أذربيجان تعلن سيطرتها على مناطق استراتيجية في قره باغ

02 ابريل 2016
روسيا تدعو لوقف إطلاق النار (فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت أذربيجان، اليوم السبت، عن استعادتها السيطرة على عدة بلدات ومرتفعات استراتيجية في إقليم قره باغ الانفصالي الذي تقطنه أغلبية أرمينية.

ويشهد الإقليم، منذ ليلة أمس، مواجهات بين الجيش الأذربيجاني وقوات الإقليم المدعوم من أرمينيا، فيما يعتبر أعنف اشتباك منذ إقامة الهدنة في عام 1994.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان، إن أعمال القتال أسفرت عن "تدمير 6 دبابات أرمينية و15 منصة للمدفعية وبضع بنايات هندسية محصنة، والقضاء على أكثر من 100 جندي للعدو".

وحول خسائر الجانب الأذربيجاني، أكدت الوزارة أن الخسائر في الأرواح بلغت 12 قتيلا، بالإضافة إلى تدمير مروحية من طراز "مي-24" ودبابة.


إلا أن مصدراً في وزارة الدفاع التابعة لجمهورية قره باغ غير المعترف بها، صرح لوكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء بأن عدد القتلى في صفوف الجيش الأذربيجاني بلغ ما بين 40 و50 قتيلا، بحسب البيانات الأولية.

وكانت يريفان أعلنت في وقت سابق أن "أذربيجان شنّت، مساء الجمعة، هجوما عنيفا على حدود ناغورني قره باغ بالدبابات والمدفعية والمروحيات"، موضحة أن القوات الانفصالية في الإقليم المدعومة من يريفان أسقطت مروحيتين وطائرة من دون طيران ودمرت ثلاث دبابات وكبّدت العدو "خسائر جسيمة".

لكن باكو كانت نفت ذلك في وقت سابق.

وأكد الجانبان استمرار المعارك السبت في مناطق "خوجاوند-فضولي واغديري-تارتار-آغدام".


وأكدت يريفان مقتل طفل في الثانية عشرة من العمر في القصف المدفعي الأذربيجاني لقرية قريبة من الحدود، بينما تحدث الأذربيجانيون عن مقتل مدني من جانبهم.

وفي وقت سابق من اليوم، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، طرفي النزاع إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار وضبط النفس".

وأجرى وزيرا الخارجية، سيرغي لافروف، والدفاع، سيرغي شويغو، اتصالات هاتفية مع نظرائهما في أرمينيا وأذربيجان لتهدئة الوضع، بينما تبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التصعيد غير المسبوق.

وفي يريفان، دعا رئيس الوزراء هوفيك أبراهميان، إلى اجتماع عاجل للحكومة في مواجهة "هذه الأعمال العدائية غير المقبولة في مداها من قبل العدو"، مؤكدا استعداده "لاتخاذ الإجراءات لإحلال الاستقرار".


ويدور نزاع بين أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتان السوفييتيتان السابقتان في جنوب القوقاز، منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي حول هذه المنطقة التي تسكنها غالبية أرمينية، لكنها ضمت إلى أذربيجان إبان الحقبة السوفييتية.

وشهدت المنطقة حربا أدت إلى سقوط ثلاثين ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف بين 1988 و1994.

وأنهى وقف لإطلاق النار في 1994 الحرب، لكنه لم يؤد إلى حل المشكلة، بينما تجري مناوشات متقطعة على طول الحدود. لكن معارك الجمعة والسبت تبدو أكبر من تبادل إطلاق النار الذي يجري عادة. وكانت آخر المعارك الكبيرة في المنطقة في 1994.

وتهدد أذربيجان، التي تتجاوز ميزانيتها الدفاعية ميزانية أرمينيا بأكملها في بعض الأحيان، باستعادة المنطقة الانفصالية بالقوة إذا لم تسفر المفاوضات عن نتيجة. وتؤكد أرمينيا، المدعومة من روسيا، من جهتها أنها قادرة على مواجهة أي هجوم.