تدل أجواء الإعلام والكونغرس ومراكز الآراء في واشنطن، على أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سيلمس خلال زيارته مطلع الأسبوع المقبل إلى واشنطن، بأنه غير مُرحب به، إلا إذا اكتفى بـ"حرارة" الترحيب المتوقع من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر. البقية من المعنيين والمتابعين أعربت في غالبيتها عن كثير من الامتعاض من السياسات والممارسات التي يعتمدها الزائر في الداخل والإقليم. كذلك أعربت هذه الأوساط عن عدم رضاها عن مدى الاحتضان الذي منحه البيت الأبيض لضيفه، بل إن بعضها يتحضر لاستقبال ولي العهد بتعبيرات تؤكد رفضها لسياساته، خصوصاً اليمنية منها.
في الكونغرس، هناك مشروع قانون ديمقراطي-جمهوري قد يُطرح على التصويت في مجلس الشيوخ، يطالب الإدارة الأميركية بوقف دعمها اللوجستي للسعودية في حرب اليمن. قد لا يحظى المشروع بالأغلبية اللازمة لإقراره، لكن القصد من طرحه بعث رسالة مباشرة إلى بن سلمان بأن كيل الكونغرس طفح بالنسبة لليمن، في ضوء ما يحصل من تجويع وتفشي الأمراض وسقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين.
وفي الإعلام الأميركي، تسود الأجواء نفسها وأكثر. الصحف الكبرى استبقت الزيارة بتقارير وافتتاحيات تطغى عليها الريبة حول توجّهات بن سلمان وبلغة قريبة من الإدانة. "قبل زيارتك أطلق سراح عشرات الناشطين الذين طالبوا بإصلاحات تزعم أنك تتبناها"، خاطبته "واشنطن بوست" في افتتاحيتها قبل يومين. كذلك كان لافتاً ما كشفته شبكة "أن بي سي" الإخبارية من أن ولي العهد السعودي "فصل والدته عن والده الملك سلمان" حتى لا تؤثر على زوجها وتحمله على وقف ولي العهد عن متابعة الإجراءات التي اتخذها. مثل هذه المعلومات وغيرها ترمي ظلالاً من الشك على المقولة التي تروجها بعض الجهات المعروفة، بأن ورشة الإصلاح في السعودية مستمرة برعاية وقيادة ولي العهد.
اقــرأ أيضاً
وسط هذه الأجواء، كانت قد راجت تسريبات أخيراً بأن البيت الأبيض سيعلن عن "صفقة القرن" حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عشية استقبال بن سلمان في البيت الأبيض يوم الثلاثاء أو خلال استقباله له. وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت تحركات ونشاطات بدت وكأنها تندرج في خانة التحضير لمثل هذه "المبادرة". كان أبرزها "مؤتمر غزة" الذي عُقد في البيت الأبيض في 13 الحالي بحضور عدد من الدول، والذي ظهر وكأنه تحضير لتسويق الصفقة عبر "الصحوة" على الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة، إلا أنه كان في حقيقته أشبه بمقدمة لتسويغ مشروع يبدو في ضوء ما تسرب عنه أنه "صفقة العصر" لإسرائيل و"صفعة العصر" للفلسطينيين. فهو حسب المتداول عنه، يقوم على مشروع تنمية يتعامل مع القضايا الرئيسية وفق المنظار الإسرائيلي: "تحييد القدس" بعد حسم أمرها لصالح إسرائيل، ثانياً ضم المستوطنات، ثالثاً إنهاء قضية اللاجئين، ورابعاً القبول بوضع الأمن الحدودي في الأغوار بيد إسرائيل، ثم تأسيس مشروع دولة في غزة على أن تتمدد إلى سيناء.
رفض السلطة الفلسطينية لمثل هذا العرض "يجعل من الصعب على محمد بن سلمان قبوله"، كما قال برنارد هيكل، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة برينستون، خلال ندوة يوم الأربعاء في مؤسسة كارنغي للدراسات في واشنطن. مثل هذا المشروع الذي يتنكّر لحل الدولتين، يلقى معارضة متنامية لدى جهات ومرجعيات لها وزنها في حقل السياسة الخارجية. والأكثر أهمية أن هذه الجهات بدأت تعرب عن دعمها للبديل الدولي "إذا ما امتنعت إدارة ترامب عن التجاوب مع التصور الإيجابي الذي طرحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه الأخير أمام مجلس الأمن الدولي"، حسب ما جاء في إعلان سياسي نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" وبتوقيع 17 من كبار المسؤولين السابقين الذين عملوا في الخارجية والبيت الأبيض والكونغرس. من هؤلاء مستشار الرئيس جورج بوش الأب لشؤون الأمن القومي برانت سكوكروفت، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور ريتشارد لوغر، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لي هاميلتون، ونائب وزير الخارجية والرئيس الحالي لمؤسسة كارنغي للدراسات وليام بيرنز، ووزير الدفاع السابق تشاك هيغل وغيرهم.
كل هذه المؤشرات تدل على أن زيارة ولي العهد السعودي تأتي وسط مناخ أميركي غير مواتٍ، وما سوف يزيد من رتابتها أن البيت الأبيض غارق في هموم التحقيقات الروسية، كما ينشغل بحالة الاضطراب القائمة في محيط الرئيس وإدارته.
اقــرأ أيضاً
وفي الإعلام الأميركي، تسود الأجواء نفسها وأكثر. الصحف الكبرى استبقت الزيارة بتقارير وافتتاحيات تطغى عليها الريبة حول توجّهات بن سلمان وبلغة قريبة من الإدانة. "قبل زيارتك أطلق سراح عشرات الناشطين الذين طالبوا بإصلاحات تزعم أنك تتبناها"، خاطبته "واشنطن بوست" في افتتاحيتها قبل يومين. كذلك كان لافتاً ما كشفته شبكة "أن بي سي" الإخبارية من أن ولي العهد السعودي "فصل والدته عن والده الملك سلمان" حتى لا تؤثر على زوجها وتحمله على وقف ولي العهد عن متابعة الإجراءات التي اتخذها. مثل هذه المعلومات وغيرها ترمي ظلالاً من الشك على المقولة التي تروجها بعض الجهات المعروفة، بأن ورشة الإصلاح في السعودية مستمرة برعاية وقيادة ولي العهد.
وسط هذه الأجواء، كانت قد راجت تسريبات أخيراً بأن البيت الأبيض سيعلن عن "صفقة القرن" حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عشية استقبال بن سلمان في البيت الأبيض يوم الثلاثاء أو خلال استقباله له. وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت تحركات ونشاطات بدت وكأنها تندرج في خانة التحضير لمثل هذه "المبادرة". كان أبرزها "مؤتمر غزة" الذي عُقد في البيت الأبيض في 13 الحالي بحضور عدد من الدول، والذي ظهر وكأنه تحضير لتسويق الصفقة عبر "الصحوة" على الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة، إلا أنه كان في حقيقته أشبه بمقدمة لتسويغ مشروع يبدو في ضوء ما تسرب عنه أنه "صفقة العصر" لإسرائيل و"صفعة العصر" للفلسطينيين. فهو حسب المتداول عنه، يقوم على مشروع تنمية يتعامل مع القضايا الرئيسية وفق المنظار الإسرائيلي: "تحييد القدس" بعد حسم أمرها لصالح إسرائيل، ثانياً ضم المستوطنات، ثالثاً إنهاء قضية اللاجئين، ورابعاً القبول بوضع الأمن الحدودي في الأغوار بيد إسرائيل، ثم تأسيس مشروع دولة في غزة على أن تتمدد إلى سيناء.
كل هذه المؤشرات تدل على أن زيارة ولي العهد السعودي تأتي وسط مناخ أميركي غير مواتٍ، وما سوف يزيد من رتابتها أن البيت الأبيض غارق في هموم التحقيقات الروسية، كما ينشغل بحالة الاضطراب القائمة في محيط الرئيس وإدارته.