آخر ما يُكتَب

02 نوفمبر 2014
أحمد السوداني / العراق
+ الخط -

غالباً ما يأتي نبض أي مشروع مسرحي من الحكاية، أو الموضوع، أو الشخصية، أو الخوض في الشأن العام. أما العنوان فهو المحطة الأخيرة، والكلمة الأكثر بقاء. هي قضية كلمة واحدة، أو بضع كلمات، لكنها معضلة.

ماذا نسمي عملنا الجديد؟ وما هي الكلمات الأفضل لوضعها على البوستر وغلاف الكتاب؟ تخبّط تينيسي ويليامز مرات عديدة بين خيارات عناوينه الجميلة (ليلة البوكر، الفراشة، وكرسي بلانش على القمر) قبل أن ينتقي "عربة تُدعى الرغبة" لنصه الشهير.

بعض المسرحيات اتكأت على الشعار. وفي الغالب، كان لابتداء مشروع مسرحي من العنوان مطبّات كثيرة، كالبروباغندا، ومحدودية الإبداع، لتنقهر العملية المسرحية تحت سلطة العنوان أو الشعار.

رغم الإجماع على جودته، والمقالات التي أشادت به، توقّف، قبل أيام، العرض الموسيقي "عينا بيتّي الزرقاوان" في لندن. لم يشفع له النفوذ التسويقي لعروض الميوزيكال وأعمال الـ"ويست إند" (النسخة الإنجليزية من عروض برودواي الأميركية). عزف الجمهور عنه، وحار الممثلون والمنتجون فيه. فجأةً، أشار ريس شيرسميث، الممثل الرئيسي في العرض، إلى أن العنوان والبوستر كانا السبب وراء إهمال الجمهور.

يُمضي الكُتّاب وأعضاء الفرق المسرحية أياماً طويلة ليختاروا العنوان الأنسب. تتراوح معاييرهم بين الجمالي والدلالي والتسويق. إنها الكلمة أو الكلمات الأكثر صعوبة في أي عمل؛ ربما لمعرفة الجميع بأنها آخر ما يُكتب، وأول ما يُقرأ.

دلالات
المساهمون