أحلام ابن سيرين

02 يونيو 2016
مقطع من عمل لـ حسين خسروجردي / إيران
+ الخط -

برقية سعيدة من ابن سيرين

هذا طريقٌ ضاع فيه إسكندر المقدوني وحيدًا، هذا طريقٌ يؤدّي إلى مقهى السورياليين في باريس، وهذا طريقٌ غاب فيه ملكٌ من القرن الثامن عشر، كان يحبّ النارجيلة والتصوير والنساء.


في محطة المسافرين

رأيتُ أبي وأمي جالسينِ في محطة مسافـرين، ينتظران حوذيًا يقلّهما إلى ساحل البحـر. كانت شجرة الندم تحول بيني وبينهما. ثمّ عبرت قافلة مهربين، متعبين من حمل القهـوة والعطور الشرقيّة، وكنت لا أعرف إلى أين يتجهون؛ كان أبي وأمي على ساحل البحـر ينتظران عودة الحوذيّ.


في زقاق

في أحد الأزقة كان الأطفال يلعبون برأس ثعبان كبير. قيل إن هذا الرأس جاء به صيّاد طيور. تفتّح الزقاق مثل وردة؛ ثم هرب الأطفال إلى زقاق آخـر، كان يقتتل فيه رهطٌ من قوم لوط. ثم تحوّل ذلك الزقاق إلى دبابة. هرب الأطفال برأس الثعبان إلى خارج المدينة. كان هناك مخيّم للاجئين، وكان أحدهم يقطع رؤوس الباقين ويرميها في حفرة؛ عاد الأطفال إلى زقاقهم ومعهم رأسُ الثعبان.


شجرة
كانت هناك نخلة، رأسُها شقائق النعمان؛ وكنتُ مربوطًا إلى صخرةٍ في يسار هذه النخلة وعيناي خارجتان من الحدقتين؛ والنهرُ أمامي كأنه قدح؛ ثم خرجت من النهر سراطين وهي تهمّ نحوي.


الأفعى

ودخلت في بيت قديم، كانت الأفاعي تفحّ في ساحته؛ ورأيتُ ثعبانًا عظيمًا؛ ثمّ امتطى الثعبان رجلٌ طويلُ القامة؛ وكان للثعبان جناحا لقلقٍ وأنا أحاول إنقاذ نفسي من أفعى تلتفّ حول أقدامي وأخرى حول عنقي؛ إلى أن حلّق الثعبان في ذروة السماء.


رؤيا

كان مغوليّ يغسل جمجمة نسر ولا يراني وأنا قريب منه. كان يدوّرها في النهر وحين أخرجها رأيت تلك الجمجمة تحوّلت إلى قدحٍ له حنجرة طويلة؛ وحين انتبه أني أنظرُ إليه قفز بها في مياه النهر.


جاء في كتاب

في كتابٍ عنوانه النقطة أو الدائرة، لا أعرف بالتحديد ماذا كان عنوانه، جاء في هذا الكتاب أن أحدهم فقد عينيه؛ قام بالبحث عنهما، فوجد أن بوذا كان قد سرقهما غفلة عنه، ثم انتزعهما منه وهرب. عثر مفاجأة على بئر في بابل، وكان هاروت يقرأ قصيدة من شاعر أندلسي مجهول، يقول فيها أنا قد سرقت من المعجم كلماتٍ، وبدأت بتلميعها إلى آخر نفس.


في واد

وجدتني في وادٍ، قريبًا من بيت مهزوم؛ كأنه طلل. كانت الخضرة تيبس والسماء لا أراها؛ ثمّ رأيت صحيفة قديمة وهي من جذع عوسج، لونها أسود ولون النص أبيض؛ يقول يجب أن يتحد غلمانُ العالم؛ وكان في قرب بحيرةٍ رجلٌ أسود بمعطفه الطويل يقف وحيدًا يترصدني.


كنا في بيت

كنا في ساحة بيتٍ كبير، يتكلّم أهله باللغة التي نجهل؛ كانت هناك شجرة رمانٍ زاهية وقد طلعت ثمارها للتو؛ كنت أهمّ أن أقطف منها. ثمّ سمعتُ أمّي تقول لماذا لا يتكلم هؤلاء باللغة العربية؛ ثمّ جاء طائرٌ وجلس على شجرة الرمان.


* شاعر ومترجم من مواليد الأهواز عام 1983


المساهمون