داخل محله في سوق "فراس الشعبي" في مدينة غزة، يلتقي العديد من الغزيين، غالبيتهم من كبار السن بانتظار دورهم في الحلاقة على يد أكبر الحلاقين سناً في القطاع. بدأ أبو هاني هذه المهنة منذ ما يقارب 67 عاماً ولايزال مستمراً في عمله حتى اليوم.
الحاج إسماعيل الخطيب، الملقب أبو هاني، من مواليد العام 1936، هاجر بصحبة عائلته من قرية "كرتيا" قضاء الفالوجا جنوب فلسطين في العام 1948 إلى قطاع غزة مكتسباً مهنة الحلاقة من والده.
يقول الحاج أبو هاني: "وصلنا مدينة غزة في العام 1948، وكانت مهنة الحلاقة بدائية جداً، فكان الحلاقون يصطفون في صفوف متوازية، حيث نقف بجانب بعضنا البعض داخل سوق فراس في المدنية، إذ أن كل حلاق يملك كرسياً خشبياً وأمامه طاولة فقط لوضع بعض الأدوات البسيطة، بالإضافة إلى مرآة صغيرة".
ويضيف: "يأتي سكان القطاع للتبضع وشراء الحاجيات الأساسية، وبعد الانتهاء من التبضع، يختار سكان القطاع أحد الحلاقين من أجل التزيين والحلاقة، وهكذا كنا نتقاسم فيما بيننا الزبائن".
اقرأ أيضاً:رب الأسرة طفل لا يزال على مقاعد الدراسة
يؤكد أبو هاني أنه استمر في العمل مع والده سنوات طويلة. فمنذ أن بلغ 13 عاماً، بدأ والده يعلمه فن الحلاقة، والأصول المتبعة في هذه المهنة، وهكذا تعلم هذه المهنة منذ نعومة أظافره".
ويضيف أبو هاني: "بعد مرور ما يقارب العام في العمل داخل السوق، قام والدي باستئجار محل صغير، وافتتح بذلك أول محل للحلاقة في قطاع غزة".
يقول أبو هاني "بدأت العمل داخل المحل بمفردي، بعدما اضطر والدي إلى ترك العمل بسبب كبر سنه، وبذلك كنت أول أصغر الحلاقين في القطاع".
عمل مبكر
بدأ أبو هاني العمل وسط إقبال واسع من الزبائن، حيث كان صغيراً ونشيطاً وخفيف الحركة، كما أنه محبوب ويتكلم بلطف ومحبة مع الجميع وصاحب لمسة فنية في المهنة، الأمر الذي مكنه من جذب العديد من الشخصيات المرموقة، وصفوة المجتمع في قطاع غزة طوال سنوات عمله". يقول أبو هاني "أنا سعيد جداً في مهنتي، لأنني أعتبرها مهنة خفيفة ونظيفة، وتجعل الإنسان جميلاً في مظهره العام". ويعتبر أن هذه المهنة كانت مصدر رزقه الوحيد، فبعدما رزقت بالأبناء والأحفاد وصلت عائلتي إلى 55 فرداً، وتمكنت بفضل هذه المهنة من إعالة جميع أفراد أسرتي، كما أنني علمت أبنائي المهنة حتى يتمكنوا من مساعدتي في القصات الشبابية الحديثة، حسب حاجة الزبائن الشباب وصغار السن".
يشرح أبو هاني مراحل تطور مهنته، فيقول: "المهنة كانت بسيطة والأسعار رمزية، وكان الزبون يدفع ما تيسر معه من أشياء، إذ لم تكن النقود ذات أهمية كبيرة، فقد كان الزبون يدفع مثلاً نصف رغيف أو بيضة على سبيل المثال، أما اليوم، اختلفت الحياة، وبات الدفع نقداً".
يشير أبو هاني إلى أن الأدوات التي يستعملها تطورت بشكل لافت خلال سنوات العمل، فيقول: "بداية لم أكن أستخدم سوى بعض الأدوات اليدوية، بالإضافة إلى مقص، ومشط، ومع بداية العام 1967، قمت بتجديد بعض الأدوات في المحل، فأضفت كرسياً حديثاً للحلاقة بدلاً من الكرسي الخشبي وأدوات تعمل على الكهرباء، بالإضافة إلى استخدام الصابون المعطر، وغيرها من الأدوات الحديثة".
يؤكد أبو هاني أن مهنة الحلاقة في الماضي كانت متلازمة مع مهن أخرى ذات صلة، فيقول: "لقد كنت بالإضافة إلى عملي في قص الشعر وحلاقة الذقن، أقوم بقلع الأضراس، وتحضير الحجامة، كما أنني كنت أقوم أيضاً بعمليات طهور الأطفال، ووصف بعض الأعشاب للمرضى، أما اليوم فهذه العادات قد انتهت".
أغلب زبائن أبو هاني اليوم، هم من كبارالسن الذين استمروا معه طوال سنوات، بالإضافة إلى بعض الزبائن من الشباب وصغار السن.
يؤكد أبو هاني أن هناك مجموعة كبيرة من الصعوبات التي أثرت على عمله، أبرزها، انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، الأمر الذي يضطره إلى التوقف عن العمل.
من جهة أخرى، يتعرض أبو هاني إلى الكثير من الضغوطات من قبل أبنائه من أجل التوقف عن العمل والراحة بسبب كبر سنه، لكنه يرفض ذلك معتبراً أن عمله جزء من الحفاظ على مسيرة تاريخ حياته، ويقول: "أنا سأستمر في مهنتي حتى النهاية".
اقرأ أيضاً:عربة أبو محمد للفول أعالت 22 فرداً في عائلته
الحاج إسماعيل الخطيب، الملقب أبو هاني، من مواليد العام 1936، هاجر بصحبة عائلته من قرية "كرتيا" قضاء الفالوجا جنوب فلسطين في العام 1948 إلى قطاع غزة مكتسباً مهنة الحلاقة من والده.
يقول الحاج أبو هاني: "وصلنا مدينة غزة في العام 1948، وكانت مهنة الحلاقة بدائية جداً، فكان الحلاقون يصطفون في صفوف متوازية، حيث نقف بجانب بعضنا البعض داخل سوق فراس في المدنية، إذ أن كل حلاق يملك كرسياً خشبياً وأمامه طاولة فقط لوضع بعض الأدوات البسيطة، بالإضافة إلى مرآة صغيرة".
ويضيف: "يأتي سكان القطاع للتبضع وشراء الحاجيات الأساسية، وبعد الانتهاء من التبضع، يختار سكان القطاع أحد الحلاقين من أجل التزيين والحلاقة، وهكذا كنا نتقاسم فيما بيننا الزبائن".
اقرأ أيضاً:رب الأسرة طفل لا يزال على مقاعد الدراسة
يؤكد أبو هاني أنه استمر في العمل مع والده سنوات طويلة. فمنذ أن بلغ 13 عاماً، بدأ والده يعلمه فن الحلاقة، والأصول المتبعة في هذه المهنة، وهكذا تعلم هذه المهنة منذ نعومة أظافره".
ويضيف أبو هاني: "بعد مرور ما يقارب العام في العمل داخل السوق، قام والدي باستئجار محل صغير، وافتتح بذلك أول محل للحلاقة في قطاع غزة".
يقول أبو هاني "بدأت العمل داخل المحل بمفردي، بعدما اضطر والدي إلى ترك العمل بسبب كبر سنه، وبذلك كنت أول أصغر الحلاقين في القطاع".
عمل مبكر
بدأ أبو هاني العمل وسط إقبال واسع من الزبائن، حيث كان صغيراً ونشيطاً وخفيف الحركة، كما أنه محبوب ويتكلم بلطف ومحبة مع الجميع وصاحب لمسة فنية في المهنة، الأمر الذي مكنه من جذب العديد من الشخصيات المرموقة، وصفوة المجتمع في قطاع غزة طوال سنوات عمله". يقول أبو هاني "أنا سعيد جداً في مهنتي، لأنني أعتبرها مهنة خفيفة ونظيفة، وتجعل الإنسان جميلاً في مظهره العام". ويعتبر أن هذه المهنة كانت مصدر رزقه الوحيد، فبعدما رزقت بالأبناء والأحفاد وصلت عائلتي إلى 55 فرداً، وتمكنت بفضل هذه المهنة من إعالة جميع أفراد أسرتي، كما أنني علمت أبنائي المهنة حتى يتمكنوا من مساعدتي في القصات الشبابية الحديثة، حسب حاجة الزبائن الشباب وصغار السن".
يشرح أبو هاني مراحل تطور مهنته، فيقول: "المهنة كانت بسيطة والأسعار رمزية، وكان الزبون يدفع ما تيسر معه من أشياء، إذ لم تكن النقود ذات أهمية كبيرة، فقد كان الزبون يدفع مثلاً نصف رغيف أو بيضة على سبيل المثال، أما اليوم، اختلفت الحياة، وبات الدفع نقداً".
يشير أبو هاني إلى أن الأدوات التي يستعملها تطورت بشكل لافت خلال سنوات العمل، فيقول: "بداية لم أكن أستخدم سوى بعض الأدوات اليدوية، بالإضافة إلى مقص، ومشط، ومع بداية العام 1967، قمت بتجديد بعض الأدوات في المحل، فأضفت كرسياً حديثاً للحلاقة بدلاً من الكرسي الخشبي وأدوات تعمل على الكهرباء، بالإضافة إلى استخدام الصابون المعطر، وغيرها من الأدوات الحديثة".
يؤكد أبو هاني أن مهنة الحلاقة في الماضي كانت متلازمة مع مهن أخرى ذات صلة، فيقول: "لقد كنت بالإضافة إلى عملي في قص الشعر وحلاقة الذقن، أقوم بقلع الأضراس، وتحضير الحجامة، كما أنني كنت أقوم أيضاً بعمليات طهور الأطفال، ووصف بعض الأعشاب للمرضى، أما اليوم فهذه العادات قد انتهت".
أغلب زبائن أبو هاني اليوم، هم من كبارالسن الذين استمروا معه طوال سنوات، بالإضافة إلى بعض الزبائن من الشباب وصغار السن.
يؤكد أبو هاني أن هناك مجموعة كبيرة من الصعوبات التي أثرت على عمله، أبرزها، انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، الأمر الذي يضطره إلى التوقف عن العمل.
من جهة أخرى، يتعرض أبو هاني إلى الكثير من الضغوطات من قبل أبنائه من أجل التوقف عن العمل والراحة بسبب كبر سنه، لكنه يرفض ذلك معتبراً أن عمله جزء من الحفاظ على مسيرة تاريخ حياته، ويقول: "أنا سأستمر في مهنتي حتى النهاية".
اقرأ أيضاً:عربة أبو محمد للفول أعالت 22 فرداً في عائلته