المقولة الشائعة هي إنّ "أوان التعلّم لا يفوت". هذا الشعار ترفعه مدرسة فريدة من نوعها في ولاية ماهاراشترا الهندية، وتثبت صحته، يوماً بعد يوم، بحسب موقع "آسيا كولينغ".
بعد الظهر في قرية فانغن في ماهاراشترا، تمشي عشرات النساء المسنات وهن يرتدين الساري الوردي بنشاط في الشارع الرئيسي. المميز فيهن وضعهن جميعاً حقائب ظهر، بينما يحملن بأيديهن ألواحاً صغيرة. هن ببساطة ينطلقن في اتجاه "أجيباشي شالا" أو مدرسة الجدات.
في الستين من عمرها، تعتبر كاملاباي أصغر تلميذة في المدرسة التي تعيدها إلى أيام طفولتها: "كنت في الثانية عشرة فقط عندما تزوجت. ولم يرسلني والداي، قبل ذلك، إلى المدرسة". تضيف: "كانا فقيرين، ولديهما 10 أطفال، وكان كلاهما يعمل في الحقول لتغطية نفقات البيت. الآن، أنا هنا في محاولة للتعويض عن تلك الخسارة، فقد بات في إمكاني أن أقرأ الكلمات وكتابة اسمي، وهو شعور جيد جداً. هو مثل عيش الطفولة مجدداً".
لدى كاملاباي 29 زميلة خلفياتهن شبيهة بها. فبحسب تقرير منظمة "يونسكو" لعام 2015 فإنّ نحو 70 في المائة من البالغين الأميين في الهند من النساء.
مثل المدرسة التقليدية، يبدأ اليوم المدرسي مع الصلاة. بعدها تبدأ الفصول بالقراءة ومن بعدها الحساب. افتتحت مدرسة الجدات في اليوم العالمي للمرأة في مارس/ آذار 2016. وهي من إنجاز الناشط الاجتماعي، يوجيندر بانجر، لكنّ الفكرة الملهمة، كما يقول، جاءت من النساء أنفسهن: "عندما بدأت العمل في هذه القرية قالت بعض النساء: أنتم تتحدثون عن أهمية التعليم، لكن ماذا عنا؟ نريد أيضاً أن نكون قادرات على كتابة اسمنا مثل الآخرين ووقف استخدام بصمات الأصابع، لكن كيف سنتمكن من فعل ذلك؟". يتابع بانجر: "فكرت أنّ هؤلاء النساء لم تسنح لهن فرصة الذهاب إلى المدرسة، لكنّهن حريصات على التعلم، لذلك قررت إنشاء مدرسة لهن بالذات".
بالفعل، بمساعدة من جمعية خيرية، بدأ بانجر تقديم الدروس في كوخ خيزران مؤقت. لكن، في الذكرى الأولى تحولت المدرسة إلى مبنى، تعمل فيه الفصول لمدة ساعتين في فترة ما بعد الظهر، ستة أيام في الأسبوع. وهو ما يمكّن النساء من إنجاز أعمالهن المنزلية قبل الحضور إلى الدوام.
(العربي الجديد)