قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم السبت، أن "الإشارات القادمة من الإدارة الأميركية الجديدة، تعبّر عن توجهاتها في التصدي للإرهاب، بكافة صوره، بما يتفق مع المصالح والأهداف العربية"، وأنّ موقفها من بعض القوى الإقليمية، المتدخلة في الشؤون العربية "يُعد إيجابياً"، معتبراً أن "الوقت ما زال مُبكراً للحكم على مُجمل توجهات إدارة ترامب أو مواقفها من العالم العربي".
ورأى أبو الغيط خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني للبرلمان العربي، المنعقد بمقر الجامعة العربية، اليوم، أن "المجالس النيابية العربية تعد ركيزة أساسية للدولة الوطنية الحديثة، ولا ينبغي أن تكون مجرد مظهر ديكور أو كيانات تجميلية، حتى لا تصير الدول أقل مناعة، وأكثر عرضة للاضطراب".
وأشار إلى أن التهديدات التي تواجه الدول العربية "تتعاظم كل يوم في حدتها، وتتصاعد في خطورتها، لضرب كيانات الدول، واستهداف شرعيتها، وبقائها ككيانات سياسية موحدة ومستقرة"، لافتاً إلى أن الحكم الرشيد "يُمثل الحصن الأهم في مواجهة خطورة هذه التهديدات، والحفاظ على علاقة سليمة وصحية بين الحكام والمحكومين".
وشدد الأمين العام على أن "القضية الفلسطينية لا تزال العنوان الرئيسي على أجندة الاهتمامات العربية، خاصة أن الحكومة اليمينية في إسرائيل تنتهز فرصة التشويش الحادث على الساحة الدولية، لتمعن في الاستيلاء على الأرض، واستكمال مشروعها الاستيطاني، الذي يقوض احتمالات تحقيق حل الدولتين، ويُصعب من إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القُدس الشرقية"، وفق قوله.
ونوّه بإجماع الإرادة الدولية على إدانة هذا النهج الإسرائيلي، واعتبار المستوطنات خروجاً على القانون، بحسب القرار التاريخي رقم 2334، الصادر عن مجلس الأمن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومؤتمر السلام الذي عُقد في باريس الشهر الماضي، وحضره ممثلون عن أكثر من سبعين دولة، وجدد التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع.
ودعا أبو الغيط المجالس والبرلمانات العربية إلى الإبقاء على قضية فلسطين حية، وتكثيف جهودها في إطار الدبلوماسية البرلمانية مع نظرائها من البرلمانات الدولية، لتأكيد مطالب الشعب الفلسطيني في المحافل والمؤتمرات البرلمانية الدولية، خاصة مع عدم تعارض الدبلوماسيتين الحكومية والبرلمانية، فالأخيرة موازية للأولى ومُكملة لها.
وأضاف "هناك حالة غير مسبوقة من التكالب على العالم العربي من جانب قوى إقليمية تستغل الفوضى التي ضربت بعض ربوعها، وتعميق التفكك عبر تبنيها لمشروع طائفي يُقسم الأوطان على أساس الهوية الدينية، ويبث فيها بذور الشقاق والاحتراب (إشارة إلى إيران)، وأنه من واجب الشعوب العربية، قبل الحكومات، مواجهة هذه المُخططات التخريبية التي تستهدف استقرارها".