غوايدو يكثف جهوده لكسب الدعم الأوروبي.. وواشنطن "تُغري" العسكريين الفنزويليين بـ"إسقاط العقوبات"
وقال غوايدو، إثر اجتماع مع ممثّلي الاتّحاد الأوروبي في كراكاس: "تحدّثتُ اليوم مع ممثّلي الاتّحاد الأوروبي لتعزيز دعمهم للانتقال الديمقراطي. ونشكر المجتمع الدولي على اعترافه بجهودنا لاستعادة حرّيتنا".
|
ومنذ الإثنين وانتهاء مهلة حُدّدت للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للدّعوة إلى انتخابات رئاسيّة مبكرة، اعترفت عشرون دولة أوروبّية، بينها فرنسا وإسبانيا وألمانيا، بغوايدو رئيساً انتقاليّاً لفنزويلا.
وعطّلت إيطاليا، التي ترفض هذا الاعتراف، تبنّي موقف موحّد للاتّحاد الأوروبي بهذا الشأن.
من جهتها، تدعم الولايات المتّحدة وكندا و12 دولة من أميركا اللاتينيّة غوايدو.
وبهدف دفع روما إلى تغيير موقفها، طلب غوايدو من زعيمَي الائتلاف الحاكم ماتيو سالفيني ولويجي دي مايو استقبال وفد يُمثّله.
وأعلن وزير الداخليّة وزعيم اليمين المتشدّد سالفيني أنّه سيستقبل وفد غوايدو الإثنين في وزارته.
وأدّت هذه القضيّة إلى انقسام كبير داخل الحكومة الإيطاليّة المكوّنة من حزب الرابطة (يمين متشدّد) بزعامة سالفيني وحركة خمس نجوم (شعبويّة) بزعامة دي مايو.
مساعدات إنسانية
من جانب آخر، تحدّث غوايدو، في مقابلة مع إذاعة كولومبيّة، عن المساعدة الإنسانيّة الدوليّة التي ينوي من خلالها الضغط أكثر على النظام القائم.
في المقابل، اعتبر مادورو أنّ تلك المساعدات تُمهّد لتدخّل عسكري أجنبي في بلاده.
وقال غوايدو مخاطباً الجيش الفنزويلي الداعم لمادورو: "تحدّثتُ بوضوح مع القوّات المسلّحة التي أمامها مسؤولية مهمّة: الاستمرار في دعم الديكتاتوريّة التي لا تملك ذرّة إنسانيّة (..) أو الوقوف إلى جانب الدستور"، داعياً الجيش إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانيّة.
من جهته، قال وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو في تغريدة إنّ "شعب فنزويلا في أمسّ الحاجة إلى المساعدة الإنسانيّة. وتُحاول الولايات المتّحدة ودول أخرى مساعدته، لكنّ الجيش الفنزويلي يعطّل بأوامر من مادورو المساعدة بالشاحنات والسفن".
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) ٦ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأضاف "على نظام مادورو السماح بوصول المساعدة إلى الشعب الجائع".
وصادق البرلمان الثلاثاء على خطّة استراتيجيّة لتوزيع المؤن والأدوية من كولومبيا والبرازيل، حيث من المقرّر إقامة مراكز تجميع. لكن لم يُعرف حتّى الآن عمليّاً متى وكيف ستصل هذه المساعدات، وكيف ستعبر الحدود وتوزّع.
الإغراء بإسقاط العقوبات عن قادة الجيش
وفي سياق تعزيز دعم واشنطن لغوايدو، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الأربعاء، أنّ لدى الولايات المتّحدة استعدادا لتُعفي من العقوبات المسؤولين العسكريّين الفنزويليّين الذين يدعمون غوايدو.
وكتب بولتون على "تويتر": "الولايات المتّحدة ستنظر في رفع العقوبات عن أيّ مسؤول عسكري فنزويلي كبير يُدافع عن الديمقراطيّة ويعترف بالحكومة الدستوريّة للرئيس خوان غوايدو".
— John Bolton (@AmbJohnBolton) ٦ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وحذّر بولتون من أنّه "في حال العكس، سيتمّ إغلاق دائرتهم الماليّة الدوليّة بالكامل"، حاضّاً العسكريّين في كراكاس على اتّخاذ "الخيار الصحيح!".
وأعلن البيت الأبيض الأربعاء أنّ ترامب سيلتقي نظيره الكولومبي في واشنطن في 13 شباط/فبراير، من أجل البحث خصوصاً في الجهود الرّامية إلى "إعادة الديمقراطية في فنزويلا".
آلية حوار غير مشروطة
واقترحت الأوروغواي والمكسيك، الأربعاء، إنشاء آليّة حوار من دون شروط مسبقة، من أجل تسهيل التوصّل إلى حلّ تفاوضي للأزمة السياسيّة في فنزويلا.
والأوروغواي والمكسيك هما من بين عدد قليل من بلدان أميركا اللاتينيّة التي لم تعترف بغوايدو رئيساً بالوكالة لفنزويلا.
وقدّم وزير خارجيّة الأوروغواي رودولفو نين نوفوا، ونظيره المكسيكي مارسيلو إيبرارد، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأوروغوانية "آليّة مونتيفيديو" التي تتضمّن مراحل عدّة ووساطة ستقوم بها شخصيّات معروفة على الصعيد الدولي.
وهذا الاقتراح لا يتضمّن إجراء انتخابات رئاسيّة مبكرة.
وقال نوفوا خلال قراءته بيانًا مشتركًا لحكومتَي البلدين: "إذا طلبنا إجراء انتخابات في هذا الوقت، فإنّنا نكون قد فرضنا شروطًا تجعل الحوار صعبًا. إنّهم هم (الحكومة والمعارضة في فنزويلا) مَن يجب أن يتوافقوا" على ذلك. وسيتمّ تقديم هذا الاقتراح المشترك الخميس للمشاركين في الاجتماع الأوّل في مونتيفيديو لمجموعة الاتّصال الدوليّة في الأوروغواي.
تحذير أممي
وعلى صعيد متصل، حذرت الأمم المتحدة، الأربعاء، من "تفاقم" الوضع في فنزويلا، مشيرة إلى أن "المحادثات السياسية الجادة هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة".
ونفت المنظمة الدولية وجود أي طلب رسمي يتعلق بالاعتراف بغوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد.
جاء ذلك على لسان كل من المتحدثة باسم رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة مونيكا غريلي، والمتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية ستيفان دوغريك، في مؤتمرين صحافيين بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.
وقالت غريلي: "تتابع رئيسة الجمعية العامة ماريا فيرناندو سبينوزا بقلق شديد الوضع في فنزويلا، كما أنها تنتظر نتائج الاجتماع الذي سيعقد في أوروغواي الخميس بشأن الأزمة".
وأضافت أن رئيسة الجمعية العامة "تطالب بضرورة العمل من أجل منع تفاقم الوضع وتدرك جيدا أهمية أن تتوصل البلدان الإقليمية إلى حل سياسي للأزمة".
وتعقد دول مجموعة اتصال فنزويلا (تضم بعض دول الاتحاد الأوروبي، وعددا من دول أميركا اللاتينية)، أول اجتماع لها الخميس، في أوروغواي.
وردا على أسئلة الصحافيين بشأن وجود طلب لدى الجمعية العامة حول الاعتراف بغوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، قالت: "لا يوجد أي طلب بهذا الخصوص".
من جانبه، قال دوغريك، في مؤتمر صحافي آخر بمقر المنظمة الدولية، إن المحادثات السياسية "الجادة بين الأطراف المعنية هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة" في فنزويلا.
وتشهد فنزويلا توتراً متصاعداً، إثر إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، وسارع الرئيس الأميركي إلى الاعتراف به، وتبعته كندا، كولومبيا، بيرو، الإكوادور، باراغواي، البرازيل، تشيلي، بنما، الأرجنتين، كوستاريكا، غواتيمالا وجورجيا، ثم بريطانيا، قبل أن تلتحق دول أخرى بها.
في المقابل، أيدت كل من روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو، الذي أدى قبل أيام اليمين الدستورية رئيساً لفترة جديدة من 6 سنوات.
(العربي الجديد، وكالات)