شهدت عدة مدن دنماركية، مساء أمس الثلاثاء، مظاهرات ومسيرات دعت إليها لجنة "مرحباً باللاجئين".
وفي العاصمة كوبنهاغن على وجه الخصوص، خرج أكثر من 20 ألف مواطن دنماركي، بحسب تقديرات شرطة العاصمة، في مسيرة مسائية انطلقت من مكاتب دائرة الأجانب في اوستربرو، رافعة شعارات مؤيدة لاستقبال اللاجئين ومطالبة بـ"معاملة محترمة للمهاجرين".
واستمر توافد الآلاف في مسيرة باتجاه البرلمان الدنماركي، بعد أن قطعت شوارع عدة في العاصمة وأدت لتوقف السير في بعض شوارعها بعد تزايد أعداد من لبى الدعوة التي انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي.
المتظاهرون الدنماركيون في كوبنهاغن انطلقوا بذات الوقت الذي شهدت فيه مدينة آرهوس، العاصمة الثقافية للبلاد، ومدن أودنسة وألبورغ، تحركات شارك فيها الآلاف رافضين سياسات اليمين ويمين الوسط المتشددة بحق اللاجئين والمهاجرين، وعلى خلفية قرارات صارمة في منح اللجوء من ناحية والاتفاق على تصعيب عملية الحصول على الجنسية الدنماركية لعشرات آلاف المهاجرين الذين أقاموا في البلاد لعقود عدة.
الداعون لهذه التحركات الشعبية، وبعضهم من تكتلات يسارية كحزب اللائحة الموحدة، قالوا لـ"العربي الجديد": "تحركاتنا اليوم، وفي قادم الأيام، ترسل رسالتين واحدة لهذا اليمين بأن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ والثانية لمواطنينا من خلفيات ثقافية أخرى بأننا لن نترككم وحدكم وعليكم الانخراط في حراكنا لرفع أصواتكم كمواطنين بنفس الدرجة".
من جهة ثانية، قال هانس يورغن، من لجنة "مرحباً باللاجئين" لـ"العربي الجديد": "تحركاتنا تحاول أن تثير انتباه مواطني الدنمارك إلى أنه ليس بالتشديدات يمكن استقبال مضطهدين لاجئين فروا من الحروب والملاحقة. ولا نريد أن تكون صورة الدنمارك والدنماركيين هي فيما تقدم عليه ستويبرغ (إنغ ستويبرغ هي وزيرة الدمج) وإعلاناتها المنفرة في الصحف العربية".
ولوحظ مساء الثلاثاء، بدء بعض النخب الدنماركية النزول إلى الشارع ومشاركة المتظاهرين المحتجين، كمشاركة مدير الأبحاث في مركز حقوق الإنسان، توماس هانسن، ومديرة نقابات المرشدين الاجتماعيين في البلديات، مايبريت بيرلان، ومديرة مؤسسة الطفولة، ستينا بوسا.
ويعتبر بعض الشباب المبادر لتلك الفعاليات أنه "من الضروري أن تستمر الفعاليات بمشاركة مثقفين ونخب اجتماعية حتى لا يظن اليمين بأن الأمور تسير وفق ما يخطط له".
وتسود في الدنمارك حالة من التشنج الملموس تجاه المهاجرين بعد أن شكل حزب "فينسترا" اليميني حكومة أقلية بدعم اليمين المتشدد بعد انتخابات يونيو/حزيران الماضي.
ويحتج الشارع الدنماركي بالخصوص على "الطريقة غير المحترمة في التعامل مع اللاجئين والمهاجرين الذين دخلوا ويقيمون في بلادنا، هناك واجب مشترك لمعاملة الناس باحترام وفتح نقاش جاد ومسؤول"، بحسب ما قالت مديرة مؤسسة الطفولة، ستينا بوسا.
وشهد شهر سبتمبر/أيلول وحده دخول نحو 13 ألف طالب لجوء إلى البلاد، إلا أن النسبة العظمى من هؤلاء توجهت نحو السويد وفنلندا، ولم يبق في الدنمارك سوى 1550 ممن رغب بتقديم اللجوء فيها.
وبحسب الأرقام الرسمية، ورغم الضجة الكبيرة حول ما سماه اليمين "اجتياح اللاجئين"، فإنه ومنذ بداية العام الحالي وحتى شهر أغسطس/آب، لم يتقدم سوى 7 آلاف باللجوء في البلاد، وهو رقم أقل بـ900 عن العام الماضي، وفقاً لأرقام دائرة الأجانب، التي تنظر بالطلبات وتملك الأرقام الدقيقة.
اقرأ أيضاً:الشرطة الدنمركية تعتقل مشتبهاً به على صلة بهجمات كوبنهاغن