آيتن جاغلار... قافلة خيول من إسطنبول إلى الدوحة

22 فبراير 2019
إسطنبول المحطة الأولى التي افتتح فيها المعرض (العربي الجديد)
+ الخط -
23 لوحة أبدعتها الفنانة التشكيلية التركية آيتن جاغلار، جمعتها في معرض سمته "الجواد... أجنحة الفارس التركي"، تستضيفه "كتارا" في الدوحة حتى 26 فبراير/ شباط الحالي، وكل لوحة تحكي قصة تاريخية تصور جانباً من ثقافة حب الخيل التي لازمها الأتراك منذ العهد العثماني، وما زالوا يحافظون عليها. وركزت جاغلار على تبيان خصائص تلك الخيول وأجناسها وسلالاتها المتميزة.

ما دلالات التسمية وماذا يعني العنوان "الجواد.. أجنحة الفارس التركي"؟
العنوان أُطلق قبل نحو ثماني سنوات، وهو اقتباس لقول الشاعر التركي محمود الكشغري الذي عاش في القرن 11 ميلادي. يقول في "ديوان لغة الترك" إن الحصان هو الجناح الذي يطير بالإنسان التركي نحو الآفاق.

وكان الأتراك أول من استأنس الخيول وامتطاها منذ القدم، واستخدموها في السلم والحرب والحل والترحال، حتى أطلق عليهم البعض "سادة الخيول". وورد في كثير من الملاحم والأساطير أن "قوة الحصان مستمدة من الإله، وهو أقرب صديق لصاحبه، وشريكه في النصر وأغلى ما يمتلكه المرء".

وقبل 10 سنوات أخبرت المصممة، بيستي غورسوي، عن رغبتي في رسم الجواد؛ فبحثت عن المجال الذي يمكن أن أغوص به في عالم الخيول، وحددت عدد اللوحات ومقاساتها، وألفت كتاباً حول الموضوع بعد أن أجريت بحوثاً أخذت وقتاً امتد لثلاث سنوات، أما المشروع الكامل فاستغرق ثماني سنوات.

إذن هو مشروع وليس مجرد معرض، فهل يقتصر على 23 لوحة تجسد الخيل؟
إن محبة الأتراك للخيول واحترامهم لها وثقتهم بها محفورة كنقوش، والكتابات الجدارية العائدة إلى عهود سحيقة نقلت إلينا تلك العلاقة المتميزة بين الفارس التركي وجواده، عن طريق النصوص الأدبية والأهازيج والأغاني التركية، وساهم الجواد التركي الأصيل بسرعته وقوته وشجاعته في إنقاذ الأتراك من كثير من المآزق والحفاظ على وحدتهم.

يحمل المشروع موضوعين رئيسيين، هما الخيل التركي الأصيل، والثاني أهمية الجواد لدى السلاطين العثمانيين، فالأتراك عموماً تعلقوا بالجواد لدرجة العشق، وكانوا يزينونه بالقطع الذهبية والمجوهرات النفيسة. ولكل سلطان لوحة تجسد مدى الشغف بالخيل، فالسلطان العثماني مراد الرابع (1623- 1640) اهتم بتربية الخيول، وكان لديه عدد من الإسطبلات، لدرجة أن السلطان مراد أوصى بأن يدفن جواده بجواره، ما يدل على المكانة الكبيرة التي كان يتمتع بها الخيل لدى السلطان مراد، وثمة لوحة عن السلطان سليمان القانوني (1520 – 1566) الذي كان حبه لزوجه هُرّم، المعروفة بـ"خُرَّم سلطان"، كما تُعرف أيضاً باسمها الأصلي "روكسيلانا"، ذائع الصيت، ولكنه سمى جواده العشق تيمناً بعشقه لـ"هُرّم"، أما السلطان سليم الأوَل (1512- 1520)، فقد سافر إلى مصر والحجاز، راكباً الجواد العربي، ما يؤكد الاهتمام بالخيول الأصيلة عموماً وليس التركية فحسب، وهناك لوحة تتحدث عن ذلك.



لماذا اخترت الدوحة لهذا المعرض، وهل ثمة عواصم ومدن أخرى سينتقل إليها المعرض؟
إسطنبول كانت المحطة الأولى التي افتتح فيها المعرض قبل نحو عام، واستقطب أكثر من 15 ألف زائر خلال أسبوعين، والدوحة هي المحطة الثانية، وذلك بالتعاون مع شركة مزايا لتنظيم المعارض والمؤتمرات بالاشتراك مع مؤسسة حوار الفنون والثقافات في إسطنبول IKASD، وباستضافة الحي الثقافي "كتارا".

الدوحة هي أول مدينة يقام فيها المعرض خارج تركيا، واخترناها لأن المجتمع القطري شغوف بالخيل، وبالتالي يقدر قيمة المشروع بشكل عام واللوحات بشكل خاص، وكان الحضور جيداً رسمياً وشعبياً، ولا سيما يوم الافتتاح.

نخطط للطواف على دول آسيا الوسطى، كازاخستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وتركستان، والانطلاق إلى العالم، لأن المشروع استغرق جهداً ووقتاً يصلان إلى عشر سنوات، ونرغب في إطلاع الناس في مختلف البلدان على أهمية الجواد التركي عبر الزمن.

المساهمون