العمل هو الأول في سلسلة من ثلاثة مجلدات ستصدرها دار "ويلي بلاكويل"، وقد ترجمه إلى العربية ربيع وهبه، وصدر قبل أيام عن "الشبكة العربية للأبحاث"، وفيه يتنقّل الكاتب في مدى واسع من الدراسات النقدية والقضايا النظرية، تتناول الدين والأخلاق، العقلنة والتبرير والسلطة، في حقبة ممتدة من ولادة العالم الإسلامي وحتى الزمن المعاصر.
يُعتبر العمل مرجعياً لمن يريد دراسة متعمقّة في سوسيولوجيا الإسلام، وكذلك لمن يسعى إلى فهم علاقة هذه بالدين والأخلاق والحداثة والتقاليد والحضارات المختلفة وتأثيراتها.
من المعروف أن سوسيولوجيا الإسلام كحقل معرفي، ليس بقديم، لا سيما وأنه أصبح موضع نقد في "الاستشراق"، وبعد أحداث 11 سبتمبر بات كل ما يتعلّق بالمجتمعات الإسلامية مسيّساً على نحو يجرّده من نظرة سوسيوثقافية فاحصة. وزاد من حدة هذه التفسيرات في السنوات الأربع الأخيرة، الترويج لـ صورة المجتمعات الإسلامية الدارجة في الإعلام وجنوح مهاجرين في أوروبا وغيرها إلى التطرف.
لذلك نجد سالفاتوري في المجلد الأول يقدّم مساراً حذراً تحاشى فيه كل ما هو مألوف وشائع وغير محقق، حيث انتصر الأكاديمي للجمع بين الرؤية التاريخية الواسعة للإسلام وكيفية تطور المجتمعات الإسلامية ضمن مؤثرات أخرى، وفي إطار تحليلي يشكّل قاعدة قوية للمجلدات الأخرى المنتظرة من العمل البحثي الكبير.
يركّز سالفاتوري في عمله على ترابط النظريات ومقارناتها، وينهمك في معظم أعماله بمفهوم "عملية التحضّر" في المجتمعات من منظور عالمي. وإضافة إلى كتابه "سوسيولوجيا الإسلام"، يقوم حالياً بتحرير عمل موسوعي بعنوان "تاريخ الإسلام" الذي ستصدره دار نشر "ويلي بلاكويل" أيضاً.