توقع سياسيون يمنيون، اليوم الثلاثاء، عدم إحراز مشاورات جنيف بشأن اليمن، التي ترعاها منظمة الأمم المتحدة، أي تقدم جديد يذكر.
وبحسب السياسيين المنتمين لتكتل أحزاب اللقاء المشترك، فإن قوات الانقلاب التي انتهكت الهدنة الإنسانية، وواصلت الاعتداءات والقتل خلالها، ستواصل مناوراتها لتفريغ مشاورات جنيف من أي مضمون، بالطريقة نفسها التي أحبطت فيها في زمن سابق نتائج الحوار الوطني داخل اليمن، ثم أغلقت الطريق أمام استمراره وحاولت أن تحقق عبر السلاح ما لا تستطيع الحصول عليه من خلال السياسة.
وقال رئيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك المناهض للانقلاب في محافظة تعز، جنوب اليمن، لـ "العربي الجديد"، إنه لا يوجد حل سياسي ينقذ اليمن مما هي فيه إلا بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، على ألا يكون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وزمرته، وحلفائه الحوثيين أي دور سياسي في مستقبل اليمن.
وأوضح أن مؤتمر جنيف محكوم عليه بالفشل، ولا يعني القوى السياسية المساندة للشرعية في تعز، بعد أن عجزت الأمم المتحدة عن إيقاف الحرب الذي تشنها قوات الانقلاب، على محافظة تعز وأخواتها من المحافظات الجنوبية. وأكد أن لا خيار آخر أمام أبناء تعز، إلا خيار مساندة المقاومة الشعبية ودحر مليشيات وقوات التمرد التي وصفها بــ"بالغزاة" من المدينة.
وكان تكتل أحزاب اللقاء المشترك في محافظة تعز، قد أصدر، مساء أمس الإثنين، بيانا دعَا فيه كافة أنصاره وأبناء تعز، سواء في مناطق المدينة أو مناطق الأرياف إلى دعم ومساندة المقاومة الشعبية بالوسائل المتاحة، واعتبر البيان الذي حصل "العربي الجديد"، على نسخه منه، المقاومة الشعبية هي الوسيلة الوطنية المثلى لإنقاذها واستعادة الدولة، وحماية كرامة الشعب ومشروعه الوطني.
كذلك تضمن بيان أحزاب المشترك والذي يضم خمسة أحزاب يمنية بينها حزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، والتجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، تنديدا بالصمت والتجاهل الذي تمارسه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تجاه الحصار المفروض علي مدينة تعز من قبل جماعة الحوثي، وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وكذا صمتها أمام القصف العشوائي الذي يمثل جرائم إبادة بحسب البيان.
وطالب البيان ممثلي الحكومة الشرعية والأحزاب والمكونات الداعمة لها بعدم المشاركة في مباحثات الحوار المنعقد في جنيف قبل أن تبدأ قوات ومليشيات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح و الحوثيين بتنفيذ فعلي لمضامين قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وأدانت أحزاب المشترك المناهضة للانقلاب، جرائم القتل والحصار المفروض على مدينة تعز اليمنية، من قبل مليشيات وقوات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح التي تهاجم المدينة بكل الأسلحة الثقيلة، فضلاً عن قيام قوات الانقلاب بالاستيلاء على مواد المعونات الإغاثية وبيع بعضها في السوق السوداء لدعم ما يسمى المجهود الحربي الذي تشنه على أبناء تعز وتقوم بتوزيع ما لم يبع بالأسواق على الموالين لهم دون سواهم، بالإضافة إلى قيام قوات ومليشيات التمرد بنهب مخزون الوقود المخصص لتشغيل المؤسسات الخدمية، ما أدى إلى تعطيلها وحرمان المواطنين من الاستفادة منها.
يأتي ذلك بالوقت الذي تشير فيه المتغيرات والوقائع الميدانية والعسكرية التي حصلت مؤخرا على الأرض في محافظة تعز اليمنية، إلى تقدم ملحوظ في بعض الجبهات لقوات الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية المسلحة، وتراجع قوات ومليشيات الانقلابين في بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها. وبحسب إفادة مصادر عسكرية، جاء ذلك بعد أن أحرزت قوات الجيش الوطني في الجبهة الجنوبية بمناطق الضباب تقدما لافتا تجسد أبرزه في السيطرة على منطقة الكسرة في المنفذ الجنوبي بعد دحر مليشيات وقوات الانقلاب التي كانت تسيطر عليها، وحدث الأمر نفسه في جبهة الأجزاء الشمالية الغربية، حيث تم دحر قوات المتمردين الحوثيين، وإخراجها جزئياً من بعض المناطق في شارع الستين.
اقرأ أيضاً: "الحوثيون": وساطة عُمانية وراء مغادرة وفدنا جيبوتي