مع أن المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، لا يزال على رأس عمله، وقد سلّم وفد الهيئة العليا للمفاوضات، يوم أمس، أربع أوراق، رغم الأنباء التي تحدثت عن عدم التمديد لتكليفه من قبل الأمم المتحدة؛ إلا أن معظم الصحافيين والإعلاميين الموجودين لتغطية محادثات جنيف لا يتوقعون خروقات في المفاوضات الحالية، حتى إن البعض بات يفكر في حزم حقائبه باكرًا ومغادرة جنيف، ربّما للجولة المقبلة.
وكان يوم الأحد بمثابة إجازة كاملة لكل المشاركين في مؤتمر جنيف. وعلم "العربي الجديد" من مصدر مطلع في المعارضة السورية، أن دي ميستورا ما زال يقوم بعمله، على الرغم من الأنباء التي تحدثت عن عدم التمديد له، وقد قدّم، خلال اجتماعات يوم أمس مع وفد الهيئة العليا
للمفاوضات، أربع وثائق تخص كل واحدة من السلال الأربع التي تم التوافق عليها كأجندة لمحادثات جنيف، ممثلةً بالانتقال السياسي والانتخابات والدستور ومكافحة الإرهاب.
وبحسب المصدر، فإن كل ورقة من الأوراق التي قدمها دي ميستورا تضم النقاط التي سيتم التفاوض عليها في إطار كل سلة، مع منح الأولوية لكل من سلة الانتقال السياسي ومكافحة الإرهاب، إذ إن دي مستورا ينتظر ردّ مختلف الأطراف على هذه الأوراق؛ لتثبيت المواضيع، ومن ثم الانتقال للخوض في لب كل سلة.
في غضون ذلك، يكاد الإعلاميون المكلّفون بتغطية الجولة الثانية من مفاوضات جنيف أربعة يجمعون على أنه من غير المتوقع أن تحصل أية خروقات. وبينما يعبّر البعض عن غضبه من المشاركة في تغطية ما يصفونها بأنّها مسرحية مستمرة لا تفضي لأية نتائج، سوى إضاعة الوقت، بسبب غياب الأميركيين؛ يرى آخرون بأن الحفاظ على زخم هذه المفاوضات، وبالذات على مسار جنيف، أمر حيوي للغاية، ولا يجب التقليل من أهميته بأي حال من الأحوال.
اقــرأ أيضاً
ويؤكد مراسل قناة "الجزيرة"، رائد فقيه، ومدير مكتبها في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لـ"العربي الجديد"، على أهمية الحفاظ على مسار جنيف، الذي استغرق بناؤه ما يقارب السبع سنوات، فقط لجلب الفرقاء السوريين إلى طاولة المفاوضات، مشدّدًا على أن انهيار المسار سيكون أمرًا سيئًا للسوريين على مختلف الأصعدة.
ويقول فقيه: "عمليًّا، عندما افتتحت الجولة السابقة من المفاوضات، كان (دي ميستورا) واضحًا بتأكيده على أنه لا يتوقع معجزات أو تحقيق خروقات، وبالتالي فإن المبعوث الأممي حدّد، منذ بداية جنيف 4، السقف المنتظر من المفاوضات، وكل ما سيستطيع تحقيقه دي ميستورا في إطار هذا السقف سيحسب للمفاوضات في المرحلة اللاحقة، لكن ليس الآن"، ومضى بالقول: "استفاد دي ميستورا من إضغاف المعارضة بعد خروجها من حلب في الجولة الماضية لفرض جدول الأعمال، والذي كانت المعارضة رافضة لها، بشكل أو بآخر، سواء لناحية بحث السلال الأربع بالتوازي، أو إضافة سلة الإرهاب".
ويشدد فقيه على أهمية مسار جنيف لأسباب عدة؛ أولها أن مسار جنيف احتاج ما يقارب سبع سنوات ليتبلور، ويتمكن من جمع الأطراف على طاولة واحدة، مضيفًا: "إن هذا ليس أمرًا بسيطًا بالضرورة، خاصة أن الحرب الدائرة في سورية ليست حربًا أهلية، كما يروج لها العالم، بقدر ما هي صراع إقليمي دولي، يعمل الجميع خلاله على تصفية حساباتهم في سورية، وبالتالي فإن إبقاء الأطراف على الطاولة ضمن سلة مفاوضات ليس أمرًا بسيطًا، خاصة أن الحفاظ على التزام الأطراف بخيار المفاوضات هو أمر إيجابي".
من جانبه، لا يرى مراسل قناة "روداودا" الكردية، زنار شينو، والمكلف بالملف السوري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أي إمكانية لحصول معجزات، أو حتى تقدم بسيط، مشيرًا إلى أن ما يجري في جنيف، منذ الجولة السابقة، وكذلك في اجتماعات أستانة، هي مفاوضات شكلية غير جدية دون وجود أي أرضية مناسبة للمحادثات،قائلًا: "لا وجود للتفاوض، بل إن ما يجري هو عبارة عن سلسلة من الاجتماعات بين المبعوث الأممي والوفود المختلفة، بينما يعمل اللاعبون الإقليميون والدوليون بالتأثير على الوفدين الرئيسيين من خلال الأبواب الخلفية".
ويشدد شينو على أن الأكراد موجودون ومؤثرون في كل مؤسسات ولجان المعارضة، بينما هم هامشيون للغاية في وفد النظام، مضيفًا: "إن ما يجري ليس تفاوضًا؛ بل أحاديث جانبية بين مختلف الوفود والمبعوث الأممي، كلٌّ يناقش السلة التي يراها مناسبة له في هذه المرحلة".
وكان يوم الأحد بمثابة إجازة كاملة لكل المشاركين في مؤتمر جنيف. وعلم "العربي الجديد" من مصدر مطلع في المعارضة السورية، أن دي ميستورا ما زال يقوم بعمله، على الرغم من الأنباء التي تحدثت عن عدم التمديد له، وقد قدّم، خلال اجتماعات يوم أمس مع وفد الهيئة العليا
وبحسب المصدر، فإن كل ورقة من الأوراق التي قدمها دي ميستورا تضم النقاط التي سيتم التفاوض عليها في إطار كل سلة، مع منح الأولوية لكل من سلة الانتقال السياسي ومكافحة الإرهاب، إذ إن دي مستورا ينتظر ردّ مختلف الأطراف على هذه الأوراق؛ لتثبيت المواضيع، ومن ثم الانتقال للخوض في لب كل سلة.
في غضون ذلك، يكاد الإعلاميون المكلّفون بتغطية الجولة الثانية من مفاوضات جنيف أربعة يجمعون على أنه من غير المتوقع أن تحصل أية خروقات. وبينما يعبّر البعض عن غضبه من المشاركة في تغطية ما يصفونها بأنّها مسرحية مستمرة لا تفضي لأية نتائج، سوى إضاعة الوقت، بسبب غياب الأميركيين؛ يرى آخرون بأن الحفاظ على زخم هذه المفاوضات، وبالذات على مسار جنيف، أمر حيوي للغاية، ولا يجب التقليل من أهميته بأي حال من الأحوال.
ويؤكد مراسل قناة "الجزيرة"، رائد فقيه، ومدير مكتبها في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لـ"العربي الجديد"، على أهمية الحفاظ على مسار جنيف، الذي استغرق بناؤه ما يقارب السبع سنوات، فقط لجلب الفرقاء السوريين إلى طاولة المفاوضات، مشدّدًا على أن انهيار المسار سيكون أمرًا سيئًا للسوريين على مختلف الأصعدة.
ويقول فقيه: "عمليًّا، عندما افتتحت الجولة السابقة من المفاوضات، كان (دي ميستورا) واضحًا بتأكيده على أنه لا يتوقع معجزات أو تحقيق خروقات، وبالتالي فإن المبعوث الأممي حدّد، منذ بداية جنيف 4، السقف المنتظر من المفاوضات، وكل ما سيستطيع تحقيقه دي ميستورا في إطار هذا السقف سيحسب للمفاوضات في المرحلة اللاحقة، لكن ليس الآن"، ومضى بالقول: "استفاد دي ميستورا من إضغاف المعارضة بعد خروجها من حلب في الجولة الماضية لفرض جدول الأعمال، والذي كانت المعارضة رافضة لها، بشكل أو بآخر، سواء لناحية بحث السلال الأربع بالتوازي، أو إضافة سلة الإرهاب".
ويشدد فقيه على أهمية مسار جنيف لأسباب عدة؛ أولها أن مسار جنيف احتاج ما يقارب سبع سنوات ليتبلور، ويتمكن من جمع الأطراف على طاولة واحدة، مضيفًا: "إن هذا ليس أمرًا بسيطًا بالضرورة، خاصة أن الحرب الدائرة في سورية ليست حربًا أهلية، كما يروج لها العالم، بقدر ما هي صراع إقليمي دولي، يعمل الجميع خلاله على تصفية حساباتهم في سورية، وبالتالي فإن إبقاء الأطراف على الطاولة ضمن سلة مفاوضات ليس أمرًا بسيطًا، خاصة أن الحفاظ على التزام الأطراف بخيار المفاوضات هو أمر إيجابي".
من جانبه، لا يرى مراسل قناة "روداودا" الكردية، زنار شينو، والمكلف بالملف السوري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أي إمكانية لحصول معجزات، أو حتى تقدم بسيط، مشيرًا إلى أن ما يجري في جنيف، منذ الجولة السابقة، وكذلك في اجتماعات أستانة، هي مفاوضات شكلية غير جدية دون وجود أي أرضية مناسبة للمحادثات،قائلًا: "لا وجود للتفاوض، بل إن ما يجري هو عبارة عن سلسلة من الاجتماعات بين المبعوث الأممي والوفود المختلفة، بينما يعمل اللاعبون الإقليميون والدوليون بالتأثير على الوفدين الرئيسيين من خلال الأبواب الخلفية".
ويشدد شينو على أن الأكراد موجودون ومؤثرون في كل مؤسسات ولجان المعارضة، بينما هم هامشيون للغاية في وفد النظام، مضيفًا: "إن ما يجري ليس تفاوضًا؛ بل أحاديث جانبية بين مختلف الوفود والمبعوث الأممي، كلٌّ يناقش السلة التي يراها مناسبة له في هذه المرحلة".