أزمة مواصلات تخنق صنعاء بسبب أزمة الوقود

04 أكتوبر 2018
أكثر الشوارع ازدحاماً باتت خالية من السيارات (فيسبوك)
+ الخط -



شُلّت حركة المواصلات والنقل في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين جراء أزمة الوقود الحادة، وما أسفرت عنه من ارتفاع أجرة المواصلات التي أجبرت الكثير من المواطنين على البقاء في منازلهم أو قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام.

وقال محمد الجراش وهو طالب في كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء لـ"العربي الجديد"، إنه يضطر إلى الاستيقاظ مبكراً على غير العادة في الآونة الأخيرة، لكي يتمكن من الحصول على حافلة تقله إلى الجامعة، في ظل ندرة وسائل النقل بسبب أزمة الوقود المستمرة منذ أيام.

وأضاف: "المعاناة نفسها يومياً في الصباح، أما وقت الظهيرة فتكون المعاناة أكبر جراء انتشار عدد كبير من الطلاب والمواطنيين على طول الطريق في وقت واحد من أجل العودة إلى منازلهم، مشيراً إلى أن الطلاب "ينتظرون لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة في منظر محزن، من أجل الحصول على حافلة أو سيارة أو دراجة نارية تقلّهم إلى منازلهم".

أما الطالب علي الوصابي فقد قرر عدم الذهاب إلى الجامعة حتى تعود حركة المواصلات وتتراجع أجرة التنقل. وقال لـ"العربي الجديد": "أسكن في منطقة حزيز أقصى جنوب صنعاء، والجامعة في الشمال الغربي، وحتى أصل إليها أنا بحاجة إلى وقت طويل حال وجدت وسيلة تنقل، بالاضافة إلى مبالغ باهظة غير ثابتة وبحسب مزاج السائق".

وأشار إلى أن "أجور المواصلات ارتفعت بشكل جنوني، ولا يمكن أن أوفرها بشكل مستمر. أما الأماكن التي كنت أذهب إليها بواسطة السيارة وهي قريبة إلى حد ما، فأصبحت أقطعها سيراً على القدمين".

وأثرت أزمة الوقود على شريحة واسعة من اليمنيين بشكل مباشر، حيث فقد الكثير من سائقي الحافلات والباصات الصغيرة مصدر دخلهم الوحيد، في ظل ارتفاع حاد لأسعار المواد الغذائية.

وأكد السائق خالد الأيوبي أنه توقف منذ أكثر من أسبوع عن العمل في الباص الذي يملكه، جراء انعدام البترول في المحطات الرسمية، وارتفاع ثمنه في السوق السوداء رغم توفره بكثافة هناك.

وقال لـ "العربي الجديد": "وصلت الزيادة في أسعار المشتقات النفطية إلى 150 بالمئة. أستطيع شراء البترول من السوق السوداء والعمل ومضاعفة الأجرة، وهذا ما يرفضه أغلب الناس بشكل قاطع، ما قد يسبب لي خسائر كبيرة جداً إذا ما اشتريته، لذلك قررت التوقف عن العمل حتى تنتهي الأزمة".

وأشار الأيوبي إلى أن الكثير من المواطنين يطلبون منه أن يقلهم دون أن يدفعوا الأجرة، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحدث طيلة فترات العمل بشكل يومي، جراء الوضع المعيشي الصعب الذي تمر به الأسر اليمنية بسبب الحرب.

ويعيش نحو مليون موظف حكومي بالعاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، معاناة كبيرة منذ أن توقفت رواتبهم منذ عامين وتحديداً في شهر سبتمبر/ أيلول 2016.


وأعلنت الأمم المتحدة أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، أنها خسرت الحرب ضد المجاعة في اليمن حيث باتت تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، داعية إلى إجراءات عاجلة للحد من هذه الكارثة.