17 أكتوبر 2024
أحذية ومصحّة
نظام من غير سياسة لن يكون أكثر من مجموعة فرمانات وقوانين علوية ومحاكم وسجون. وبرلمان من غير برلمان، نتيجته الوحيدة، هي رفع الأحذية، لا في وجه من يُغرق النظام، من تحت الترابيزة، في بحر الأوهام، ولكن في وجوه بعضهم، بحيث تظل كتلة (لؤْم النظام) المحركة لهذا كله بعيدة عن المساءلة، لأنها لا تسأل أصلاً، بل هي البركة السماوية الوحيدة التي ساقها الله لهذا الوطن، بعد طول عناء، لأن فيها (المسيح) على حد تعبير فريدة الشوباشي، أو هو العجلة الوحيدة الدائرة بكل طاقاتها في البلد، بعدما عجزت كل البسكلاتات أن تطوله أبداً، حتى وإن كانت بسكلاتة يسرا أو ليلى علوي أو هاني شاكر أو حتى حسين فهمي أو حتى الزعيم عادل إمام. ولو حدث لهذه العجلة أي مكروه، فلن يكون ذلك الخطأ من السائق أو الربّان. ولكن، لأن شعباً أو فئة أو حتى جماعة شريرة ما زالت تُصرّ على أن تضع العصا كي تعطل انطلاقة العجلة على حد تعبير الاستراتيجي، المعتز بالله عبد الفتاح. بحيث يظل ماسك خطوط اللعبة قانونيا، ولعبا دستوريا (بالليل)، وقضائيا، وشرطيا، في الخفاء، من هناك، يتفرج على المهزلة. ويأتي الإعلام في المساء، كي يحلل، أو يضمّد جراحات المتعاركين وأنصارهم عبر الهواتف النقالة المتفق عليها مع المعدّين، وتنجح (أم أشرف العايقة) في الحصول على مكالمتين من بنها العسل أو الفجالة، حتى تبرد معركة الأحذية، كي ينتقل العرض إلى خشبة أخرى أكثر توتراً، أو يعرض الحذاء نفسه، في فاترينات العروض البطولية للوطن، على مدار سبعة آلاف سنة. وهنا، قد يستدعي وسيم السيسي، كي يعيد شكاوى الفلاح الفصيح وعجلات الوطن الحربية مع الحيثيين، ولا مانع من بعض الشذرات البسيطة عن سد النهضة، ثم تغلق بعدها المناقشة إلى ما بعد الفاصل، وخصوصاً أن هناك ألف عين من الماء قد انفجرت في الصحراء المصرية غرباً وشرقاً، وكأنها أنهار آتية من الجنة، وهي تكفي لإغراق أنفاق غزة كاملة، وحتى الخليل لو تطلب الأمر.
الإعلام في المساء، يكشف عن جنون العرض على خشبة مسرح الأحذية، وأن الناس صارت متهافتة على الصورة والكاميرا، وأن الأعضاء ليست لهم تجربة ديمقراطية سابقة، علاوة على أن الديمقراطية نفسها قد تحتاج إلى وقت طويل لتنميتها في أرضنا الصعبة العنيدة على تقبّل هذا النبات الهجين الذي نبت في الغرب أصلا، وقد ننتظر إلى العام 2063، حتى تنضج الثمرة تماما، فلماذا هذا التسرّع؟
وتبقى أعداد القتلى كل يوم، كما هي في سيناء أو الخانكة أو غيرها، ولا مانع من جنازة عسكرية، هنا أو هناك، بحيث تظل جماعة الشر المسؤولة عن عدم اجتياز العجلة لأزمة الوطن، حتى وإن كانت فلوس أبو تريكة هي التي صنعت تلك العجلة، أو حسن مالك أو غيرهما، المهم ألا تتوقف العجلة عن اختراع العصا، بحيث لا تتحرّك العجلة، وتبقى العصا كما هي في يد السحرة.
والسلطة في المساء كعادتها، تتلقّى العزاء، في الشهيد، أو الجنيه المصري، أو النائب العام، وتعلن طبعاً عن نصرها القريب، ثم يضحك المعد في آخر الليل على جنون العرض، وعلى تلهّف الجماهير لالتقاط الصور، في البرلمان أو فوق كوبري عطاطي. وفي النهاية نقول عكاشة، أو عمر صاحب عربة البطاطا، أو حتى جيكا، والعرض مستمر، وسيستمر، بالأحذية، أو الطماطم، أو المولوتوف، في مجلس الشعب، إن أمكن، أو حتى في بيت منيرة المهدية.
الإعلام في المساء، يكشف عن جنون العرض على خشبة مسرح الأحذية، وأن الناس صارت متهافتة على الصورة والكاميرا، وأن الأعضاء ليست لهم تجربة ديمقراطية سابقة، علاوة على أن الديمقراطية نفسها قد تحتاج إلى وقت طويل لتنميتها في أرضنا الصعبة العنيدة على تقبّل هذا النبات الهجين الذي نبت في الغرب أصلا، وقد ننتظر إلى العام 2063، حتى تنضج الثمرة تماما، فلماذا هذا التسرّع؟
وتبقى أعداد القتلى كل يوم، كما هي في سيناء أو الخانكة أو غيرها، ولا مانع من جنازة عسكرية، هنا أو هناك، بحيث تظل جماعة الشر المسؤولة عن عدم اجتياز العجلة لأزمة الوطن، حتى وإن كانت فلوس أبو تريكة هي التي صنعت تلك العجلة، أو حسن مالك أو غيرهما، المهم ألا تتوقف العجلة عن اختراع العصا، بحيث لا تتحرّك العجلة، وتبقى العصا كما هي في يد السحرة.
والسلطة في المساء كعادتها، تتلقّى العزاء، في الشهيد، أو الجنيه المصري، أو النائب العام، وتعلن طبعاً عن نصرها القريب، ثم يضحك المعد في آخر الليل على جنون العرض، وعلى تلهّف الجماهير لالتقاط الصور، في البرلمان أو فوق كوبري عطاطي. وفي النهاية نقول عكاشة، أو عمر صاحب عربة البطاطا، أو حتى جيكا، والعرض مستمر، وسيستمر، بالأحذية، أو الطماطم، أو المولوتوف، في مجلس الشعب، إن أمكن، أو حتى في بيت منيرة المهدية.