تدفع الخطط والمشتريات الحكومية قطاع الزهور والمشاتل في سلطنة عمان إلى النمو بطريقة مطردة والتوسع بشكل لافت للنظر، وتحرص البلديات الإقليمية وموارد المياه على زيادة الرقعة الخضراء في البلاد، وبالأخص من الورود التي تزين جوانب الطرقات والدوارات والمثلثات والحدائق العامة، طوال العام.
وفي مسقط تحرص الحكومة على تزيين مداخل العاصمة، ابتداءً من ولاية بركاء وحتى ولاية مطرح التاريخية العريقة بملايين الورود من مختلف الأصناف؛ مما يضفي جواً من البهجة وينثر العبير في كل مكان.
ويلحظ الزائر للعاصمة العمانية حجم اهتمام العمانيين بالمظهر الجمالي وعنايتهم الفائقة بالحدائق والمتنزهات، واستقدام العمالة الأجنبية الماهرة التي تصل الليل بالنهار من أجل العمل في المشاتل وغرس الزهور، وتهذيبها، وإزالة الآفات التي تلحق بها.
اقرأ أيضا: حدائق عُمان: استثمارات ضخمة وفرص متزايدة
الأزهار في كل مكان
وتنتشر زراعة الورد بمنطقة الجبل الأخضر، التابعة لولاية نزوى في محافظة الداخلية، ويحقق المزارعون أرباحاً جيدة من هذه الزراعة تقدر بـ 3 آلاف ريال عماني للفدان في العام، حيث تنتشر الزهور في هذه المنطقة التي ترتفع عن سطح البحر نحو 3 آلاف متر، مما يجعلها شديدة البرودة في فصل الشتاء ومعتدلة للغاية في فصل الصيف؛ ما يؤهلها لتكون مساحة ملائمة لزراعة الورود.
كما تنتعش صناعة تقطير ماء الورد وتقدر كمية الإنتاج بـ 3675 لتراً للفدان؛ أي أكثر من 22 ألف لتر لإجمالي المساحة المزروعة بأشجار الورد في الجبل الأخضر.
وبحسب بيانات وإحصاءات بلدية مسقط فقد تم بنهاية العام 2014 زراعة نحو 900 ألف زهرة، وزادت مساحة المسطحات الخضراء بمسقط إلى 120 ألف متر طولي على امتداد الطرق، ومليوني متر مربع من المسطحات الخضراء ومغطيات التربة، و100 ألف متر مربع من الزهور الموسمية لتزيين الشوارع والميادين العامة.
وشرعت بلدية مسقط أخيراً في زراعة 4.7 ملايين زهرة موسمية في الشوارع والحدائق العامة والمتنزهات وملاعب الأطفال من أجل تزيين العاصمة.
ويقول المهندس الزراعي وخبير تنسيق الزهور، أحمد بن حمد الجهوري، لـ "العربي الجديد" إن الورد من أقدم مصادر العطور في التاريخ، استخدمه العرب والرومان واليونان منذ آلاف السنين في استخلاص عطورهم، وكان ماء الورد يمثل عنصراً مهماً من عناصر التجارة القديمة حتى القرنين الثامن والتاسع بعد الميلاد، ويعتبر الورد أحد المحاصيل الحيوية والمهمة بالنسبة للمزارعين بالجبل الأخضر، إذ يقدر إنتاج الفدان بـ3 آلاف ريال، ويزرع الورد على مصاطب الجبل بنظام العُقد ويتم ريه بواسطة الفلج (نظام ري هندسي عماني تسير فيه المياه لعدة كيلومترات دون الحاجة إلى رافعة أو أدوات أو ماكينات) ومن أصناف الورد المنتشرة في سلطنة عمان الورد البلدي والقرمزي والبلغاري.
ويضيف: "يحرص المزارعون في الجبل الأخضر على رعاية المحصول وحمايته من الآفات، وجلب أفضل الشتول من أجل تحسين كمية المحصول، والاستفادة منه في مصانع تقطير الورد، والذي يستخدم ماؤه في العطور ويضاف إلى الطعام والحلوى العمانية، التي تتميز بها السلطنة".
ويتابع: "يعشق العمانيون الروائح الجميلة ولا يخلو بيت من العطور والبخور، كما لا تخلو حدائق المنازل من الأشجار المزهرة والورد، مما يضفي على المكان رائحة ذكية، ومناخا صحياً يساعد في تنمية الحس والذوق لدى الأجيال الجديدة، ويحرص الآباء على نقل هذا الاهتمام إلى أبنائهم لتعوديهم على زراعة الورود، والزهور والاستفادة منها في العلاج، والطعام، والترويح عن النفس".
تجارة واعدة
ومن جانبه، يقول الخبير الاقتصادي حسين الفارسي: مثل غيره من القطاعات لا تتوافر لدينا إحصاءات دقيقة عن حجم إنتاج السلطنة من الزهور سنوياً، ولا الدول التي يتم الاستيراد منها، لكن الواقع يؤكد أنها تجارة مزدهرة ولها مستقبل، فلدينا عشرات الملايين من الأزهار في الحدائق العامة والطبيعية، مثل حديقة القرم الواقعة بقلب العاصمة، وحديقة النسيم، وغيرهما، بالإضافة إلى ملايين الزهور المنتشرة على جانبي الطريق من مسقط وحتى حدود دولة الإمارات العربية المتحدة، وكلها تشير إلى استثمارات ضخمة بملايين الريالات، إذا ما أخذنا في الحسبان حجم العمالة، والمساحة المزروعة وتكاليف الري والتشجير، وتنقية الحشائش ومكافحة الآفات.
ويضيف: "يرجع الاهتمام العام بالزهور في السلطنة إلى الحرص على إظهار البلاد في أجمل صورة خاصة، وأنها أصبحت محط اهتمام وجذب سياحي للأوروبيين، خاصة في موسم الشتاء حيث الشمس ساطعة طوال النهار مع اعتدال درجات الحرارة، بالإضافة إلى الملايين الذين يتدفقون إلى منطقة صلالة في موسم الخريف، ولا شك أن نظافة البلد وانتشار الزهور بها يعطي انطباعا جيداً عنها وعن رقي وتحضر أهلها، وبالتالي الاستثمار هنا هو استثمار ناجح وله مردود إيجابي للغاية".
ومن جانبها، تقول المستثمرة في تجارة الزهور والورود سعاد الكلبانية: "لدي مشروع في تنسيق الزهور ويعمل به عدد من العمانيين والوافدين، وأستعين بالخبرات الأجنبية من أجل الوصول لأكبر شريحة من الزبائن، لكن إقبال العمانيين على شراء الزهور من باب التعبير عن المودة والحب أو في المناسبات يكاد يكون محدودا، في حين أن الأوروبيين والآسيويين، أكثر إقبالاً، ولعل ذلك راجع إلى اختلاف الثقافات".
وتضيف: "نستورد بعض الزهور من دول مجلس التعاون الخليجي، وتنشط حركة البيع والشراء في مواسم مثل الأعياد الدينية والاجتماعية والوطنية، وكذلك خلال الاحتفال بعيد الحب، ويحقق المعرض الخاص بي ربحاً شهرياً يغطي تكلفة الأيدي العاملة بالكاد، لكنني مستمرة ولن أتوقف، فعشقي للزهور ورائحتها يفوق فكرة المكسب والخسارة من مشروع تجاري".
وفي مسقط تحرص الحكومة على تزيين مداخل العاصمة، ابتداءً من ولاية بركاء وحتى ولاية مطرح التاريخية العريقة بملايين الورود من مختلف الأصناف؛ مما يضفي جواً من البهجة وينثر العبير في كل مكان.
ويلحظ الزائر للعاصمة العمانية حجم اهتمام العمانيين بالمظهر الجمالي وعنايتهم الفائقة بالحدائق والمتنزهات، واستقدام العمالة الأجنبية الماهرة التي تصل الليل بالنهار من أجل العمل في المشاتل وغرس الزهور، وتهذيبها، وإزالة الآفات التي تلحق بها.
اقرأ أيضا: حدائق عُمان: استثمارات ضخمة وفرص متزايدة
الأزهار في كل مكان
وتنتشر زراعة الورد بمنطقة الجبل الأخضر، التابعة لولاية نزوى في محافظة الداخلية، ويحقق المزارعون أرباحاً جيدة من هذه الزراعة تقدر بـ 3 آلاف ريال عماني للفدان في العام، حيث تنتشر الزهور في هذه المنطقة التي ترتفع عن سطح البحر نحو 3 آلاف متر، مما يجعلها شديدة البرودة في فصل الشتاء ومعتدلة للغاية في فصل الصيف؛ ما يؤهلها لتكون مساحة ملائمة لزراعة الورود.
كما تنتعش صناعة تقطير ماء الورد وتقدر كمية الإنتاج بـ 3675 لتراً للفدان؛ أي أكثر من 22 ألف لتر لإجمالي المساحة المزروعة بأشجار الورد في الجبل الأخضر.
وبحسب بيانات وإحصاءات بلدية مسقط فقد تم بنهاية العام 2014 زراعة نحو 900 ألف زهرة، وزادت مساحة المسطحات الخضراء بمسقط إلى 120 ألف متر طولي على امتداد الطرق، ومليوني متر مربع من المسطحات الخضراء ومغطيات التربة، و100 ألف متر مربع من الزهور الموسمية لتزيين الشوارع والميادين العامة.
وشرعت بلدية مسقط أخيراً في زراعة 4.7 ملايين زهرة موسمية في الشوارع والحدائق العامة والمتنزهات وملاعب الأطفال من أجل تزيين العاصمة.
ويقول المهندس الزراعي وخبير تنسيق الزهور، أحمد بن حمد الجهوري، لـ "العربي الجديد" إن الورد من أقدم مصادر العطور في التاريخ، استخدمه العرب والرومان واليونان منذ آلاف السنين في استخلاص عطورهم، وكان ماء الورد يمثل عنصراً مهماً من عناصر التجارة القديمة حتى القرنين الثامن والتاسع بعد الميلاد، ويعتبر الورد أحد المحاصيل الحيوية والمهمة بالنسبة للمزارعين بالجبل الأخضر، إذ يقدر إنتاج الفدان بـ3 آلاف ريال، ويزرع الورد على مصاطب الجبل بنظام العُقد ويتم ريه بواسطة الفلج (نظام ري هندسي عماني تسير فيه المياه لعدة كيلومترات دون الحاجة إلى رافعة أو أدوات أو ماكينات) ومن أصناف الورد المنتشرة في سلطنة عمان الورد البلدي والقرمزي والبلغاري.
ويضيف: "يحرص المزارعون في الجبل الأخضر على رعاية المحصول وحمايته من الآفات، وجلب أفضل الشتول من أجل تحسين كمية المحصول، والاستفادة منه في مصانع تقطير الورد، والذي يستخدم ماؤه في العطور ويضاف إلى الطعام والحلوى العمانية، التي تتميز بها السلطنة".
ويتابع: "يعشق العمانيون الروائح الجميلة ولا يخلو بيت من العطور والبخور، كما لا تخلو حدائق المنازل من الأشجار المزهرة والورد، مما يضفي على المكان رائحة ذكية، ومناخا صحياً يساعد في تنمية الحس والذوق لدى الأجيال الجديدة، ويحرص الآباء على نقل هذا الاهتمام إلى أبنائهم لتعوديهم على زراعة الورود، والزهور والاستفادة منها في العلاج، والطعام، والترويح عن النفس".
تجارة واعدة
ومن جانبه، يقول الخبير الاقتصادي حسين الفارسي: مثل غيره من القطاعات لا تتوافر لدينا إحصاءات دقيقة عن حجم إنتاج السلطنة من الزهور سنوياً، ولا الدول التي يتم الاستيراد منها، لكن الواقع يؤكد أنها تجارة مزدهرة ولها مستقبل، فلدينا عشرات الملايين من الأزهار في الحدائق العامة والطبيعية، مثل حديقة القرم الواقعة بقلب العاصمة، وحديقة النسيم، وغيرهما، بالإضافة إلى ملايين الزهور المنتشرة على جانبي الطريق من مسقط وحتى حدود دولة الإمارات العربية المتحدة، وكلها تشير إلى استثمارات ضخمة بملايين الريالات، إذا ما أخذنا في الحسبان حجم العمالة، والمساحة المزروعة وتكاليف الري والتشجير، وتنقية الحشائش ومكافحة الآفات.
ويضيف: "يرجع الاهتمام العام بالزهور في السلطنة إلى الحرص على إظهار البلاد في أجمل صورة خاصة، وأنها أصبحت محط اهتمام وجذب سياحي للأوروبيين، خاصة في موسم الشتاء حيث الشمس ساطعة طوال النهار مع اعتدال درجات الحرارة، بالإضافة إلى الملايين الذين يتدفقون إلى منطقة صلالة في موسم الخريف، ولا شك أن نظافة البلد وانتشار الزهور بها يعطي انطباعا جيداً عنها وعن رقي وتحضر أهلها، وبالتالي الاستثمار هنا هو استثمار ناجح وله مردود إيجابي للغاية".
ومن جانبها، تقول المستثمرة في تجارة الزهور والورود سعاد الكلبانية: "لدي مشروع في تنسيق الزهور ويعمل به عدد من العمانيين والوافدين، وأستعين بالخبرات الأجنبية من أجل الوصول لأكبر شريحة من الزبائن، لكن إقبال العمانيين على شراء الزهور من باب التعبير عن المودة والحب أو في المناسبات يكاد يكون محدودا، في حين أن الأوروبيين والآسيويين، أكثر إقبالاً، ولعل ذلك راجع إلى اختلاف الثقافات".
وتضيف: "نستورد بعض الزهور من دول مجلس التعاون الخليجي، وتنشط حركة البيع والشراء في مواسم مثل الأعياد الدينية والاجتماعية والوطنية، وكذلك خلال الاحتفال بعيد الحب، ويحقق المعرض الخاص بي ربحاً شهرياً يغطي تكلفة الأيدي العاملة بالكاد، لكنني مستمرة ولن أتوقف، فعشقي للزهور ورائحتها يفوق فكرة المكسب والخسارة من مشروع تجاري".