كل قطرة مياه في بلدة تفتناز بريف إدلب لها قيمتها، ويجب أن يكون استهلاكها خاضعا لسياسة ترشيد قاسية، بحسب حديث أبو عمر خطيب، مع "العربي الجديد"، متابعا "أصبحنا نراقب بعضنا البعض في المنزل خوفا من أن يسرف أحد أفراد العائلة في استهلاك المياه، حتى صرنا نشعر بالضيق إن سكب أحد الأطفال كأس ماء على الأرض".
وأضاف "كل شيء محسوب عندنا، فكمية مياه الحمام يجب ألا تزيد عن صفيحة معدنية تسع 16 لترا، وبأفضل الأحوال يستحم الشخص مرة واحدة في الأسبوع، وكذلك غسل الأواني يتم مرة واحدة في اليوم غالبا بعد العشاء، وكذلك غسل الثياب تم تقنينه إلى أبعد حد ممكن".
من جهتها، قالت أم جابر العمري، المقيمة مع عائلتها في تفتناز، لـ "العربي الجديد"، "نعاني من نقص المياه منذ نحو 6 أشهر، جراء عدم ضخ المياه بالشبكة، ما يضطرنا إلى شراء المياه عبر الصهريج"، مشيرة إلى ارتفاع تكلفتها "إذ وصل ثمن خمسة براميل إلى 3500 ليرة، (6.8291 دولارات)، وكانت هذه الكمية في الأحوال الطبيعية تكفي عائلة يومين، أما اليوم فيجب أن نقتصد بها لتكفينا أسبوعا على الأقل".
وأضافت "المشكلة أن استهلاك المياه يزيد هذه الأيام جراء ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف، لكن نحاول أن نخفض قدر الإمكان استخدامه في التنظيف والغسل، وتوفيره للشرب، وبالرغم من كل ذلك يعتبر مبلغ 14 ألف ليرة شهريا، كبيرا بالنسبة للدخل إن وجد، فغالبية الأهالي يعانون من سوء الوضع الاقتصادي وعدم توفر فرص العمل".
من جانبه، علق المجلس المحلي في تفتناز عبر تصريحات صحافية لرئيس المجلس، منير الخطيب، قائلا إنّ عملية ضخ المياه توقفت في بداية العام الجاري بسبب الحملة العسكرية الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
ولفت إلى أن هناك جهودا حثيثة تبذل لاستئناف ضخ المياه عبر الشبكة، بدعم من حكومة الإنقاذ، وبعض أهالي البلدة، على أن يبدأ الضخ خلال الأيام المقبلة.
يشار إلى أن تفتناز واحدة من البلدات التي تعرضت للقصف العنيف ونزوح معظم سكانها خلال الحملة العسكرية التي شنتها القوات النظامية نهاية العام الماضي على أرياف إدلب وحلب.