أحدث صيحات وزارة التعليم المصرية: مدارس للحلاقة والتجميل

20 فبراير 2017
يناقش المجتمع المصري اقتراحاً بفتح مدارس للحلاقة (Getty)
+ الخط -
وافقت وزارة التربية والتعليم في مصر على تدريس مادة الحلاقة والتجميل وإدراجها كمادة دراسية من مواد التعليم الثانوي الفني، كما وافقت على إنشاء مدرسة مهنية متخصصة في تعليم فن الحلاقة والكوافير للرجال، وذلك بعد أن تقدمت شعبة تصفيف الشعر والكوافير بغرفة التجارة في القاهرة بهذا الاقتراح، والذي تم عرضه ومناقشته في مؤتمر الحوار المجتمعي الذي تم عقده بمقر الوزارة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقد لقي هذا الاقتراح ترحيبا من وزير التربية والتعليم السابق د. الهلالي الشربيني ومن رؤساء قطاع التعليم الفني في الوزارة، وتجري الوزارة حاليا اجتماعات مشتركة مع رئيس وأعضاء شعبة تصفيف الشعر، وممثلين من وزارة القوى العاملة، ووزارة التضامن الاجتماعي، كان آخرها الاجتماع الذى عقد في 30 يناير/كانون الثاني 2017.

وقامت الشعبة سابقة الذكر بترجمة المناهج العلمية التي تدرس مهنة الكوافير بالمدارس والأكاديميات الفرنسية إلى اللغة العربية وتقديمها للوزارة لدراستها وإدخالها ضمن مناهج التعليم الثانوي، واتفقت مع شركات مستحضرات التجميل على توفير مدربين على نفقاتها الخاصة لتدريس المنهج.  

 


جدل مجتمعي

وقد أثارت هذه القرارات سخرية مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وصفوا وزارة التربية والتعليم بوزارة "القفا" ووزارة "الذقن والشعر"، وزارة "لازم نريح الزبون"، وكذلك أثارت

جدلاً لدى قطاعات المواطنين. تقول حياة محمود، إحدى الأمهات، وزارة التعليم تركت كل مشاكل ومصائب التعليم التي لا تحصى من تكدس الفصول وكارثة الدروس الخصوصية وانتشار البلطجة في المدارس وغيرها، وبدلاً من أن تفكر في حلول حقيقية لهذه المشاكل التي أصبحت مزمنة تتحدث عن افتتاح مدارس لتعليم الحلاقة والخياطة وتسأل: هل هذه المهن مثل الحلاقة، والخياطة، وغيرها بحاجة لمدارس متخصصة لتعليمها؟

ونفس الرأي تتبناه سماح سليم، ربة منزل وأم لطفلين، تقول: "وزارة التربية والتعليم فشلت في تربية الطلاب وتعليمهم ولذلك ستتفرغ للحلاقة".

 

مدارس الأشباح

ورفض سعيد نوارة، مدرس مجال صناعي بمدرسة المطرية الثانوية الصناعية، هذه القرارات ويؤكد عدم جدواها للمجتمع، ويسلط الضوء على صور الفساد المنتشرة في قطاع التعليم الفني قائلاً: "على الوزارة أن تهتم بالتعليم الفني والمدارس المهنية الإعدادية التي يتم إغلاقها وتحويلها لمدارس تجريبية وكذلك المدارس الثانوية الصناعية والزراعية، والتي أصبحت بؤراً للانحراف وللبلطجة ويتغيب الطلاب فيها عن الحضور، وينهون دراستهم بدون أن يتعلموا أي مهنة، وما يحدث من استغلال الورش الفنية فيها لصالح الإدارات الفاسدة في هذه المدارس، وقيامهم ببيع الخامات والمواد والمعدات التعليمية".  

 

وتتفق (ن.س.)، المدير العام في التعليم الفني، والتي رفضت ذكر اسمها، مع كل ما سبق، وتضيف أن ما يشهده هذا القطاع من إهمال هو مخالف لنصوص الدستور، إذ غن المادة 20 من دستور 2014 تنص على "تلتزم الدولة بتشجيع التعليم الفني والتقني والتدريب المهني وتطويره والتوسع في أنواع التعليم الفني كافة وفقاً لمعايير الجودة".

وأشارت إلى عدة عقبات ومشكلات تواجه التعليم الفني، أولها تدني النظرة المجتمعية لهذا النوع من التعليم في مصر على عكس ما يحظى به من مكانة واهتمام في الدول الصناعية والمتقدمة، بالإضافة إلى تخلف المناهج وحاجتها للتطوير لمواكبة المناهج العالمية، ولتلبية احتياجات سوق العمل في الداخل والخارج، وإهمال مراكز التدريب المهني، والتي يبلغ عددها 400 مركز على مستوى الجمهورية بحاجة ملحة للتطوير الشامل وتطوير الورش والمعدات.

  

بداية جديدة

ومن وجهة نظر مختلفة يرى بعضهم في إنشاء مدارس للحلاقة والتجميل بداية جديدة وإيجابية لافتتاح مدارس متخصصة في تعليم مهن يحتاجها المجتمع وحل لمشكلة البطالة. كما جاء على لسان وليد سعد، كوافير رجالي، يقول: "الفكرة جميلة وستلقى إقبالاً من مصففي الشعر من الجنسين الراغبين في التعلم وفي تطوير أنفسهم، واكتساب خبرات جديدة في هذا المجال"

 

ويعتبر محمود الدجوي، رئيس شعبة تصفيف الشعر بغرفة التجارة بالقاهرة، أن تدريس الحلاقة والتجميل بمناهج التعليم الثانوي وإنشاء مدرسة متخصصة لذلك يعد خطوة إيجابية ولكنها تأخرت كثيراً، ويضيف أن هذه المدارس منتشرة في الكثير من دول العالم وتحظى بقبول هناك، مؤكدا على أهمية أمثال هذه المدارس في وضع أطر علمية للمهن وإضافة كل جديد ضمن مناهجها.



نفس الرأي يراه د. رضا مسعد، وكيل الوزارة لقطاع التعليم الفني سابقاً يقول:  

الفكرة جيدة، وأتوقع أن يتم التوسع فيها ولكن علينا في الوقت نفسه الاستمرار في حل مشكلات التعليم الفني، والسعي لتطويره من خلال برامج التعاون بين مصر وبين الدول المتقدمة في هذا النوع من التعليم، وهو ما تحرص الوزارة على تفعيله من خلال التعاون مع وكالة التعاون الفني الألماني GTZ، وهيئة فولبرايت الأميركية، ومن خلال تبادل الخبرات مع الدول المميزة، والتي تملك خبرات في الاهتمام بالتعليم المهني.

 

ترحيب وزاري

وفي تعليقه على تساؤلات الناس حول جدوى هذه المدارس قال أحمد الجيوشي، نائب وزير التعليم السابق، في تصريحات إعلامية، إن الفكرة لاقت ترحيباً من وزير التربية والتعليم السابق د.الهلالي الشربيني بعد أن تمت دراستها وعرضها للمناقشة من خلال عدة مؤتمرات لتطوير التعليم الفني، ومن بينها مؤتمر الحوار المجتمعي، وأضاف أن مصر فيها عشر مدارس على مستوى الجمهورية لتعليم فن التجميل والكوافير للسيدات والفتيات في القاهرة والإسكندرية وسوهاج، وأضاف أن هذه النوعية من المدارس موجودة في بلدان كثيرة منها لبنان وفلسطين وأميركا وبريطانيا وفنلندا، مؤكداً أن عدد مصففي الشعر للرجال في مصر فاق المليون كوافير رجالي، وأن هذه مهنة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها ولها علاقة بصحة المصريين، ومن الضرورى وضع أطر ومناهج تحفظ هذه المهنة، وتعمل على تطويرها.

وأضاف أن الوزارة تلقت اقتراحاً آخر من أحد الإعلاميين بإنشاء مدارس لتعليم تخصصات فني الكاميرات والذين يعملون في الاستوديوهات والقنوات الفضائية، وتتم دراسته حالياً.

 

المساهمون