أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل بحجة مكافحة الإرهاب ليست إلا وسيلة لأخذ المسجد الأقصى من المسلمين. فيما شدد في سياق آخر على جاهزية تركيا للحوار مع الغرب عموماً وبالذات ألمانيا، ولكن كأنداد وبظروف متساوية.
وخلال كلمته في الاجتماع الأسبوعي لكتلة العدالة والتنمية البرلمانية، قال أردوغان:"إن ما يحصل الآن بحجة مكافحة الإرهاب، ليس إلا محاولة لأخذ المسجد الأقصى من يد المسلمين، لقد تمت إزالة البوابات الإلكترونية، ونتمنى أن يحصل الباقي".
ودعا أردوغان جميع المسلمين إلى زيارة الأقصى: "أدعو جميع المسلمين في العالم ممن لديهم الإمكانيات أن يتوجهوا لزيارة القدس والمسجد الأقصى تطبيقاً لوصايا النبي، ومن لا يستطيع أن يذهب فليرسل المساعدات لإخوتنا الموجودين هناك".
وشدد أردوغان على رفض معاملة المسلمين الراغبين في دخول المسجد الأقصى على أنهم إرهابيون. موضحاً: "قلت هذا للرئيس الإسرائيلي، لا يمكن على الإطلاق القبول بمعاملة المسلمين الراغبين بالتعبد في المسجد الأقصى على أنهم أرهابيون، إن ما يحصل الآن، محاولة لأخذ الأقصى من المسلمين، علمنا أنهم أزالوا البوابات الإلكترونية ونتمنى أن يتحقق الباقي".
وعن جولته الخليجية التي شملت كلاً من السعودية والكويت وقطر، قال الرئيس التركي: "لقد تشاورنا في الجولة عما يمكن أن يتم القيام به لتجاوز الأزمة الخليجية، إن تركيا بقدرتها على التواصل مع جميع الأطراف وبعلاقاتها المتينة، تعتبر إحدى الدول النادرة. إن هذه الأزمة تجعل أولئك الذين يعيشون على الدموع والدماء سعيدين، وأتمنى أن يتم تحديد الطريق في أسرع وقت ممكن لحل الأزمة التي نتجت عن توتر لا لزوم له بين الإخوة".
وعن العلاقات بيت أنقرة والغرب عموماً، وبالذات مع الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وهولندا، أكد الرئيس التركي، أن زمن تركيا القديمة التي كانت تقدم كل شيء للغرب دون أن تسأل قد انتهى. "إن الغرب يريد أن يأخذ من تركيا أي شيء يريده دون سؤال أو تحقق، يريدون منا أن نحني رؤوسنا ونجلس، يريدون ألا نفعل شيئاً اتجاه عملائهم الذين يرمونهم على بلادنا، لا تؤاخذونا، لم يعد هناك تركيا بهذه الشكل"، مضيفاً: "إما أن تحترم حقوقنا السيادية وأن نقيم علاقات الصداقة في ظروف متساوية، وإما سيأتيكم الجواب على كل قلة احترام تقومون بها".
وندد أردوغان بتلويح بعض المسؤولين الألمان بالعقوبات الاقتصادية، "عندما نلقي القبض على مواطنيهم بالجرم المشهود، يحولون الأمر إلى أزمة دبلوماسية، كما أنه لديكم نظام حقوقي لدينا نحن أيضاً، وفوق هذا مباشرة يقومون بتحويل الأمر نحو الاقتصاد ويعملون على الضرب من تحت الحزام... نعمل دوماً وفق مبدأ الربح المشترك، ولكن إن قمتم بتهديدنا بهذه الأمور، فأنتم من سينهزم ويخسر، لم يعد هناك علامة تجارية واحدة في العالم، هناك كثير من العلامات التجارية، وما إن تذهب علامة حتى يأتي بديلها".
وشن الرئيس التركي هجوماً كبيراً على الغرب، في إشارة إلى ألمانيا والولايات المتحدة دون ذكرهم بالاسم، بالقول: "إن من قام بأكبر مجازر خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، لن يأتي ويعطينا دروساً في الإنسانية"، مضيفاً أنهم"في السابق كانوا يغطون تهديداتهم وراء الكلمات المنمقة، ولكنهم الآن يقومون بتهديدنا بشكل علني، ولأنهم يتصرفون الآن بشكل واضح يجب أن نشكرهم، لأن الرأي العام غير قادر دوماً على رؤية التهديدات المغلفة بالكلام المنمق، وأعلن من هنا، أنه عندما يأتي الوقت المناسب، سنستمر باعتلاء قمم عملائهم".
وجدد أردوغان التأكيد، أنه لا يوجد أي تحقيقات بحق الشركات الألمانية، مشيراً إلى أن الشركات الألمانية أكثر تعقلاً من الساسة الألمان. وأن "الإشارات القادمة من عالم الأعمال تؤكد استمرارها في الاستثمار (في تركيا) دون انقطاع".
وفي تعليقه على تصريحات رئيس الأركان الأميركي، الجنرال جوزيف دانفورد، الذي عبر عن قلقه من صفقة شراء أنقرة لنظام الدفاع الصاروخي الروسي إس 400، تساءل أردوغان "لمَ سيحصل أي توتر بسبب شرائنا نظام إس 400؟ كل دولة تسعى للحصول على الأمن المثالي، وعندما لا نحصل على ما نريد من الولايات المتحدة، نعمل على البحث عن حلول أخرى... منذ سنوات تستخدم اليونان إحدى دول حلف شمال الأطلسي نظام إس 300، لمَ يشعرون الآن بعدم الارتياح؟ لقد اتخذنا خطوات مع روسيا في هذا الأمر، لقد تم التوقيع، وسنرى نظام إس 400 في بلادنا، وسنعمل على إنتاجها أيضاً بشكل مشترك".