وخلال كلمة ألقاها، اليوم الخميس، خلال الاستقبال الذي نظمه القصر الرئاسي لمجموعة من منظمات المجتمع المدني من عدد من الدول الإسلامية، شدد أردوغان على التهديد الذي يشكله الاتحاد الديمقراطي على الأمن القومي التركي، قائلا: "سنستمر في مكافحة الإرهاب في كل مكان. إن الغرب لا يفهمنا ولن يفهمنا، ونحن على معرفة بذلك، إنهم لا يتصرفون بإخلاص، ونحن أيضا على علم بذلك"، مضيفا: "أود أن أقول لأولئك الذين يودون تثبيت التطورات التي تهدد بقاء تركيا: نحن منتبهون لذلك".
ودعا أردوغان الولايات المتحدة الأميركية إلى عدم إطالة مسألة تسليم الداعية فتح الله غولن، المقيم بولاية بنسلفانيا. وقال إن "الولايات المتحدة بوصفها شريكا استراتيجيا عليها أن تسهّل عملية تسليم غولن، لا أن تجعلها أكثر صعوبة".
كما انتقد موقف الدول الغربية حيال المحاولة الانقلابية، وقال في هذا الصدد: "ماذا قالوا؟ نحن حزينون، وبعدها قالوا: إلا أن هناك الكثير من العسكر والموظفين تم عزلهم، ويصعب علينا فهم ذلك، نحن قلقون".
واتهم الرئيس التركي حركة الخدمة بتزويد حزب العمال الكردستاني بمعلومات ساعدته على الهجمات التي استهدفت في الساعات الماضية مقرين أمنيين في إيلازيغ وفان، بجنوب شرق تركيا، فضلا عن استهداف دورية عسكرية، ما أسفر عن قتلى وعدد كبير من الجرحى.
وقال أردوغان: "لا يحتاج المرء أن يكون عرافا كي يدرك أن حركة الخدمة تقف أيضا وراء الهجمات التي نفذها العمال الكردستاني أخيرا".
وأكد أردوغان أن الدولة التركية لا ترى فرقا بين كل من حزب العمال الكردستاني وتنظيم "داعش" وحزب الاتحاد الديمقراطي، مذكراً بأن تركيا حذرت الغرب سابقا من إلقاء أسلحة جوًّا فوق سورية، موضحا أن بعض تلك الأسلحة سقطت في أيدي مسلحي الاتحاد الديمقراطي و"داعش".
وأضاف قائلا إن "داعش تنظيم إرهابي لا يمثل الإسلام بل يعمل على تشويهه، ولا يمكننا أن نقف بجانبه إطلاقًا، ويجب على الذين يتهموننا بوقاحة بدعم هذا التنظيم أن يعلموا هذا الأمر جيدًا، وينظروا إلى أنفسهم، لأنهم هم الذين يدعمون داعش".
وفي إشارة إلى التعهدات الأميركية لتركيا بانسحاب قوات الاتحاد الديمقراطي من منطقة منبج بسورية بعد استعادة السيطرة عليها من "داعش"، قال أردوغان: "سنستمر بمتابعة التطورات على حدودنا، وسنراقب مدى الالتزام بالتعهدات التي منحت لنا".
وشدد الرئيس التركي على أن أنقرة لم تهمل أبدا قتال العمال الكردستاني أثناء انشغالها باستئصال حركة الخدمة، قائلا: "لم ننسَ الانتقام لشهدائنا وجرحانا، ومنذ 15 يوليو/ تموز وحتى الآن فقط تم قتل 182 من المسلحين الإرهابيين واعتقال ما يقارب 3 آلاف آخرين، تم احتجاز 318 منهم بقرار قضائي، وبينما نكافح منظمة غولن الإرهابية لم نتهاون لحظة واحدة في مكافحة العمال الكردستاني".