أدونيس في الدوحة: شعرٌ لا غير

10 مارس 2015
(تصوير: آدم إهسه)
+ الخط -

رُغم اعتراض بعضهم في وسائل الإعلام الاجتماعي على دعوة جامعة "جورج تاون" في الدوحة للشاعر السوري أدونيس، سيما أصوات متشددة وصفته بـ"الملحد"؛ إلّا أنّ أمسيته، التي أقيمت يوم أمس، مرّت بهدوءٍ وشعر بالطبع.

في السنوات الأخيرة، لم يعد من الممكن تناول شعر أدونيس بمعزل عن مواقفه السياسية من الثورة السورية وتصريحاته في بداياتها. وإن كان هذا لم يحدث في أمسيته هذه، إلا أن مجموعة من الحاضرين ناقشوا بعد نهايتها مواقف الشاعر السياسية، من دون أن يخفوا إعجابهم بالقراءات.

لم يكتفِ الشاعر الذي يقف في منتصف عقده الثامن، بقراءة قصائد يتوقعها قراؤه، مثل قصيدته "مفردٌ بصيغة الجمع"، بل استدعى من بداية السبعينيات قصيدتين طويلتين اختار منهما مقاطع ختم بها أمسيته.

الأولى، كانت "قبر من أجل نيويورك"، التي قال مازحاً، قبل أن يقرأها: ثمّة ناقدٌ أميركي كتب مرّةً إنّ أسامة بن لادن استلهم أحداث 11 أيلول/ سبتمبر من هذه القصيدة؛ ليضحك معه الحضور العربيّ فقط، ما اضطر المُترجمة إلى أن تُعيدها في الإنجليزية، للحضور الأجنبي:

"نيويورك، جسدٌ بلون الإسفلت. حول خاصرتها زنارٌ رطب، وجهها شباك مغلق [...] وقلت جسر بروكلين! لكنه الجسر الذي يصل بين ويتمان ووول ستريت، بين الورقة/العشب والورقة/الدولار".

أما القصيدة الثانية، فكانت "مقدّمة لتاريخ ملوك الطوائف" وقبل أن يقرأها، قال: "هذه القصيدة مهداة إلى الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي يُذبح منذ أكثر من 50 عاماً، ولم يلقَ سوى الصّمت". ثمّ أضاف مُستدركاً: "ثمّة بلدانٌ عربيّةٌ تشهد ما يعانيه هذا الشعب، وصامتة هي الأخرى".

نغادر أمسية صاحب "أغاني مهيار الدمشقي" مصحوبين بصدى أبياته: "علّموني أنّ لي بيتاً كبيْتي في أريحا/ أنَّ لي في القاهرة/ إخوةً، أنّ حدودَ الناصره/ مكةٌ. كيف اسْتَحَالَ العلمُ قيدًا/ والمدى نارَ حصار، أو ضَحيّةْ؟ ألهذا يَرْفضُ التاريخ وجهي؟".

دلالات
المساهمون