وفي مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، شيع آلاف الفلسطينيين جثماني الشهيدين محمد تنوح، من بلدة تقوع شرقي المدينة، وعبد الله طقاطقة، من قرية مراح معلا جنوبا، إلى مثواهما الأخير.
وانطلق موكبا تشييع الشهيدين من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي، حيث توجه كل موكب إلى مسقط رأس كل شهيد، إذ شارك أهالي القريتين في التشييعين، في حين ودعتهما عائلتاهما، وسط أجواء حزن وغضب شديدين.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الشهيد تنوح، وانطلقوا عقب ذلك في جنازة مهيبة، حاملين الشهيد على الأكتاف ومرددين هتافات غاضبة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الموجودة في المكان الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز باتجاه المشيعين، وقد أصيب العشرات بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز.
واندلعت عقب التشييع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الموجودة في الشارع الرئيس القريب من البلدة، إذ حضرت قوات جيش وشرطة الاحتلال إلى المكان، بينما انطلق الشبان في مسيرة غاضبة عقب التشييع، وأمطروا الآليات العسكرية بالحجارة.
إلى ذلك، ودّعت عائلة الشهيد عبد الله طقاطقة نجلها، فيما حمل المشيعون الجثمان وأدوا صلاة الجنازة عليه في مسجد القرية، ومن ثم جابوا بجثمانه شوارع القرية وصولاً إلى المقبرة حيث ووري الثرى هناك.
واستشهد تنوح قبل نحو أسبوعين برصاص جنود الاحتلال، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن في منطقة المدارس القريبة من بلدة تقوع، فيما استشهد طقاطقة عند مفترق مستوطنة "غوش عتصيون" المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوبي بيت لحم، وقد ادعى الاحتلال أنه نفذ عملية طعن.
في السياق، شيع الآلاف من الفلسطينيين جثمان الشهيد رأفت الحرباوي إلى مثواه الأخير في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وانطلق موكب التشييع من أمام المستشفى الأهلي بالمدينة، وصولاً إلى منزل عائلته، حيث ودعته العائلة وسط أجواء حزينة، بينما انطلق المشيعون إلى صلاة الجنازة التي أدوها في مسجد الحسين، ومن ثم إلى مقبرة الشهداء حيث ووري الثرى هناك.
واستشهد الحرباوي في 18 يوليو/ تموز الماضي، بعد تنفيذه عملية دهس أدت إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي عند مفترق بيت عينون، شرقي مدينة الخليل، حيث أطلق عليه جنود الاحتلال النار ما أدى إلى استشهاده.
ورفع الفلسطينيون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الوطنية، بينما شارك ممثلون عن المؤسسات وفصائل العمل الوطني وجمع من أهالي القرى والبلدات المجاورة لبلدات الشهداء، فيما رددوا هتافات غاضبة خلال التشييع، دعوا فيها للرد على جرائم الاحتلال ورص الصف الفلسطيني وتوحيده من أجل مواجهة الاحتلال.
وفي سياق مماثل، شيع المئات من الفلسطينيين جثمان الشهيد عامر أحمد خليل الطيراوي في مسقط رأسه قرية كفرعين، شمال غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وانطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي، وصولا إلى قريته، حيث ألقت عائلة الشهيد نظرة الوداع الأخيرة على ابنها في منزل العائلة، فيما نثرت والدته الورود على جثمانه.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الشهيد في مسجد القرية، وانطلقوا عقب ذلك حاملين الشهيد على الأكتاف وجابوا به شوارع القرية وصولا إلى المقبرة حيث ووري الثرى هناك.
واستشهد الطيراوي (33 عاما)، في السادس عشر من يوليو/ تموز الماضي، خلال اشتباك مسلح دار بينه وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من أحد الأبراج العسكرية المقامة على أراضي الفلسطينيين بالقرب من قرية النبي صالح.
وسلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي جثمانه يوم أمس، الجمعة، بعد أن احتجزت جثمانه منذ يوم استشهاده.
في السياق، قالت هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية إن "أربعة شهداء من ثلاث مدن فلسطينية، تم الإفراج عن جثامينهم يوم أمس، وجرى استلامهم كل في مدينته، وذلك تبعا لثمرة جهد يومي بذلته الهيئة لدى جهات الاحتلال الإسرائيلي، حرصا وإدراكا منها لأهمية إكرام الشهداء ومواراتهم ثرى أرض الوطن الطاهر".
وأضافت الهيئة: "فور العلم بقرار الإفراج عن الجثامين، تولى مدراء الشؤون المدنية في المدن الثلاث مهمة إتمام العملية، حيث تم إبلاغ ذوي الشهداء وعائلاتهم وإبلاغ المحافظين وإجراء كافة الترتيبات مع الهلال الأحمر الفلسطيني لنقل الجثامين الى المستشفيات الفلسطينية للتعرف عليها من قبل الأهل وإتمام إجراءات الطب الشرعي، وقد واكب مدراء مكاتب الشؤون المدنية وطواقم الهيئة العملية".