أبرز عشرة إنجازات تقنية علمية في 2016

08 يناير 2017
+ الخط -

في كل سنة تُصدر مجلة MIT Technology Review التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) قائمة بأفضل عشرة إنجازات تقنية علمية لتلك السنة. تُعرّف هذه القائمة الابتكارات المتطورة من السنة الفائتة من كل أنحاء العالم، والتي تمكّنت من حل بعض المشاكل الخطيرة أو قدّمت طرقاً جديدة كلياً لاستخدام التكنولوجيا. فهذه التقنيات ستأخذ الأهمية الكبرى على مدى السنوات المقبلة في حياتنا.


الهندسة المناعية
خلايا مناعية معدّلة وراثياً للقضاء على السرطان.. بدأت شركة سيليكتس (Cellectis) بتطوير طريقة للتعديل الوراثي تسمح بتعديل مورثات الخلايا التائية، وذلك منذ عام 2011، عندما وجدوا طريقة للتحكم بالخلايا التائية في الجسم. هذه الخلايا تعرف بأنها الخلايا القاتلة في الجهاز المناعي، فهي تستطيع الزحف في الجسم والأوعية الدموية، واستشعار الخلايا الغريبة والشاذة، وحتى قتلها.

"تمتلك الخلايا التائية قدرة كبيرة على القتل. لكن هناك شيئاً لا يمكننا القيام به، ألا وهو حقن خلايا تائية من السيد (س) في جسم السيد (ع)، لأن تلك الخلايا ستتعرف على خلايا السيد (ع) كأنها غريبة وتبدأ بمهاجمة كل الخلايا، ليذوب المريض. لكن قمنا عن طريق التعديل المورثي، بإزالة هذا الخطر بشكلٍ كامل تقريباً، وبذلك سنعيد الأمل للجميع!" - أندريه شاوليكا، المدير التنفيذي لشركة سيلليكتيس.


تعديل جيني دقيق للنباتات
طريقة موروثية سهلة ودقيقة لتعديل موروثات النباتات للحصول على أصناف مقاومة للأمراض ومتحمّلة للتجفاف. تدعى هذه الطريقة باسم CRISPR وتقدّم إمكانية تعديل المورثات النباتية بدقة تامة من دون ترك أي مخلفات لجزيئات الحمض النووي DNA.

وتأتي أهمية هذه التكنولوجيا من حاجتنا الماسة إلى زيادة الإنتاج الزراعي لسد احتياجات عالمنا المتزايدة، والذي يتوقع أن يصل تعداده إلى 10 مليارات نسمة مع حلول عام 2050.

وبسبب قدرة هذه الطريقة على تجنيب النباتات الخضوع للعملية التنظيمية الرقابية المرتبطة بالطريقة التقليدية في التعديل الوراثي التي تدعى بـ"الكائنات المعدلة وراثياً (GMOs)"، فهي سهلة للغاية، إذ بدأت بالانتشار بشكل واسع حول العالم.

فعلى سبيل المثال، بدأ مختبر في الصين باستخدام هذه الطريقة لإنتاج قمح مقاوم للفطور، بالإضافة إلى بعض المجموعات الأخرى هناك، والتي تستخدم التقنية تلك على الأرز لزيادة محاصيله.


واجهات التخاطب الآلية
طريقة جديدة من عملاق الإنترنت الصيني لتسهيل استخدام الهواتف الذكية.

قامت شركة بايدو الصينية، والتي تعتبر الرد الصيني على شركة غوغل بتطوير واجهة تخاطب جديدة للتعرف على الأصوات بشكل دقيقٍ للغاية، وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي توصلت إلى نظام قوي ومبتكر للتعرّف الصوتي يدعى التخاطب العميق 2 (Deep Speech 2). ويستطيع هذا النظام تعلّم ربط الأصوات مع الكلمات والجمل عن طريق تغذيته بملايين الأمثلة من الكلام والأحاديث المسموعة.

وفي الحقيقة، وجد الباحثون القائمون على هذا النظام أن باستطاعته التعرف على مقاطع من اللغة الصينية "الماندرين" بدقة تفوق قدرة الأشخاص حتى! فهدف هذا النظام تسهيل التواصل مع الهاتف المحمول وتسريع تلك العملية، إضافةً إلى طرح واجهة يمكن تعليمها اللغات المختلفة لتصبح مع الوقت واجهة عالمية.


صواريخ يمكن إعادة استعمالها
بدء عصر جديد من السفر الفضائي.. أطلقت الكثير من الصواريخ إلى الفضاء في السنوات الماضية، لكن لم يعد أي منها، فجميعها كانت تدمر في الفضاء بعد أن تتم مهمتها. لكن الآن أصبح باستطاعتها أداء مهمتها في الفضاء ثم العودة والهبوط بشكلٍ نظامي، ليعاد تزويدها بالوقود للرحلة القادمة.

وبالطبع فإن ذلك سيخفف تكاليف الطيران إلى الفضاء ويفتح آفاقاً جديدة كلياً للرحلات الفضائية، ولعل أهم الشركات التي لعبت دورا هاما في هذه السياق هي شركة ايلون ماسك، SpaceX، والتي أطلقت الكثير من الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية. ونجحت هذه الشركة في تجربة هبوطٍ قامت بها سابقا.


روبوتات تستطيع تعليم بعضها بعضاً
كثير من المهام البسيطة التي يريدها الإنسان من الروبوتات ليست ممكنة الآن بسبب عدم قدرتها على التعامل مع الأغراض الشائعة. فالإنسان يستطيع أن يطوي ثيابه أو أن يحمل كأساً من الماء، وذلك لأنه خضع سابقاً إلى "عملية جمع كبيرة للبيانات"، والتي تعرف باسم "الطفولة"!

ولتستطيع الروبوتات القيام بهذه الأمور فهي بحاجة إلى قاعدة بيانات كبيرة تستقي منها معارفها، وهذا هو الهدف من مشروع ستيفاني تيلليكس، الأستاذة المساعدة في جامعة براون. إذ يهدف هذا المشروع إلى جعل الروبوتات حول العالم تتعلّم كيف تتعامل مع الأغراض البسيطة من الصحون إلى الخضار وما إلى ذلك، ثم تقوم برفع هذه البيانات إلى سحابة إلكترونية، وتسمح بعدها لبقية الروبوتات بتحليل هذه المعلومات واستخدامها، مما يسمح بتطور الروبوتات بشكلٍ سريع دون الحاجة إلى برمجة كل روبوت بشكلٍ منفصل.


متجر للحمض النووي على شبكة الإنترنت
طريقة سهلة لتحليل المعلومات الجينية الخاصة بك.. ستقدّم هذه الفكرة الجديدة لترميز الحمض النووي البشري (DNA) طريقة سهلة ورخيصة للوصول إلى المعلومات الجينية الخاصة بك عبر شبكة الإنترنت.

طرحت هذه الفكرة شركة هيلكس، والتي تتضمن جمع عينات من لعاب أي شخص سيشتري تطبيق الحمض النووي، ثم تحليل مورثات المستهلك وترميزها ليتمكن مطورو البرامج لاحقا من الوصول إليها إذا ما أرادوا تطوير برامج مبنية على تلك البيانات يمكنها عرض معلومات عن المخاطر الصحية الخاصة بكل شخص.

فالجينات الخاصة بكل شخص تحدد الكثير من المعلومات المرتبطة به، بما في ذلك احتمالية إصابته ببعض الأمراض والمخاطر الصحية التي تهدده.


لوحات شمسية رخيصة توفّر طاقة هائلة
تقوم شركة سولار سيتي (Solar City) بإنشاء مصنع هائل بالقرب من نهر بوفالو، قادر على تصنيع 10,000 لوحة شمسية باليوم، أو بعبارة أخرى غيغا وات واحد سنويا من الطاقة. وسيكون هذا المصنع الأكبر في أميركا الشمالية وواحداً من أكبر المصانع في العالم.

وتأتي ميزة اللوحات الشمسية هذه من كونها تخضع لعملية تصنيع سهلة، بسيطة، ومنخفضة التكاليف. وفي هذا الوقت الذي تتطور فيه التكنولوجيا بشكلٍ كبير، خاصة في ما يتعلق بالطاقات البديلة، نحن بحاجة إلى تقنيات أرخص وأكثر فعالية لاستخدامها بدلاً من الوقود الأحفوري.


خدمة تغيّر طريقة التواصل في مكاتب العمل
يعرف نظام التواصل داخل المكتبي، Slack، بأنه أسرع نظام للتواصل في بيئة العمل شهده العالم. فهو نظام تواصل سهل الاستخدام وبدأ يحل محل الطريقة التقليدية المتبعة في المكاتب والشركات، ألا وهي البريد الإلكتروني.

وتأتي أهمية هذا النظام من أنه يقوم بوضع كل الأشخاص الذين يعملون معا ولو كانوا في بلدان مختلفة ضمن "مجرى" واحد، مما يسمح بحدوث تأثير "براد الماء"، والذي يتيح للزملاء التحدث وسماع الأخبار من بعضهم البعض بالمصادفة كما لو أنهم كانوا متجمعين بالقرب من براد الماء الموجود في المكتب، والذي وجد أنه يحسن الإنتاجية بشكلٍ كبير. فهذا بالطبع غير متوفر عند التواصل عبر البريد الإلكتروني.


سيارة تسلا ذات التحكم الآلي
لا يمكننا الحديث عن أهم الإنجازات في عام 2016 دون الحديث عن حزمة التحديثات الجديدة التي أطلقتها شركة تسلا، والتي مكنت السيارات الكهربائية الخاصة بها من التحكم بسرعتها، والتوجه ضمن الممرات الطرقية وتغييرها، بالإضافة إلى قدرتها على الركن الآلي. وتأتي أهمية هذه الحزمة من قدرة السيارة على القيادة الآلية بأمان في مختلف الظروف، مما يساعد على تخفيف الحوادث، فالحوادث الطرقية التي يتسبب بها الإنسان نتيجة الخطأ أو قلة الانتباه تقتل الآلاف من الناس في اليوم عبر العالم.


طاقة كهربائية من الهواء
نمتلك جميعنا هواتف محمولة، ولعلنا نعاني جميعاً من مشكلة الشحن، وانقضاء عمر البطارية بعد فترة محددة، ومن هنا تأتي فكرة هذه التقنية.

تمكن هذه التقنية الأجهزة اللاسلكية من إعادة توظيف موجات الراديو القريبة منها، مثل موجات شبكات الإنترنت اللاسلكية (Wi-Fi) لتغذي نفسها بالطاقة الكهربائية دون الحاجة إلى مصدر كهربائي تقليدي. فالأجهزة التي ستستخدم هذه التقنية، ستمتص الطاقة من الموجات المحيطة بها في الهواء وتحولها بما يتناسب مع حاجتها.

وتأتي أهمية هذه التقنية المبتكرة من قدرتها على تحرير الأجهزة من قيود البطاريات وحبال الكهرباء مما يفتح آفاقا جديدة لاستخدام هذا النوع من الطاقة في المستقبل.

وبعد اطلاعنا على هذه القائمة لأفضل التقنيات المبتكرة من السنة المنصرمة، علينا ألا ننسى أن التقدم العلمي الهائل الذي حققه الإنسان منحه القدرة على التحكم بمناح مختلفة من العالم الطبيعي ليوفر للإنسان ما يحتاج إليه، لكنه وفي الوقت نفسه جعلنا نشعر بالضعف أمام قرار صعب يتعلق بالطريقة المثلى لاستخدام التكنولوجيات الجديدة، فيمكننا استخدامها بالخير والشر.

فالمشكلة ليست في ابتكاراتنا ولا تقنياتنا الحديثة، بل في الأشخاص المستخدمين والمطورين لها، وسلوكهم وعاداتهم. فما يجب أن يقلقنا صراحة في عصر التكنولوجيا والمعلومات، هو التغير الذي أصاب الناس في هذا العصر لا التطور العلمي!

المساهمون