أزمة غاز الطهي تضر بصحة اليمنيين

21 مارس 2016
الدخان يضر بصحة الأطفال (العربي الجديد)
+ الخط -



تعاني كثير من النساء في الريف اليمني من مشاكل صحية ناتجة عن استخدام الحطب والفحم الخشبي كوسيلة للطهي، بعدما أصبح غاز الطهي سلعة نادرة، وغالباً ما تختفي من الأسواق أو يرتفع سعرها إلى مستويات قياسية تعجز الأسر الفقيرة عن اقتنائها.

تشكو أم خديجة الحفاشي من صعوبة في التنفس منذ أكثر من عام ونصف، وأخبرها الأطباء بأنها تعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي نتيجة استنشاق الأدخنة بصورة مستمرة. وتقول: "في الآونة الأخرة، صارت تصيبني نوبات سعال حادة، أخذني أبنائي إلى المركز الصحي بالمدينة". وأشارت إلى أن الطبيب أخبرها بأنها تعاني من التهاب في الشعب الهوائية بسبب الأدخنة الناجمة عن احتراق الحطب في مطبخها الريفي الصغير.

تعيش الحفاشي في إحدى قرى مديرية حفاش بمحافظة المحويت (غرب) وتعتمد على الحطب في طهي الطعام ما عرّضها لمخاطر التهابات الجهاز التنفسي. تضيف لـ "العربي الجديد": "أستخدم الحطب لإيقاد النار وصناعة الطعام بشكل يومي ولساعات طويلة بحيث أطبخ كل الوجبات على الحطب، فأجد نفسي مجبرة على استنشاق الدخان بشكل مستمر"، مشيرة إلى أنها تشعر بالصداع وضيق التنفس والسعال بالرغم أن الأطباء أعطوها بعض الأدوية.

وتعلم الحفاشي بأن جزءاً كبيراً من علاجها يكمن في الابتعاد عن دخان الحطب بحسب إرشادات الطبيب، إلا أنها لا تملك حلاً آخر مع ندرة الغاز المنزلي وغلاء سعره في السوق السوداء.

اقرأ أيضاً: الأردن.. حرق الملابس والأحذية البالية للتدفئة

ويتضرر الأطفال من هذه الأدخنة الناتجة عن حرق الحطب. منهم خالد الربع (6 سنوات) الذي يعاني منذ سنوات من تحسس في جهازه التنفسي، وساءت صحته نتجية استخدام والدته للحطب في المنزل منذ أشهر. ولاحظ والده عدم قدرة ابنه على التنفس وإصابته بحشرجة مستمرة بالإضافة إلى السعال ووهن جسمه، مشيراً إلى أنه أسرع به إلى الطبيب الذي أخبره بضرورة إبعاده عن الأدخنة والغبار والروائح القوية مثل العطور والمنظفات.

الطبيبة في مستشفى الثورة العام بالعاصمة صنعاء نسيبة الجميلي، تؤكد بأن الحالات المصابة بمشاكل تنفسية تزايدت بشكل ملحوظ في عيادات الأمراض التنفسية، مشيرة إلى أن معظم هذه الحالات تحسسية والعامل المشترك بينها تعرض المصابين لغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الحطب والفحم.

الغاز المنزلي وجوده نادر ويباع بالسوق السوداء (العربي الجديد)



وقالت الجميلي لـ "العربي الجديد" إن هذا الغاز يزيد من حدة ومضاعفات وعدد نوبات الربو عند المرضى، لافتة إلى أن عدد المصابين بالربو من الأطفال تحديداً في تزايد مستمر بالرغم أنه من ضمن الأمراض الوراثية، لكن الأدخنة سبب أساسي في إثارته وتهييجه.

وتضيف الجميلي أن هذه الأدخنة تزيد من مشاكل التنفس وما يترتب عليها من تراجع التركيز والصحة النفسية، بالإضافة إلى التأثير سلباً على مناعة الجسم ومقاومة الأمراض التنفسية المعدية. وحذرت من خطورة استخدام الورق والكرتون (أوراق مقواة) في إشعال النار للطبخ كونها معالجة كيميائياً، وتنبعث منها أدخنة سامة وبعضها يحتوي على لواصق ضارة أثناء احتراقها.

يجدر الذكر بأن نحو 14.1 مليون يمني بحاجة إلى دعم لضمان الحصول على الرعاية الصحية الأساسية بحسب تقرير أممي حديث.

وقد أشار التقرير وهو بعنوان "لمحة عن الاحتياجات الإنسانية لعام 2016" والصادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) إلى وجود "نقص متزايد في الإمدادات الطبية المخصصة لإدارة الإصابات الجماعية والأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المزمنة"، وينجم النقص في المرافق الصحية في كثير من الأحيان عن القيود المفروضة على استيراد اللوازم الأساسية.

اقرأ أيضاً: الحطب.. وقود اليمن اليومي في زمن الحرب

دلالات
المساهمون