أرباح طائلة لمهرّبي البشر من جوازات سويدية مسروقة

28 أكتوبر 2015
تجارة جوازات السفر المسروقة تزدهر في السويد (العربي الجديد)
+ الخط -



كشف وثائقيّ أعدّه التلفزيون السويدي أنّ مهربي البشر، من لاجئين ومهاجرين، يربحون مبالغ هائلة عبر بيع جوازات سفر سويدية مسروقة بما يعادل الثمانية آلاف دولار أميركي للجواز الواحد.

وبحسب الوثائقي السويدي، فُقد خلال السنوات الأخيرة أكثر من 170 ألف جواز سفر، وانتهى رقم كبير من تلك الجوازات إلى البائعين في السوق السوداء. ووفقاً لمُعدّي فيلم الاتجار بالجوازات السويدية، فإن أحد الصحافيين المشاركين في الشريط، توجه إلى تاجر جوازات في العاصمة اليونانية أثينا، ليكتشف أنّ عدداً لا بأس به من جوازات السفر التي يُتاجَر بها هي سويدية أصلية ومسروقة.

ويتبين من الشريط أن شخصاً يدعى "إبراهيم" حصل على جواز سويدي رافضاً الإفصاح عن الطريقة التي اشتراه بها، ليتضح أن إبراهيم ليس مجرد مالك لجواز سفر من السوق السوداء، بل يقوم بتأمين جوازات سفر لآخرين قادمين تحديداً من سورية، كما حصل مع إحدى السيدات التي لم ترغب الهرب براً عبر أوروبا، فحضرت إلى أثينا وعبرت من المطار لأن صورة صاحبة الجواز تشبهها.

وفي حادثة أخرى، قام ابراهيم بتزويد سيدة من سورية بجواز سفر روسي، واشترى لها ملابس جعلتها تبدو كروسية مع شعر أشقر بالرغم من أنها ليست طويلة مثل الروسيات، وفق ما قالت السيدة وهي تبتسم في وجه الكاميرا السويدية.

من ناحيتها، أعلنت الوكالة الأوروبية لحماية حدود الاتحاد "فرونتيكس"، أن مطارات دولية عدة باتت تُستخدم للتهريب نحو مطارات ودول أوروبا، والآلاف منهم يقيمون الآن بشكل غير شرعي، وقلة قليلة منهم يجري اكتشافهم بهذه الطريقة التي يدخلون بها أوروبا، حيث لا يمكن التحقق من الفرق بين الجوازات الأصلية والمزورة وفقاً للوكالة الأوروبية، ما يشير إلى حرفية كبيرة في عمليات تزوير وتغيير الجوازات الأوروبية.

ورغم أن عدد الجوازات السويدية المفقودة يعد كبيراً نسبياً، إلا أنه لا يُعرف على وجه الدقة كم منها بات في متناول مهرّبي البشر، وخصوصاً أن المطارات الأوروبية لا تقوم بفحص الجوازات في الرحلات الداخلية بين مطارات الاتحاد الأوروبي.

وفي شهر فبراير/شباط الماضي، اعترفت الشرطة السويدية في ردها على تساؤل لوزارة العدل، أن نحو 950 جوازاً سويدياً يُساء استخدامها سنوياً. وتشير إحصاءات الشرطة السويدية إلى تصاعد عمليات سوء استخدام وفقدان جوازات السفر الوطنية.

وتعتبر فورنتيكس أن الجواز السويدي يحتل المرتبة الثانية بعد الفرنسي في عمليات تهريب البشر الذين يشبهون مالكيها الأصليين من حيث الصورة.