أرشيفهم وأرشيفنا...

20 مايو 2017
ليفي أشكول مع جنود الاحتلال خلال حرب يونيو 1967(Getty)
+ الخط -
منذ أول من أمس الخميس وإسرائيل منشغلة ومعها المتابعون للصحف العبرية، بمحاضر جلسات حكومة ليفي أشكول، بين الثاني وحتى العشرين من يونيو/حزيران 1967، ولا سيما مداولات اللجنة الوزارية للشؤون الأمنية، والتي يطلق عليها اليوم اسم "الكابينيت". وسبب الانشغال هو معرفة تفاصيل وكيفية صنع القرار الإسرائيلي واتخاذ القرار بشن الضربة الاستباقية ضد قواعد الطيران العربية، في جلسة 4 يونيو، وما تبع ذلك من مداولات خلال المعارك وبعدها، وصولاً إلى جلسة 19 يونيو، والتي قال فيها أشكول: "لو كان الأمر بأيدينا لرحّلنا العرب إلى البرازيل".

الأرشيف الصهيوني غزير بالوثائق والتفاصيل المهمة والكثيفة عن كل ما حصل لفلسطين وفي فلسطين منذ النكبة ومروراً بالنكسة وحتى يومنا. ومقابل عملية الأرشفة الدقيقة والمتطورة في الجانب الإسرائيلي، والتي يتاح الكشف عن بعض مما فيها من حين لآخر، يقف المرء عاجزاً، وربما ساخطاً وأحياناً يائساً أمام الجرم الذي نرتكبه بحق تاريخنا وشعوبنا بفعل ضياع "أرشيفنا" العربي ككل وليس فقط الفلسطيني.

لا نجد ولا نلمس جهداً عربياً لحماية الوثائق العربية، ولا سيما تلك التي أخذها مسؤولون عرب، أو "وقعت بأيديهم"، لدى توليهم مناصب رفيعة في دولهم، أو حتى في تنظيماتهم وفصائلهم. ولا نسمع عن محاولة لجمع هذا الأرشيف الذي تضرر من الويلات والنكبات المتتالية للوطن العربي، من العراق مروراً بسورية واليمن وليبيا والسودان، أو دول المغرب العربي.

أما في الدول "الراسخة في الاستقرار"، فيظل أرشيفها سرياً، إلى حين رحيل رأس النظام، أو فرار من صار معارضاً وحمل في فراره من وجه النظام، ما استطاع من وثائق يقوم بالاتجار بها، أو بنشرها لفضح النظام حتى لو كان نشرها مضراً بالأمن القومي للوطن والدولة.

وحتى يصلح العرب ودولهم من حالهم في هذا المضمار، سيظل الأرشيف الصهيوني والأرشيفات الأجنبية الأخرى، مع ما تحمله أحياناً من وثائق مزورة بما يخدم روايات الأطراف صاحبة الشأن، هو المتاح أمام باحثي أمة كاملة لا تزال تبحث عن حقيقة ما حدث لها وما يحدث لها. والباحثون يحاولون السير بين الألغام، وغربلة ما هو معروض عليهم وأمامهم علّهم يصلون إلى الحقيقة بعيداً عن أساطير نظريات المؤامرات، ووثائق تصفية الحسابات.

المساهمون