تتجه مناطق وأحياء مدنية في جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وأهمها، قصر بن غشير وخلة الفرجان ووادي الربيع، إلى وضعية المناطق "المنكوبة" بسبب العمليات الحربية الجارية بين قوات حكومة الوفاق، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بمختلف أنواع الأسلحة، لا سيما القصف الجوي.
أظهرت عشرات من مقاطع الفيديو التي تداولتها منصات التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الثلاثة الماضية استخدام سطوح منازل المواطنين مكاناً للتمركز والقتال، ما جعلها هدفاً مباشراً لأسلحة الطرف الآخر، كما أظهرت مشاهد أخرى استخدام مقاتلي حفتر مساكن المواطنين كمواقع لتذخير أسلحتهم، بل أخفوا المدافع بين المنازل بهدف التحصن داخلها. ولم تتوقف المشاهد التي تنقلها كاميرات النشطاء عن إظهار آثار منازل تعرضت لقصف جوي أو مدفعي، وسط اتهامات يطلقها طرفا القتال باستخدام المنازل كدروع للتحصن داخلها.
اقــرأ أيضاً
في مطلع الأسبوع الماضي، أكد جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة الوفاق، أنّه نفذ أكثر من 500 عملية إجلاء خلال الأيام السبعة والثمانين التي سبقت إعلانه، فتمكن خلالها من إنقاذ أسر وأفراد نقلوا إلى مراكز الإيواء، في وقت أعلن وزير الدولة لشؤون المهجرين والنازحين بالحكومة، يوسف جلالة، عن ارتفاع أعداد النازحين إلى 22 ألف أسرة تتكون من 120 ألف شخص. وأكد جلالة أنّ آلاف النازحين "يعيشون أوضاعاً سيئة داخل مراكز الإيواء" معيداً السبب في ذلك إلى "عدم جاهزية هذه المراكز للإيواء" ومشيراً إلى أنّ وزارته تنتظر ردّاً من الحكومة بشأن توفير بدائل لإسكان النازحين من قبيل "استغلال الفنادق الحكومية المتوقفة عن الخدمة".
من جانبها، أكّدت جهات حكومية تضرّر الخدمات في مناطق جنوب طرابلس بشكل كبير، وفيما أكدت الشركة العامة للكهرباء خروج أغلب محطات التوليد في هذه المناطق عن الخدمة وغياب الكهرباء لأكثر من شهرين بشكل كامل عن تلك الأحياء، حذر جهاز النهر الصناعي من تعرض مقر التحكم الرئيس للجهاز الواقع في وادي الربيع لقصف صاروخي ومدفعي في أكثر من مرة، وتسبب ذلك في انقطاع المياه عن العاصمة في كثير من الأحيان.
من جانبها، أعلنت وزارة التعليم بحكومة الوفاق عن توقف كلي للدراسة في عشرات المدارس والكليات جنوبي العاصمة، بل "توقف أكثر من 12 ألف تلميذ وتلميذة وطالب وطالبة عن الدراسة منذ الرابع من إبريل/ نيسان الماضي".
بالتزامن مع تأكيد وزير الدولة لشؤون المهجرين والنازحين بالحكومة أنّ "أعداد النازحين تتزايد كلّ يوم" يقول، زياد، الذي وصل قبل أيام من منطقة الزطارنة بوادي الربيع، جنوبي شرق طرابلس، إنّه شاهد منازل سويت بالأرض في أجزاء من وادي الربيع. يتابع لـ"العربي الجديد" طالباً عدم الكشف عن اسمه الكامل لدواعٍ أمنية، أنّ "الحرب ستنتهي يوماً ما، لكنّ الضريبة كبيرة جداً في صفوف السكان، فهناك حتى الآن من لا يعلم أنّ منزله دمر بالكامل، فأين سيعيش؟".
لكنّ أنيس الرملي، القيادي بقوات طوق العاصمة التابعة لحكومة الوفاق، يؤكد أنّ قوات الحكومة أُجبرت على إجراء عمليات قتالية وسط الأحياء السكنية. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "مليشيات حفتر تسللت واقتحمت منذ اليوم الأول منازل المدنيين وتمترست في مواقع مهمة داخل الأحياء السكنية... نحن ملزمون بطرد قوات حفتر من هذه الأحياء".
اقــرأ أيضاً
لكنّ زياد يتهم كلا الطرفين: "كثير من سكان الزطارنة شهدوا على قصف جوي متتابع، لا سيما في فترات الليل، تبادله الطرفان في أحياء مدنية وأثناء مرورنا في اليوم التالي بين المزارع شاهدنا المساكن سوّي أغلبها بالأرض وبعضها لحقه الدمار بشكل كبير". يذكر زياد أنّ شهادة السكان تكاد تكون متفقة على أنّ حي المنارة في قصر بن غشير، الذي تحتله قوات حفتر، هو مصدر القصف الصاروخي العشوائي. ويقدر الرملي، تعرض ربع مساكن المدنيين في مناطق الاشتباكات جنوبي طرابلس، لأضرار بالغة.
ضحايا مدنيون
تقول منظمة الصحة العالمية في آخر إحصاءاتها الخاصة بليبيا، إنّ ضحايا الحرب المندلعة، في جنوب العاصمة طرابلس، منذ إبريل/ نيسان الماضي، ارتفعت إلى 1048 قتيلاً، من بينهم 106 مدنيين، و5558 جريحاً ومصاباً، من بينهم 289 مدنياً. لكنّ إحصاءات المنظمة الأخيرة تلك ركزت على ضحايا الحرب، من دون أن تتحدث عن ارتفاع أعداد النازحين، الذين يمثلون أزمة كبيرة في دورهم.
أظهرت عشرات من مقاطع الفيديو التي تداولتها منصات التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الثلاثة الماضية استخدام سطوح منازل المواطنين مكاناً للتمركز والقتال، ما جعلها هدفاً مباشراً لأسلحة الطرف الآخر، كما أظهرت مشاهد أخرى استخدام مقاتلي حفتر مساكن المواطنين كمواقع لتذخير أسلحتهم، بل أخفوا المدافع بين المنازل بهدف التحصن داخلها. ولم تتوقف المشاهد التي تنقلها كاميرات النشطاء عن إظهار آثار منازل تعرضت لقصف جوي أو مدفعي، وسط اتهامات يطلقها طرفا القتال باستخدام المنازل كدروع للتحصن داخلها.
في مطلع الأسبوع الماضي، أكد جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة الوفاق، أنّه نفذ أكثر من 500 عملية إجلاء خلال الأيام السبعة والثمانين التي سبقت إعلانه، فتمكن خلالها من إنقاذ أسر وأفراد نقلوا إلى مراكز الإيواء، في وقت أعلن وزير الدولة لشؤون المهجرين والنازحين بالحكومة، يوسف جلالة، عن ارتفاع أعداد النازحين إلى 22 ألف أسرة تتكون من 120 ألف شخص. وأكد جلالة أنّ آلاف النازحين "يعيشون أوضاعاً سيئة داخل مراكز الإيواء" معيداً السبب في ذلك إلى "عدم جاهزية هذه المراكز للإيواء" ومشيراً إلى أنّ وزارته تنتظر ردّاً من الحكومة بشأن توفير بدائل لإسكان النازحين من قبيل "استغلال الفنادق الحكومية المتوقفة عن الخدمة".
من جانبها، أكّدت جهات حكومية تضرّر الخدمات في مناطق جنوب طرابلس بشكل كبير، وفيما أكدت الشركة العامة للكهرباء خروج أغلب محطات التوليد في هذه المناطق عن الخدمة وغياب الكهرباء لأكثر من شهرين بشكل كامل عن تلك الأحياء، حذر جهاز النهر الصناعي من تعرض مقر التحكم الرئيس للجهاز الواقع في وادي الربيع لقصف صاروخي ومدفعي في أكثر من مرة، وتسبب ذلك في انقطاع المياه عن العاصمة في كثير من الأحيان.
من جانبها، أعلنت وزارة التعليم بحكومة الوفاق عن توقف كلي للدراسة في عشرات المدارس والكليات جنوبي العاصمة، بل "توقف أكثر من 12 ألف تلميذ وتلميذة وطالب وطالبة عن الدراسة منذ الرابع من إبريل/ نيسان الماضي".
بالتزامن مع تأكيد وزير الدولة لشؤون المهجرين والنازحين بالحكومة أنّ "أعداد النازحين تتزايد كلّ يوم" يقول، زياد، الذي وصل قبل أيام من منطقة الزطارنة بوادي الربيع، جنوبي شرق طرابلس، إنّه شاهد منازل سويت بالأرض في أجزاء من وادي الربيع. يتابع لـ"العربي الجديد" طالباً عدم الكشف عن اسمه الكامل لدواعٍ أمنية، أنّ "الحرب ستنتهي يوماً ما، لكنّ الضريبة كبيرة جداً في صفوف السكان، فهناك حتى الآن من لا يعلم أنّ منزله دمر بالكامل، فأين سيعيش؟".
لكنّ أنيس الرملي، القيادي بقوات طوق العاصمة التابعة لحكومة الوفاق، يؤكد أنّ قوات الحكومة أُجبرت على إجراء عمليات قتالية وسط الأحياء السكنية. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "مليشيات حفتر تسللت واقتحمت منذ اليوم الأول منازل المدنيين وتمترست في مواقع مهمة داخل الأحياء السكنية... نحن ملزمون بطرد قوات حفتر من هذه الأحياء".
لكنّ زياد يتهم كلا الطرفين: "كثير من سكان الزطارنة شهدوا على قصف جوي متتابع، لا سيما في فترات الليل، تبادله الطرفان في أحياء مدنية وأثناء مرورنا في اليوم التالي بين المزارع شاهدنا المساكن سوّي أغلبها بالأرض وبعضها لحقه الدمار بشكل كبير". يذكر زياد أنّ شهادة السكان تكاد تكون متفقة على أنّ حي المنارة في قصر بن غشير، الذي تحتله قوات حفتر، هو مصدر القصف الصاروخي العشوائي. ويقدر الرملي، تعرض ربع مساكن المدنيين في مناطق الاشتباكات جنوبي طرابلس، لأضرار بالغة.
ضحايا مدنيون
تقول منظمة الصحة العالمية في آخر إحصاءاتها الخاصة بليبيا، إنّ ضحايا الحرب المندلعة، في جنوب العاصمة طرابلس، منذ إبريل/ نيسان الماضي، ارتفعت إلى 1048 قتيلاً، من بينهم 106 مدنيين، و5558 جريحاً ومصاباً، من بينهم 289 مدنياً. لكنّ إحصاءات المنظمة الأخيرة تلك ركزت على ضحايا الحرب، من دون أن تتحدث عن ارتفاع أعداد النازحين، الذين يمثلون أزمة كبيرة في دورهم.