أبرز انهيارات أسعار النفط خلال 34 عاماً

09 مارس 2020
+ الخط -
انهارت أسعار النفط فجأة اليوم الاثنين، بنسبة 30% مسجلة نحو 32 دولارا لبرميل نفط خام برنت وذلك بعد فشل اتفاق أوبك+ لخفض الإنتاج وقرار السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم زيادة إنتاجها من الخام وخفض أسعاره بدءا من شهر إبريل/نيسان المقبل.

ولم يكن الانهيار الذي شهدته أسعار النفط اليوم، الأول في تاريخ الخام، بل سبقته حالات مشابهة خلال العقود الأخيرة، ارتبط بعضها بأزمات اقتصادية عالمية بينما ارتبط بعضها الآخر بالتنافس وعدم التنسيق بين منتجي النفط.

وكما شهدت الأسعار ارتفاعات كبيرة نتيجة أزمات عالمية أيضا أشهرها الحروب أو التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، فإن الانخفاضات المفاجئة كانت في كثير من الأحيان مرتبطة بأحداث أو دول بعينها في المنطقة.

ففي عام 1973 وبعد الحظر النفطي الذي فرضته السعودية والدول المصدرة للنفط وما سببه من صدمة نفطية رفعت سعر الخام من نحو 3.6 دولارات للبرميل عام 1973 إلى نحو 10 دولارات عام 1974 ثم 29 دولارا عام 1979 مع قيام الثورة في إيران ثم نحو 39 دولارا في عام 1981 وبعد عام واحد من اندلاع حرب الخليج الأولى (الحرب العراقية الإيرانية).

وتستمر الارتفاعات تأثرا بأحداث ساخنة في المنطقة والعالم، أبرزها حرب الخليج الثانية (حرب تحرير الكويت) عام 1991 لتدور بين 1991 و1997 حول العشرين دولارا، ثم ترتفع مع حرب الخليج الثالثة (احتلال العراق 2003) ثم إعصار كاترينا في خليج المكسيك عام 2005 حتى وصل سعر البرميل في أوائل عام 2008 إلى نحو 147 دولارا للبرميل، قبل أن يهبط مرة أخرى بسبب الأزمة المالية العالمية.

وارتفع النفط مرة أخرى مع ثورات الربيع العربي والأحداث المرتبطة به في المنطقة بين عامي 2011 و2014 حتى تخطى سعر البرميل 115 دولارا قبل أن يبدأ رحلة الهبوط مرة أخرى بداية من نهايات 2014 وبدايات 2015 مع محاولات تصحيحية من المنتجين منذ اتفاق أوبك والمنتجين من خارجها في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 والذي بدأ تطبيقه في يناير/كانون الثاني 2017 مع تطوراته المختلفة، حتى انهيار الاتفاق يوم الجمعة الماضية 6 مارس/آذار ثم الانهيار الكبير في سعر النفط اليوم الاثنين.

وهذه أبرز الانهيارات التي تعرض لها سعر برميل النفط خلال العقود الأخيرة:

حرب الأسعار تهوي بالنفط في 1986

بدأت أسعار النفط في التهاوي من السعر الذي وصلت إليه بسبب الحرب العراقية الإيرانية والتي بدأت عام 1980 عندما بلغ 39 دولارا للبرميل عام 1981 قبل أن يبدأ مسيرة التراجع بداية من عام 1982 ليصل إلى نحو 14 دولارا للبرميل ثم 10 دولارات في عام 1986.

وكان للانهيار الكبير عدد من الأسباب تتشابه إلى حد كبير مع ما يحدث حاليا، حيث تراجع الطلب العالمي ونشبت حرب أسعار بين منتجي النفط، وتخلت السعودية عن دورها في ضبط السوق عبر تخفيض الإنتاج لتعلن عن حقها في الدفاع عن حصتها في السوق بعد خلافات مع المنتجين من داخل أوبك وخارجها وأبرزهم الاتحاد السوفييتي حينئذ، لتهوي الأسعار إلى 14 دولارا للبرميل ثم إلى 10 دولارات.

ثم عادت أوبك للاتفاق مجددا في ديسمبر/كانون الأول عام 1986 للتوافق مجددا على تقليص الإنتاج للحفاظ على سعر برميل النفط عند 18 دولارا للبرميل.

الأزمة الآسيوية

أدت الأزمة المالية التي ضربت دول جنوب شرق آسيا عامي 1997 و1998 إلى انخفاض شديد في الطلب على الخام، وهو ما انعكس سريعا على أسعار النفط التي تراوحت أسعارها منذ اتفاق أوبك في 1986 وحتى الأزمة حول العشرين دولارا للبرميل.

ولكن الأزمة الآسيوية هوت بسعر البرميل إلى ما بين 10 و11 دولارا خلال العامين المذكورين.

الأزمة المالية العالمية

نجحت الدول المنتجة للنفط في إعادة الاستقرار لأسواق النفط مرة أخرى والذي شهد صعودا سريعا في الأسعار بداية من عام 2000 وحتى 2008 إذ ارتفعت الأسعار إلى نحو 147 دولارا للبرميل في بدايات 2008، ولكنه لم يدم طويلا ففي نفس العام حدثت الأزمة المالية العالمية والتي امتدت حتى العام التالي 2009 بينما ظلت آثارها على الاقتصاد العالمي لسنوات تالية.

أدت الأزمة المالية العالمية لانخفاض أسعار النفط إلى نحو 40 دولارا للبرميل.

3 سنوات من الهبوط

بعد الارتفاعات التي شهدتها أسعار النفط في الفترة من 2011 إلى 2014 تأثرا بأحداث الربيع العربي والتطوارت المرتبطة به، بدأت الأسعار في الانخفاض في نهايات 2014 لتصل إلى 57 دولارا للبرميل، ليستمر في التراجع حتى يصل في نهاية 2015، عند 30 دولارا للبرميل، وواصل هبوطه مطلع 2016 إلى حدود 27 دولارا، وهو أدنى مستوى منذ 12 عاما.

حرب الأسعار

أدى الهبوط الشديد في أسعار النفط إلى اتجاه منظمة البلدان المنتجة للنفط (أوبك) بزعامة السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم للاتفاق مع المنتجين من خارج المنظمة بقيادة روسيا أكبر منتج للنفط.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 وقعت أوبك وحلفاؤها اتفاقا لخفض إنتاج النفط 1.2 مليون برميل يوميا من بداية 2017 وهو الاتفاق الذي تم تطويره بخفض إضافي ينتهي في آخر مارس/ آذار الجاري إلى 1.7 مليون برميل إضافة إلى 400 ألف برميل طوعا من السعودية.

ودفع فشل تمديد اتفاق خفض الإنتاج لنهاية العام الجاري وتعميقه إلى نحو 3.2 ملايين برميل يوميا، إلى إعلان السعودية خفض أسعار نفوطها وعزمها زيادة غير محدودة في الإنتاج في إبريل/نيسان المقبل لتنخفض الأسعار اليوم بنسبة 30% وليخسر النفط نحو 50% من قيمته منذ بداية العام ويصل سعر خام برنت القياسي إلى نحو 32.5 دولارا للبرميل.
المساهمون