أحمد خان رحامي.. من "نزالات الراب" إلى تفجيرات نيويورك

واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
20 سبتمبر 2016
B13026D8-7AA8-4A6C-AC37-BB874C26AB88
+ الخط -

في شقة صغيرة فوق معطم لبيع الدجاج المقلي، كان يعيش المتّهم الرئيسي في تفجيرات نيويورك ونيوجيرسي، أحمد خان رحامي. تبدو حياةً عادية بالنسبة لابن أحد المهاجرين الباكستانيين، حسب ما تقول صحيفة "واشنطن بوست". كان يعمل في شركات عائلته، جنباً إلى جنب مع والده وإخوته، ويلعب كرة السلّة في الحي، ويحاول أن يثبت نفسه من خلال "نزالات الراب" مع أقرانه في المنطقة.

كان ذلك قبل وقوع تفجيرات نيويورك ونيوجيرسي هذا الأسبوع. فجأة، لم يعد أي شيء يبدو عاديّاً بالنسبة لرحامي، تقول الصحيفة. حينها حاصرت الشرطة مطعم العائلة، وبدأ محقّقو مكتب التحقيقات الفيدرالية تحرّياتهم في المكان.

في أعقاب اعتقاله، وقف أولئك الذين عرفوه وعرفوا عائلته ذاهلين؛ كيف أصبح هذا الشخص الذي عرفوه ونشؤوا إلى جانبه المطلوب الأول في التفجيرات؟


ولد رحامي (28 عاماً) في أفغانستان عام 1988، لكنّه أصبح مواطناً أميركيّاً بعد انتقال عائلته إلى هناك. يقول أحد أصدقاء طفولته، الذي اعتاد أن يلعب معه كرة السلة في الحيّ، إنّ رحامي "كان لطيفاً حقّاً"، مضيفاً: "صُدمت عندما رأيت صورته، كنّا نخوض نزالات الراب سويّاً في مطعمهم هناك، ونتسلّى حتّى ساعة متأخرة من المساء. كانت أسرته تقدّم لي الطعام مجّاناً أحياناً"، بينما يقول صاحب الصّالون المجاور للمطعم عن رحامي: "كان محترماً معي دائماً".


مع ذلك، تنقل "واشنطن بوست" روايات لجيران آخرين في الحي يتحدّثون عن علاقة "أكثر تذبذباً" مع عائلة رحامي، إذ تقول صاحبة إحدى الصالونات في الجوار: "لقد كانوا عصبيين، ومنبوذين في البلدة".

إلى جانب ذلك، يقول أحد أعضاء لجنة الأمن القومي، بيتر كينغ، إنّه كانت ثمّة دلائل على العنف داخل الأسرة.

ويضيف كينغ، الذي اطّلع على معلومات مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، أن رحامي حاول مرّة طعن شقيقته في حادث عنف منزلي، ولكن عند سؤالها من قبل السلطات حول الأمر؛ أنكرت ذلك.

عطفاً على ذلك، تحقّق السلطات أيضاً في العديد من الرحلات الخارجية التي أجراها رحامي خلال السنوات الأخيرة، وفق ما يقول كينغ، مضيفاً: "سمعت أن رحلاته إلى أفغانستان غيّرته".

وتتركّز التحقيقات التي يجريها المسؤولون الفيدراليون الآن حول ما إذا كان رحامي قد تأثر بجماعات الإرهاب الدولي، أو بالصراع الداخلي الدائر في وطنه. فيما يذكر أحد مسؤولي إنفاذ القانون أنّ رحامي "كان يمتلك ترخيصاً لحمل الأسلحة النارية".

في السياق، يذكر أحد زملاء رحامي في المدرسة الثانوية أنّه أصبح "أكثر تديّناً في الآونة الأخيرة"، مضيفاً أنّه "تشاجر مع والده بعدما بدأ بمواعدة فتاة دومينيكانيّة، وأنجب منها بنتاً، عمرها الآن 6 أو 7 سنوات".


يضيف زميل المدرسة أنّ صديقه، حينما كان أصغر سنّاً، كان يعتنق "قيماً غربيّة بعض الشيء، لكنّه أصبح أكثر تديّناً عندما وُلدت ابنته، وبات يقرأ القرآن كثيراً".

وخلال فترة إفلاس العائلة عام 2005، وصف والد رحامي نفسه بأنه أب لثمانية أبناء، منفصل عن زوجته، ويعمل طاهياً في مطعم بدخل شهري يبلغ 1447 دولاراً، وبديون متراكمة في حسابه المصرفي وصلت قيمتها إلى 45 ألف دولار.

وتشير سجلّات المحكمة إلى أنّ عائلة رحامي ناضلت من أجل الإبقاء على أعمالها قائمة، واشتبكت مراراً مع السلطات في البلدة في ساعات متأخرة من الليل.

إثر ذلك، رفعت الأسرة دعوى قضاية ضد مدينة إليزابيث، حيث كانت تقطن، وعددٍ من ضباط الشرطة فيها، زاعمةً أنهم كانوا يضايقون أفراد العائلة، ويترصّدونهم دائماً، بشكل غير لائق، بسبب إبقاء مطعمهم مفتوحاً بعد الساعة العاشرة مساءً.

وقالت العائلة، في القضية ذاتها، إنّ أحد رجال الأعمال في الحي قال لهم: "المسلمون يخلقون الكثير من المشاكل في هذه البلاد. المسلمون ينبغي ألا يمتلكوا أيّة أعمال تجارية هنا. هم لا ينتمون إلى هذا المكان".

دلالات

ذات صلة

الصورة
سيول الفيضانات في بغلان (عاطف أريان/ فرانس برس)

مجتمع

بين 10 و20 مايو/ أيار الجاري، شهدت مناطق في أفغانستان فيضانات جارفة غمرت مناطق شاسعة في عدد من الولايات.
الصورة
المخدرات مصدر تمويل رئيسي لحركة الشباب

تحقيقات

تمول حركة الشباب أنشطتها المحلية في الصومال، والإقليمية في دول الجوار، عبر تجارة المخدرات والضرائب التي تفرضها على من يعملون بها، في ظل الفوضى الأمنية
الصورة

سياسة

قُتل 60 شخصاً على الأقل وأُصيب 200 آخرون بجراح، اليوم الاثنين، في تفجير انتحاري استهدف تجمعاً لأعضاء جماعة دينية في مدينة خار بمقاطعة باجور القبلية، شمال غربي باكستان، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى الآن.
الصورة

مجتمع

قال متحدث باسم الحكومة الأفغانية، الثلاثاء، إن حركة طالبان قررت حظر صالونات التجميل الخاصة بالسيدات في أنحاء البلاد.