل مساء، ولا تستطيع النوم. تشرح: "في منزلنا نسمع أصوات الانفجارات وكأنها بجانبنا، لكن هذا الأمر لا يحدث عندما نكون في منزل عمتي بمنطقة التحرير وسط العاصمة". وتعبّر عن ألمها عند رؤيتها للمشاهد المروعة التي تبثها القنوات التلفزيونية لضحايا القصف.
التساؤلات نفسها ترفعها الطفلة حنان عبدالكريم (7 سنوات) لوالديها باحثة عن إجابة تشبع فضولها. تسأل الطفلة والدتها "ليش يقرحوا؟ (لماذا هذه المفرقعات؟). لا تدري أم حنان بماذا تجيب، فتصف ما يحدث في الخارج بـ "العرس الكبير" وذلك لأن سكان صنعاء عادة ما يطلقون النار في الهواء احتفاء بالأعراس والمناسبات. تقول الأم أنها لا تريد أن تحكي لطفلتها عن الحرب حتى لا تشعر بالخوف.
مع ذلك، ثمة آباء وأمهات يحدثون أطفالهم عن الحرب. فتكثر الأسئلة عن أسباب الحروب والنتائج، الأمر الذي يدفع عدداً من الأطفال إلى السهر ليلاً مع الأهل لمتابعة سماء صنعاء الملونة ليلاً في هذه الأيام.