رغم عدم إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشكل مباشر، عن خطط أميركية محددة للقيام بعمل عسكري في سورية، ردّاً على ارتكاب نظام بشار الأسد مجزرة كيماوية ضد المدنيين في خان شيخون، بدأ الخبراء ووسائل الإعلام الأميركية يستعرضون سيناريوهات الحرب الأميركية المقبلة في سورية.
ويحاول المتابعون ووسائل الإعلام الإجابة عن أسئلة تتعلق بحجم العملية العسكرية، وهل تستهدف الإطاحة ببشار الأسد؟ وهل تستدعي نشر قوات أميركية على الأرض، أم تقتصر على ضربات جوية لمواقع قوات الأسد ومراكز قيادته؟ على أن السؤال الأهم يبقى متعلقا بالموقف الروسي، واحتمالات أن تذهب إدارة ترامب إلى حد المواجهة مع الروس في سورية.
ومع إعلان مسؤولين عسكريين أميركيين أن تقارير الاستخبارات العسكرية من سورية تؤكد، بشكل حاسم، أن الطائرات التي ألقت القنابل الكيماوية على خان شيخون تابعة لنظام بشار الأسد، بات الخيار العسكري الأميركي في سورية مطروحا بقوة، وإن كان حجمه وأهدافه محل نقاش ومشاورات واتصالات.
ويتسلح ترامب بعقيدة عسكرية وسياسية تفضل القنوات السرية وعنصر المفاجأة، وعدم إظهار النوايا الحقيقية تجاه "العدو المفترض"، وهي استراتيجية أشار إليها الرئيس الأميركي خلال مؤتمره الصحافي المشترك في البيت الأبيض مع العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، عندما رفض الإفصاح عن طبيعة العمل الذي ستقوم به إدارته في سورية، إذ قال إن الشي الوحيد الأكيد لديه أنه لا ينوي الإعلان عن خططه، وخصوصا العسكرية منها.
ونقلت محطة "سي إن إن"، عن مصادر عسكرية في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن لدى واشنطن سيناريوهات مختلفة لأعمال عسكرية يمكن أن تنفذها القوات الأميركية في سورية. غير أن هذه المصادر ربطت تلك السيناريوهات بأهداف القيادة السياسية في البيت الأبيض، والتي تتأرجح بين خيارين: الأول هو القيام بضربات جوية تبعث رسالة قوية للأسد وتجبره على "تغيير سلوكه"، أو الإطاحة بنظامه من خلال القيام بعملية عسكرية واسعة قد تحتاج إلى نشر قوات أميركية على الأرض، وإيجاد تسوية نهائية للأزمة السورية.
على أي حال، فإن الموقف الجديد لترامب من المسألة السورية، وردّ فعله على مجزرة شيخون، لاقى ترحيبا كبيرا واسعا في الكونغرس الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إذ تميل الدفة إلى جانب وجهة النظر التي تقول بضرورة معاقبة نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.