خيمة كبيرة، وأعداد غفيرة من الجمهور، كباراً وأطفالاً، يتوافدون إلى ليوا، المنطقة الغربية في أبو ظبي، من أجل المشاركة في "مهرجان ليوا للرُطب" الذي يحتفي بالنخلة بصفتها شجرة مكرّمة في القرآن الكريم معزّزة في التقاليد العربية والخليجية. وقد تحوّل المهرجان في دورته العاشرة إلى واحد من أهمّ المهرجانات التراثية في الإمارات، وهو يتزامن هذا العام مع قدوم شهر رمضان المبارك، ويستمر حتى 18 يوليو/تموز الجاري، ويلقى الدعم الحكومي الكامل لما يتضمّنه من أبعاد تراثية وثقافية واقتصادية.
يسعى المهرجان إلى إقامة الجسور بين الآباء والأبناء، من خلال ورش الرسم التي تتناول رسم النخيل والواحة، وتعريف فضائل هذه الشجرة الخصبة. وتعمل هذه الورش على غرس القيم والأخلاق عند الأطفال على حد قول عبيد المزروعي، مدير المهرجان، الذي ركّز على مشاركة الأسر المنتجة، وخصّص جناحاً خاصاً لكلّ أسرة في سوق المهرجان من أجل عرض منتجاتها وإظهارها على أتمّ وجه. وما يزيد من فاعلية المهرجان مشاركة الصناعات المستوحاة من التراث والبيئة، والمشغولات والأكلات الشعبية التي تلعب فيه المرأة الدور الرئيس إذ تعتمد الحرف اليدوية عليها بالدرجة الأولى.
وقد نجح هذا المهرجان في إعادة الحياة إلى ليوا، وأنعش الحياة الصحراوية في سوقها، إذ يتوفّر في السوق نحو 160 محلاً تستفيد منه 306 أسرة إمارتية، تعرض منتجاتها المصنوعة من النخيل مثل: الصرود والمخرافة والجيفر والحصير والمشب واليراب، وهي منتجات قديمة من خوص النخيل، فضلاَ عن صناعة الحلويات الشعبية ذات النكهة الإمارتية الخاصة، المعدّة من التمر والدبس إضافة إلى الرطب بكلّ أنواعه، ولا يتوقّف الأمر عند ذلك، بل يتعلّم الجيل الجديد في المجالس أو الورش هذه الصناعات، ويتمّ انتقالها من الآباء إلى الأبناء في روح تعتمد على الابداع والمهارة.