وقال أردوغان، خلال حفل افتتاح السنة الأكاديمية الجديدة، في أنقرة: "بينما لم ننته بعد من الصراعات، نجد أنفسنا في مواجهة أزمة جديدة. لقد أصرت إدارة إقليم شمال العراق على إقامة استفتاء للانفصال، بالأصل لا وجود لأي حكم في الدستور العراقي يشرّع هذا الاستفتاء"، لافتاً إلى أن "شمال العراق من ناحية الدين والعرق متعدد للغاية، لذلك فإن قيام مجموعة ما بمثل هذه الخطوة لا يحمل إلا معنى أخبار مؤلمة".
وأضاف: "الآن قمتم بالاستفتاء، ماذا حصل، لقد حصل على موافقة 90 إلى 92 بالمئة من الأصوات"، متسائلاً في الوقت نفسه: "من سيقبل باستقلالكم، إسرائيل، إن العالم ليس إسرائيل فقط، لقد اعترفت باستقلال كوسوفو 114 دولة ولكن للأسف لم تصبح كوسوفو دولة حتى الآن".
ولوّح أردوغان بالعقوبات الاقتصادية ضد الإقليم، مشدّداً على مدى تأثيرها على الإقليم في حال تم تطبيقها، قائلاً "يظنون أن بإمكانهم فرض ذلك بالقوة، من الوقت الذي سنبدأ فيه بتطبيق العقوبات ستبقى لوحدك، وما إن نغلق خط الأنابيب سينتهي أمرك، إن تركيا لاعب رئيسي في المنطقة".
وتابع أردوغان: "لا تستطيع أن تدفع رواتب موظفيك، ومنحناك حوالي مليار ونصف مليار دولار من الديون، ومن ثم تتخذ قراراتك دون أن تسأل أحدا، بطبيعة الحال ستقوم تركيا بالتعليق على هذه العملية، وستتخذ إجراءاتها".
وأشار أردوغان إلى أن أنقرة لم تكن تتوقع أن يسير البارزاني بهذه الخطوة إلى النهاية، بالقول: "حتى اللحظة الأخيرة لم نكن نتوقع أن يقع البارزاني بهذا الخطأ (إقامة الاستفتاء)، وكأننا كنا مخطئين. إن هذا القرار خيانة لبلادنا. إن هذه القضية ليست قضية تتعلق بحقوق الأكراد".
من جهته، أكد وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في الحكومة التركية، عمر جيلك، أن كل سلاح سيذهب مستقبلاً لقوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق سيتم استخدامه ضد التركمان والعرب، وبقية مكونات العراق، مشيراً إلى أن تجميد أو تعليق مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بمثابة إيقاف لها.
ووصف الوزير التركي، خلال مقابلة أجراها مع إحدى القنوات الخاصة التركية، "استفتاء الانفصال بـ"الكارثة"، مضيفاً أن "قرار الاستفتاء بحد ذاته يعتبر كارثة، وإقحام كركوك في الاستفتاء، هو اقتراح مسعود البارزاني لتحويل العراق إلى حمام دم جديد".
وتابع: "بعد اتخاذ قرار الاستفتاء، وإصرار البارزاني على إجرائه، ودخول الأخير في منعطف لإعلان الانفصال، فإنّ أي سلاح يُقدم للبشمركة سيستخدم ضد التركمان والعرب وبقية مكونات العراق". وانتقد الوزير التركي بعض التصريحات الأوروبية المطالبة بوقف أو تعليق مفاوضات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، مضيفاً: "نعتبر موقف تجميد أو تعليق المفاوضات إيقافاً لها".