أبطال منسيون.. ناجي كامل

28 يناير 2015
الشباب المشارك في ثورة يناير حاصره الإحباط
+ الخط -

ناجي كامل.. عضو ائتلاف شباب الثورة سابقا، ومن مؤسسي حركة "شباب من أجل العدالة والحرية"، شاب في العقد الثالث من العمر، زوج وأب، حلم بوطن نظيف يربي أبناءه على أرضه من دون خوف من طاغ أو فاسد.. شارك في ثورة 25 يناير بكل ما أوتي من قوة، أملا في أن يبنى بلدا آمنا.. يروي لـ(جيل العربي الجديد) أحداث ثورة تحاكى عنها العالم أجمع.

"بعد مرور أربعة أيام على اندلاع الثورة، وبالأدق يوم 29 يناير/كانون الثاني، قررنا أن ننشىء إذاعة تدعم وتحشد المزيد من المعتصمين بخلاف الدفاع السياسي عن وجودنا في الميدان، ومن ثم اُخذت المبادرة لتكوين الإذاعة. وضعنا الإذاعة في بادىء الأمر على ناصية شارع محمد محمود، حينها كانت الاشتباكات بين المتظاهرين ووزارة الداخلية مستمرة، فاضطررنا لنقلها أمام شارع طلعت حرب، وتحديدا أمام مطعم كنتاكي. قمنا بتحديد فقرات أساسية للإذاعة، على رأسها الهتافات الحماسية من حين لآخر، ثم كلمات يلقيها بعض من الشخصيات العامة المشاركة في الاعتصام، من منطلق تحفيز المعتصمين ودعمهم، بخلاف إذاعة الأخبار عما يدور من حراك شعبي في المدن والمحافظات خارج الميدان، نظرا لما كان يبثه الإعلام المصري من عمليات تحريض ضد المعتصمين".

وأوضح ناجي أنه "بدءا من 30 يناير/كانون الثاني إلى الأول من فبراير/شباط، كانت الإذاعة مسؤولة بشكل كبير وأساسي عن نقل الأخبار للمعتصمين ودعمهم معنويا بإخبارهم أن هناك تحركات قوية من قبل العمال الذين أعلنوا العصيان في مصانع عدة".

وأضاف: "كنت المسؤول الأول عن منصة الإذاعة، وكنت أقوم بين الحين والآخر بإبلاغ المعتصمين عما يحتاجه المستشفى الميداني أو اللجان الشعبية بطلب متطوعين لمساندة اللجان الشعبية عند البوابات، في حالة التعرض لهجمات من قبل بلطجية أو (مواطنين شرفاء) كما كنا نلقبهم وما زلنا، أو استغاثات لإسعاف المصابين، والحاجة لأطباء"، مضيفا: "الخطابات أيضا كانت متنوعة، فكان هناك خطاب سياسي ودعائي وبعض الأوقات خطابات حماسية".

وأكد ناجي أن "عدد المعتصمين بعد موقعة الجمل ازداد واستقر، وهنا بدأت المنصة تلعب دورا أهم حيث قامت بعض الزميلات بتخصيص مكان للإعاشة، أسفل المنصة لتسهيل عملية توزيع الطعام على المعتصمين، فضلا عن تلقينا التبرعات العينية مثل البطاطين والطعام وكميات من لفافات المشمع في محاولة لتخفيف تأثير الأمطار والريح".


تنحي مبارك..

وأضاف ناجي خلال حواره: "قبيل التنحي ازداد الحراك الشعبي في الشوارع والمدن، مما دفع الجيش حينذاك لإعلان موقفه المنحاز للشعب المصري، ولكن هذا الموقف كان من أجل مصلحة المؤسسة العسكرية، وليس إيمانا منها بأن ما يحدث هو ثورة، فلم يكن هناك مفر من ملايين المعتصمين من الشعب سوى الانحياز لمصلحته، وإيهام المعتصمين بدعم المؤسسة الكامل للمتظاهرين، وهنا وقعنا في قبضه حكم العسكر، أو ما أسموها بالفترة الانتقالية".

ويرى ناجي أن سبب الوقوع في براثن حكم العسكر هو عدم توحد المعتصمين على مطالبهم بعد توحدهم على مطلب رحيل مبارك، وهذا كان مدخلا قويا كي يفرض العسكر سيطرته على الحكم. "تراءى لنا فيما بعد أن رحيل مبارك هو انتهاء للثورة، وأن الهيمنة فيما بعد تذهب بالتبعية لدولة العسكر، ففي اليوم التالي بعد التنحي اجتمعنا بعدد من القوى الثورية، وكان التصويت على قرار استمرار الاعتصام من عدمه، ولكن الغالبية ذهبت لتأييد قرار الانسحاب وإنهاء الاعتصام. وقتها كان أول تدخل للشرطة العسكرية لفض الميدان من المعتصمين، وبالفعل ألقي القبض على عدد من المعتصمين والاستيلاء على البطاطين والطعام والخيام".


30 يونيو..

يقول عن تلك المرحلة: "في فترة حكم مرسي كانت هناك الكثير من الأخطاء السياسية ارتكبتها الجماعة، فضلا عن تسببها في ضياع فرصة أن يحكم هذا البلد رئيس مدني، ولكني أعلنت موقفي، والذي كان متفقاً أيضا مع مواقف القوى الثورية، وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ورفض سيطرة العسكر مرة أخرى على الحكم".


3 يوليو..

"في هذه الفترة، كان هناك تغاضٍ عن عودة الفلول إلى الساحة السياسية، ودعواتهم للنزول لإسقاط حكم الإخوان، فكانت هناك بعض الآراء التي تدور حول فكرة (دعونا نسقط الإخوان الآن ثم نلتفت للفلول)، ولكني أفصحت للجميع أن هذا التوجه خاطئ، ومن ثم أقيم التحالف مع العسكر، من قبل الفلول، وأيضا من قبل بعض المؤيدين لهذه الفكرة. هنا أعلنت رفضي القاطع للتفويض"،  مفسرا ذلك بأن "من سيقبل التفويض على القتل والتعذيب في السجون للإخوان، سيفوض فيما بعد على قتلنا نحن الثوار، ففي النهاية نحن والإخوان معا أعداء لنظامهم".


فض رابعة..

"أعلنا من خلال (حركة شباب العدالة والحرية) رفضنا الصارم لفض اعتصام رابعة العدوية، معلنين أنه من حق الإخوان أن يعتصموا، بالرغم من اختلافنا معهم سياسيا، ولكننا في نهاية المطاف ضد قتلهم. وبالتوازي مع كل تلك الأحداث، فإن الشباب المشارك في ثورة يناير حاصره الإحباط، فمن بعد رحيل مبارك لم يلقَ الشباب سوى ضربات متوالية على رأسه من جميع الاتجاهات، بخلاف الاعتقال والقتل والتخوين، فضلا عن التهميش والاستبعاد من قبل قيادات الأحزاب المدعين أنه من حق الشباب أن يأخذ فرصته، ثم يفاجئون بسيطرة النخبة على المناصب".

وجاءت خاتمة لقائنا بأن "هناك كلمة أخيرة أود أن أوجهها بخصوص ذكرى الثورة، إلى كل القوى الثورية: اتحدوا، ابنوا من جديد ظهيراً شعبيّاً والتفتوا بعناية إلى الشباب المحبط، وافتحوا للمواطن البسيط نافذة أمل جديدة، وأخيرا ابحثوا من جديد أين ذهب شباب الثورة".


*مصر

المساهمون