وأفادت المصادر للوكالة، بأنّ "الجانبين بحثا، خلال اللقاء، العلاقات الثنائية بين بلديهما، والأوضاع في سورية، وسبل مكافحة الإرهاب، إلى جانب تفاصيل المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي".
وشكر أردوغان المستشارة الألمانية على دعمها، وأعرب عن امتنانه لاتصالها عبر الهاتف مرتين بعد المحاولة الانقلابية، كما أطلعها على تفاصيل عملية "درع الفرات" التي انطلقت قبل أكثر من 10 أيام، في مدينة جرابلس السورية والمنطقة الحدودية لمواجهة المنظمات الإرهابية، مشدداً على أهمية مكافحة كافة أشكال الإرهاب، لتحقيق الاستقرار في سورية.
من جهتها، شددت ميركل على إدانتها للمحاولة الانقلابية، لافتةً إلى وقوف بلادها بجانب الديمقراطية في تركيا، ودعمها للأخيرة في مكافحة الإرهاب، وعلى رأسه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأشارت المصادر إلى أنّ "أردوغان وميركل اتفقا على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية بين البلدين، وعلى ضرورة استمرار المشاورات والعمل لتفعيل اتفاقية إعادة قبول المهاجرين، الموقّعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، في مارس/آذار الماضي، ورفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك لدول شينغن الأوروبية".
كما أوضح المتحدث باسم الحكومة الألمانية أنّ "الرئيسين تداولا العلاقات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وبعد التوترات والخلافات المستجدة بين الدولتين، ومنها ما يتعلق بتنفيذ اتفاق اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وانضمام أنقرة إلى التكتل الاتحادي، فضلاً عن استمرار الحرب في سورية".
ووصفت مصادر حكومية، المحادثات بالبناءة، وهذا الاجتماع يعدّ الأول بين الجانبين بعد محاولة الانقلاب، وبعد يومين من تأكيد المستشارة ميركل أنّ قرار البرلمان الألماني بالاعتراف بالإبادة الأرمنية غير ملزم للحكومة، إلا أنّها شددت في الوقت نفسه على ضرورة ألا يوصف موقفها بأنه رضوخ لضغوط تركية في هذا الخصوص.
وشهدت العلاقة بين البلدين، أخيراً، توتراً نتيجة اعتراف البرلمان الألماني بـ"الإبادة الأرمنية"، وهذا ما دفع السلطات التركية إلى منع أعضاء في البرلمان من زيارة قاعدة انجرليك العسكرية الجوية، والتي يتواجد فيها 250 جنديا ألمانيا، فضلاً عن الانتقادات المستمرة لأنقرة بعد حملة التطهير وفصل الآلاف من الموظفين على خلفية المحاولة الانقلابية، في حين تعتبر تركيا أن ألمانيا ودول الاتحاد لم تتخذ موقفاً متضامناً مع أنقرة ضد ما حصل".