وقال عبد الجليل الشراري، من سكان تعز لـ"العربي الجديد"، إن "الاستنزاف العشوائي للمياه كان سببا في توقف الضخ، وسكان المدينة يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على المياه، حيث تستغرق عملية الحصول على خزان واحد أسبوعاً كاملاً، بسبب الزحام الشديد على الآبار".
وأوضح أن هناك "شاحنات كبيرة تقوم بنقل مياه الآبار الصالحة للشرب إلى منطقة وادي بن خولان من أجل ري مزارع القات هناك، في ظل عجز السلطات الأمنية بالمحافظة عن إيقاف هذا العبث والاستنزاف الجائر للمياه. هناك مشروعان للمياه في المحافظة، الأول في منطقة صينة، والثاني في منطقة المدينة المنورة، إلا أن السكان لم يستفيدوا منهما حتى الآن بسبب احتكار المسؤولين والقادة العسكريين".
وأكد المواطن أمين الحبيب، أن شح المياه في تعز ينذر بكارثة، لا سيما مع استمرار توقف مشروع المياه الحكومي بشكل كامل، وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "سكان المدينة لا يستطيعون توفير قيمة خزان مياه واحد بسبب ارتفاع الأسعار إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه، إذ بلغت قيمة خزان المياه الصالح للاستخدام المنزلي سعة 3 آلاف لتر نحو 15 ألف ريال يمني (26 دولاراً)، فيما تبلغ قيمة الخزان الصالح للشرب 18 ألف ريال يمني (32 دولاراً)".
وبين الحبيب أن "شح المياه وارتفاع أسعارها أدى إلى توقف العديد من محطات التحلية التي تُزود أحياء المدينة المتضررة من الحرب بالمياه الصالحة للشرب"، لافتا إلى أن أصحاب ناقلات المياه، ومالكو الآبار الخاصة يبتزون المواطنين برفعهم للأسعار، وهو ما فاقم معاناة الأهالي.
وأرجع مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي في محافظة تعز، بدري الإبي، أسباب أزمة المياه الحالية إلى أسباب عدة على رأسها الاستنزاف، والحفر العشوائي للآبار. وقال الإبي لـ"العربي الجديد"، إن "معظم الآبار التي تغذي المدينة خارج سيطرة مؤسسة المياه، وتقع في مناطق تحت سيطرة جماعة الحوثي في مناطق الحوبان والحيمة وحبير والحوجلة والضباب، ويتم حاليا تشغيل 16 بئرا فقط".
وأكد أن كل المنشآت المائية وخطوط النقل تعرضت للدمار والتخريب خلال الفترة الماضية، كما أن ظاهره الحفر العشوائي للآبار الأنبوبية انتشرت بشكل كبير في 2018، "العديد من المتنفذين استغلوا الأوضاع الأمنية التي تمر بها المحافظة. تم التواصل مع الجهات المحلية والأمنية وتم ضبط الحفارات وحجزها واتخاذ كل الاجراءات القانونية ضد المخالفين. إلا أن ظاهرة الاستنزاف المائي في سقاية شجرة القات والري بالطرق التقليدية (الغمر)، وغيرها أسهمت في تراجع منسوب المياه الجوفية".
وتعد محافظة تعز (وسط)، أكبر محافظات اليمن من حيث تعداد السكان، بإجمالي أكثر من 615 ألف نسمة، وفقاً لنتائج آخر تعداد سكاني عام 2014.