ووافقت دولة قطر على الإجماع العربي، لكنها تحفظت على اختيار أبو الغيط أميناً عاماً آنذاك. وقال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريح صحافي في هذا الصدد، إن موقف بلاده "يعود لأسباب تتعلق بشخص أبو الغيط وليس اعتراضاً على كونه مصرياً"، مضيفاً في تصريح لوكالة الأنباء القطرية يومها: "ندرك أن الأمين العام للجامعة أمين عام لكل الدول العربية، لذلك نتمنى أن يكون هناك شخص توافقي، ونتطلع لأن يقوم بالاضطلاع بمسؤولياته بحيادية، وأن تكون له إجراءات من شأنها إزالة التحفظات".
ولم يخف أبو الغيط، منذ اختياره أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، رغبته في زيارة قطر، ضمن الجولات التي قام بها إلى عدد من الدول العربية، وكان آخرها في شهر فبراير/ شباط الماضي، حين رد على سؤال بهذا الشأن لفضائية مصرية بتأكيد أنه طلب زيارة قطر أكثر من مرة إلا أنه لم يتم الرد عليه.
ووفق وكالة الأنباء القطرية "قنا"، فإن أبو الغيط أطلع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال لقائه به أمس الإثنين، على آخر الاستعدادات والترتيبات المتعلقة بالقمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين المقرر عقدها في الأردن أواخر شهر مارس/ آذار الحالي. ووصف محلل سياسي قطري زيارة أبو الغيط للدوحة بأنها "زيارة بروتوكولية". وقال لـ"العربي الجديد"، إنه "درج العرف أن يقوم الأمين العام لجامعة الدول العربية بهذه الزيارة قبل أي قمة عربية لإطلاع القادة العرب على جدول الأعمال والترتيبات الخاصة بالقمة، وزيارة أبو الغيط للدوحة لهذا الغرض، وجرى استقباله بوصفه الأمين العام للجامعة العربية".
وكانت قطر قد سددت، مطلع شهر مارس الحالي، حصتها المالية في الموازنة الجديدة لجامعة الدول العربية، والبالغة مليونين وتسعمائة وثمانية وثلاثين ألفاً ومائتين وخمسة وثمانين دولاراً أميركياً. وقال المندوب القطري لدى جامعة الدول العربية، سفيرها لدى القاهرة، سيف المقدم بوعينين، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إنه "سلّم الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط"، خلال لقائه معه بمقر الأمانة العامة للجامعة "شيكاً بالمبلغ، يمثل كامل حصة قطر بموازنة الجامعة". وأوضح أن حرص قطر على تسديد حصتها يعكس مدى التزامها وإيمانها بدفع مسيرة العمل العربي المشترك بما يحقق المصالح المشتركة للأمة العربية.
ويعود تحفظ الدوحة على اختيار شخص أبو الغيط أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، إلى المواقف السياسية التي اتخذها إبان وجوده كوزير للخارجية في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ولعل أبرزها إفساده القمة العربية الطارئة التي دعت إليها الدوحة خلال ترؤسها القمة العربية الخاصة بنصرة الشعب الفلسطيني، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008 - 2009. ولقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور لأبو الغيط، يكشف فيه اعترافه بإفساد القمة العربية الطارئة التي كان من المقرر أن تعقد في الدوحة لنصرة الشعب الفلسطيني، بسبب عدم رغبة الرئيس المخلوع حسني مبارك حينها في تولي قطر مساعدة الشعب الفلسطيني، حيث كشف سر عدم اكتمال نصاب القمة في حينه، وهو الأمر الذي كان أمير دولة قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد تحدث عنه في مستهل "قمة غزة الطارئة"، من دون أن يشير إلى الدولة التي تمنع اكتمال النصاب، بالقول: "ما إن يكتمل النصاب لعقد القمة العربية الطارئة حتى ينقص، فحسبنا الله ونعم الوكيل".