أئمة ووعاظ المغرب يحيون ليالي رمضان في أوروبا وكندا

06 مايو 2019
إمام مغربي يخطب الجمعة بمسجد فرنسي (دومينيك فاغيت/فرانس برس)
+ الخط -


وصلت أفواج أئمة المساجد والقراء والوعاظ والواعظات الدينيين المغاربة إلى عدد من البلدان لإحياء ليالي رمضان في المساجد والمراكز الإسلامية، وهو العمل الذي اعتادت وزارة الأوقاف المغربية الإشراف عليه طيلة سنوات.

وتتوزع الوفود على عدة بلدان، إذ وصل 164 إماماً وواعظاً وواعظة إلى فرنسا، و56 إلى إسبانيا، و24 في هولندا، و6 في السويد، و9 في الدنمارك، و26 في ألمانيا، و62 في إيطاليا، و49 في بلجيكا، و25 في كندا، وواعظ واحد في الغابون.
ويعمل هؤلاء الوعاظ والمرشدون على إمامة الصلاة وإلقاء المحاضرات في المساجد بإشراف من سفارات وقنصليات المغرب في تلك البلدان، وبالاتفاق مع إدارات المساجد والمراكز الإسلامية في تلك البلدان، وبعضها يشرف عليها أشخاص من أصول مغربية.
وأكد مصدر في وزارة الأوقاف المغربية لـ"العربي الجديد"، أن تكرار إرسال هذه الوفود الدينية سنوياً في رمضان إلى دول العالم جزء من السياسة الدينية المغربية التي تُعنى بصيانة المساجد وحمايتها من كل غلو أو تطرف، ودعماً للجاليات المغربية والعربية في الدول الأوروبية، والحفاظ على المبادئ والقيم الإسلامية، وتعزيز الأمن الروحي للمغتربين، وربطهم ببلدانهم الأصلية.
وقال المتخصص في الشأن الديني، إدريس الكنبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المبادرة دأب عليها المغرب منذ سنوات، خصوصاً إلى دول أوروبا للإشراف على الطقوس الدينية في هذا الشهر رمضان".
ورغم أهمية المبادرة على صعيد التواصل الديني وضمان إقامة الشعائر الرمضانية في الخارج، إلا أن الكنبوري يسجل العديد من الملاحظات على المبادرة، أولها أن هناك أشخاصاً يستفيدون كل عام من هذه السفريات، وهو ما يؤشر إلى أن هناك نوعاً من المحسوبية أو تدخلات ووساطات سببها أن هناك مردوداً مادياً يتم التنافس عليه.

وأضاف أن بين ملاحظاته هيمنة تخصصات الدراسات الإسلامية والشريعة على المبعوثين، وعدم انفتاحهم على تخصصات أخرى، والملاحظة الثالثة تتمثل في زيادة عدد الأفواج، والذي يعني أن الحاجة إليهم تتزايد في هذه الدول.
واستهجن الكنبوري كون عدد كبير من الوعاظ لا يعرفون أية لغة أجنبية، وبالتالي ليست لديهم دراية بالواقع الثقافي والديني للبلد الذي يتوجهون إليه، مبيناً أن "فكرة نشر النموذج الديني المغربي شعار فارغ؛ لأنه لا يمكن نشر نموذج عن طريق وسطاء ليس لديهم اطلاع كاف على البيئة الأوروبية وإتقان للغات".