ندد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، بما أطلق عليه تصرفات "أوروبا الفاشية"، مشيراً إلى أن أنقرة ستعمد إلى مراجعة علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، بعد انتهاء الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 16 من نيسان/إبريل المقبل.
يأتي حديث أردوغان وسط استمرار التوتر التركي الأوروبي، على خلفية موقف عدد من الحكومات الأوروبية الرافض للتعديلات الدستورية، وما تلاها من قرارات منعت المسؤولين الأتراك من إقامة الحملات الانتخابية بين أوساط الجالية التركية في أوروبا، بينما سمحت لأنصار حزب العمال الكردستاني (الموضوع على قائمة المنظمات الإرهابية في أوروبا)، بإقامة المظاهرات والحملات الرافضة للتعديلات الدستورية.
وفي إطار الحملات التي تقودها الرئاسة لحث المواطنين على التصويت بالموافقة على التعديلات الدستورية، ألقى الرئيس التركي كلمة، اليوم، في العاصمة التركية أنقرة، اتهم خلالها كلاً من ألمانيا وهولندا وسويسرا بدعم حزب العمال الكردستاني وحركة الخدمة بقيادة الداعية فتح الله غولن، المتهم الأول بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي.
وقال أردوغان: "نرى كيف يتحرك الإرهابيون في أوروبا، ونعرف من يقف وراء تنظيم حركة الخدمة الإرهابية من الغرب، نراهم كيف يتحركون في ألمانيا وهولندا وسويسرا، ونحن الآن نغير نظام الحكم بعد الدروس التي فهمناها من الأحداث التي مررنا بها".
وأضاف الرئيس التركي أن "هؤلاء (الأوروبيين) يعلمون جيدا النتائج التي سيجلبها تغيير النظام، قامت الشرطة الهولندية في مدينة روتردام بنزع صورة كبيرة لأردوغان من على أحد المحال في المدينة، ولكن على الطرف الآخر تحمي الشرطة مظاهرات العمال الكردستاني، بينما يرفعون صور رئيسهم (أوجلان)، والذي من المفروض أنه تم منعها، وليس في هولندا فقط، ولكن في ألمانيا أيضاً، افعلوا ما تشاءون، سترد عليكم هذه الأمة الرد المناسب في 16 من إبريل/نيسان".
ويشير أردوغان بحديثه هذا إلى المظاهرة الكبيرة التي قام بها أنصار الكردستاني في مدينة فرانكفورت الألمانية، رافعين أعلام الكردستاني وصور أوجلان، على الرغم من قرار الحكومة الألمانية منع رفع هذه الصور في وقت سابق، وذلك في الوقت الذي تضيق فيها الحكومات الأوروبية على حملات الحكومة لصالح التعديلات.
وأكد أردوغان أن العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي سيتم العمل على إعادة النظر فيها بعد الاستفتاء، في إشارة إلى نية تركيا التخلي عن رغبتها في دخول الاتحاد الأوروبي، والاستعاضة عن ذلك بشراكة اقتصادية، كما تحاول المملكة المتحدة العمل الآن.
وقال أردوغان: "يدوس (الأوروبيون) كل المعايير الأوروبية التي كانوا يستندون إليها في الحديث معنا لسنوات، بعد أن ينتهي الاستفتاء في 16 من إبريل/نيسان، سنجلس على الطاولة لنتحدث، لا يمكن التغاضي عن التصرفات التي تم توجيهها لنا".