أحمد حسن الزيات.. دفاعاً عن الثقافة العربية

02 ابريل 2020
(أحمد حسن الزيات)
+ الخط -
مع تأسيس أول كلية في مصر عام 1908 باسم الجامعة الأهلية (شكّلت نواة جامعة القاهرة بعد أعوام)، التحق بها الكاتب المصري أحمد حسن الزيات (1885 – 1968)، وهناك درَس على يد عدد من أساتذة الأدب والمستشرقين الأوروبيين، ليساهم بعد تخرّجه في تحديث التعليم وتطويره في بلاده.

بدأ صاحب "دفاع عن البلاغة" تدريس اللغة العربية بعد إنهائه تعليمه الأزهري، معلّماً في "مدرسة الفرير" منذ سنة 1907 وفيها تعلّم الفرنسية التي كانت لغتها الرسمية، وبعد حصوله على شهادة جامعية تنقّل بين عدّة مدارس، حتى عيّن أستاذاً للأدب العربي في "الجامعة الأميركية" بالقاهرة عام 1922، ونال درجة الليسانس في الحقوق من "جامعة باريس" لاحقاً.

غادر الزيّات عام 1929 ليعمل في "دار المعلمين" ببغداد، التي أُنشئت قبل ذلك بعدّة سنوات، وشارك مع ساطع الحصري وطه الهاشمي وطالب مشتاق وسامي شوكت وآخرين، في إنشاء "جمعية الثقافة العربية" التي هدفت حينها إلى التواصل بين المثقفين في العالم العربي عبر تأليف لجان في كلّ العراق وسورية ومصر، وقد أقام هناك ثلاث سنوات وألّف كتابه "العراق كما عرفته" الذي احترق قبل نشره.

عاد إلى القاهرة وأطلق مجلة "الرسالة" سنة 1933، التي أبرزت ثقافته العربية وتعمّقه في فهم تراثها ولغتها ودفاعه عن بلاغتها التي تعتمد الإيجاز والرصانة وانتقاء الألفاظ، إلى جانب اطلاعه الواسع على أحدث الدراسات اللغوية والأدبية والدراسات القانونية والتشريعية في الغرب، وظلّت تصدر حتى عام 1953 كواحدة من أبرز المطبوعات الأدبية في العالم العربي، وإلى جوارها أنشأ الزيات مجلة "الرواية" التي كانت اختصت بالسرد تأليفاً وترجمة ودراسة، والتي ضُمَّت بعد فترة إلى مجلة الرسالة التي أصبحت تسمى "الرسالة والرواية".

انفتحت "الرسالة" على معظم التيارات والشخصيات الثقافية، ومنها طه حسين وعبّاس محمود العقاد، وأحمد أمين، ومحمد فريد أبو حديد، وأحمد زكي، ومصطفي عبد الرازق، ومصطفي صادق الرافعي ومحمود محمد شاكر، وكانت توزّع في العديد من البلدان العربية، وشهدت مساجلات بارزة مثل تلك التي دارت بين سيد قطب ومحمد مندور، وبين الرافعي والعقاد.

وظلَّ صاحب "تاريخ الأدب العربي" يخرج مجلته أكثر من عشرين عاماً، يموّلها ويشرف على تحريرها وتوزيعها، وكأنه مؤسسة كاملة، وكانت تعدّ أحد أهم المصادر الثقافية لأغلب الكتّاب والشعراء الذين بدؤوا حياتهم في ثلاثينيات القرن الماضي.

جمع الزيات في كتابه "وحي الرسالة" مقالاته وأبحاثه التي نشرها في مطبوعته في مجالات النقد والأدب والاجتماع والسياسة، وبعد إغلاق "الرسالة" لظروف اقتصادية قاهرة، تولّى رئاسة تحرير مجلة "الأزهر" لعدّة أعوام، وعندما قامت السلطات المصرية بتأميم الصحافة سعت وزارة الإرشاد القومي إلى إحياء "الرسالة" وعيّنت الزيات رئيساً لتحريرها مرة أخرى، ولكن المحاولة لم يكتب لها النجاح.

إلى جانب اشنغالاته الصحافية، ترجم الزيات عن الفرنسية رواية "آلام فرتر" للكاتب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته، ورواية "رفائيل" للكاتب الفرنسي ألفونس دو لامارتين، إلى جانب مختارات من القصة الفرنسية.

دلالات
المساهمون