ووفقاً لبيان تلاه الحكيم، في ساعة متأخرة من ليل أمس الإثنين، بات المجلس الأعلى الإسلامي بلا قيادة وهو ما قد يؤهل بروز وجوه جديدة مرعية إيرانياً. وقال الحكيم، في بيانه، إن تيار "الحكمة"، وهو اسم حزبه الجديد، يهدف إلى رسم المستقبل برؤية واضحة وصادقة وعزيمة وإقدام.
وتابع "تيار الحكمة سيكون حيثما تكون الحكمة ويكون العراق، معتصماً بالوسطية والاعتدال، ومنطلقاً للبناء السياسي والاقتصادي والمجتمعي ليعود العراق إلى أخذ دوره الذي يستحقه"، معتبراً أن "العراق بحاجة لقيادة تنبع من قبل كفاءاته الشجاعة".
وأشار أيضاً إلى أن "تيار الحكمة" سيعمل مع جميع العراقيين من أجل خوض الانتخابات الديمقراطية بعناوين جامعة وشاملة لكل الطيف العراقي، والخروج من التخندق المذهبي والقومي والانطلاق بأفق سياسي جديد".
وفي هذا الصدد، قال مصدر مطلع مقرب من "المجلس الأعلى الإسلامي"، لـ"العربي الجديد"، إن خروج عمار الحكيم المفاجئ من المجلس قد يفقده قدراً كبيراً من السطوة التي كان يحظى بها في الفترة السابقة، مبيناً أن عمار الحكيم قد يفقد رئاسته لـ"التحالف الوطني" الحاكم بعد إقدامه على هذه الخطوة.
وأوضح المصدر أن "عمار الحكيم لن يحصل على دعم إيراني كما في السابق، لأن طهران كانت تدعم المجلس الأعلى الإسلامي بوصفه كتلة سياسية واحدة نشأت وترعرعت في إيران، ولا يعنيها أمر الحكيم إلا بكونه أحد قيادات هذه الكتلة"، مرجحاً "اندلاع صراعات كبيرة داخل المجلس على إثر خطوة انشقاق الحكيم التي تعتبر إعلاناً لتفكك جناح الثورة الإيرانية في العراق".
وأشار إلى تلويح قيادات في "المجلس الأعلى الإسلامي" برد قوي على انشقاق عمار الحكيم في الوقت المناسب، مبيناً وجود حراك لاستقطاب عدد من النواب الذين انشقوا مع الحكيم لإقناعهم بالتخلي عنه والدخول في تيار سياسي جديد يعلن عنه قريباً.
في مقابل انشقاق الحكيم، ردت الهيئة القيادية في "المجلس الأعلى الإسلامي"، على هذا الأمر، في بيان، بدعوة جماهيرها إلى انتظار الخطوات اللاحقة، مؤكدة أنها ستسير على ذات الثوابت السياسية والدينية التي تأسس عليها المجلس. وأضافت "ندعو جمهورنا إلى انتظار الخطوات اللاحقة التي سنوافيكم بها".
وفي وقت سابق، كشفت مصادر سياسية عراقية أن عمار الحكيم يحضر للانشقاق عن "المجلس الأعلى الإسلامي"، ما دفع قيادات بالمجلس للسفر إلى إيران لتقديم شكوى ضده.
وتأسس "المجلس الأعلى الإسلامي" في إيران عام 1982، كجناح للثورة الإيرانية في العراق، إذ كان اسمه "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق"، وشكل جناحاً عسكرياً باسم "منظمة بدر"، التي وقفت إلى جانب الجيش الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، واتهمت بتنفيذ عمليات قتل وتعذيب لعناصر الجيش العراقي وأسرى الحرب.