آثار متفجّرات في حطام الطائرة المصرية المنكوبة

17 سبتمبر 2016
منشأ المادة المتفجرة لا يزال غير واضح (Getty)
+ الخط -

عثر محققون من معهد البحث الجنائي الفرنسي، اليوم السبت، على آثار لمادة "تي إن تي" المتفجرة على أجزاء من حطام طائرة شركة مصر للطيران القادمة من باريس، والتي تحطمت في منتصف مايو/ أيار الماضي.

ونقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن مصدر مقرب من التحقيقات، أن منشأ آثار المادة المتفجرة لا يزال غير واضح، وأن السلطات القضائية المصرية لم تسمح للمحققين الفرنسيين بفحص الحطام بالتفصيل، ما أثار خلافاً بين السلطات الفرنسية والمصرية.

وكانت مصادر رسمية مصرية قد كشفت، في أغسطس/ آب الماضي، لـ"العربي الجديد"، أن جهات سيادية مصرية تبذل جهوداً واسعة بشكل سرّي لإغلاق ملف التحقيقات في سقوط طائرة مصر للطيران التي كانت تقلّ الرحلة (MS804)، والتي سقطت في البحر المتوسط بعد إقلاعها من مطار "شارل ديغول" في فرنسا.



في الوقت نفسه، أوضحت مصادر من أسرة أحد الضحايا، لـ"العربي الجديد"، والذين فضّلوا عدم ذكر أسمائهم خشية تعرضهم لأذى، أنه على الرغم من اعتراف جهات التحقيق للأهالي، في لقاء سابق معهم، بأنه تم انتشال الجزء الأكبر من جسم الطائرة، إلا أنه لم يتم نشر أي صور إعلامياً أو الحديث عن ذلك بأي تفاصيل.



وتابعت المصادر أن "الأمر المثير للريبة هو أن جهات التحقيق رفضت حتى الآن تسليم أي من الجثث أو الأشلاء التي تم انتشالها إلى ذويها، على الرغم من إجراء كافة الأهالي تحليل (دي إن إيه)، وحصول الطب الشرعي على عيّنات الدم والجينات"، مؤكدين أن "هناك حالة من الصمت، ولا يوجد مسؤول رسمي يصرح بأي شيء، حتى اتصالات الأهالي بات الرد عليها أمراً لا يحدث كما كان في الفترة التي أعقبت الحادث مباشرة".

في هذا السياق، ذكرت الصحيفة الفرنسية أن مصر تريد كتابة تقرير مشترك مع فرنسا يوثّق وجود آثار لمادة "تي إن تي" على الحطام، لكن فرنسا رفضت ذلك، لأن المحققين لم يتمكنوا من إجراء فحص دقيق لتحديد كيفية وصولها إلى الحطام.

وكانت الصحيفة قد أوردت، في تقرير مطلع شهر يوليو/ تموز الماضي، أن أحد طياري الطائرة المصرية المنكوبة حاول إطفاء الحريق على متنها قبيل سقوطها في مياه البحر المتوسط.

وأكد المحققون أيضاً، حسب "لوفيغارو"، أن هذا الحريق في مقدمة الطائرة لم يتسبب في تعطل مسجل مؤشرات الطيران، أو الصندوق الأسود الثاني، الموجود في ذيل الطائرة، بما أنها واصلت طيرانها لعدة دقائق "بشكل متوازن" قبل سقوطها.

وأظهر تحليل سابق لمسجل بيانات الطائرة وجود دخان في إحدى دورات المياه وقمرة لأنظمة الطيران الإلكتروني، بينما أظهر حطام تم انتشاله من مقدمة الطائرة علامات على أضرار بفعل ارتفاع درجات الحرارة.

وكانت الطائرة المصرية من طراز "A-320" قد اختفت من شاشات الرادار في وقت مبكر من صباح 19 مايو/ أيار الماضي، خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة، ما أسفر عن مصرع كل مَن كان على متنها (66 شخصاً هم ركاب وأفراد الطاقم)، وبعد 24 ساعة من الحادث، تم العثور على حطام الطائرة وأمتعة الركاب في عرض البحر المتوسط على بعد 290 كيلومتراً شمالي الإسكندرية.

وتحوم الشبهات حول إحدى الروايات الخاصة بسقوط الطائرة، حيث سبق أن أكدت مصادر تعرّض الطائرة لصدمة قوية قبل سقوطها مباشرة، مما منع طاقمها من إرسال أي استغاثات، وهو ما يثير الشكوك حول دخول الطائرة في منطقة مناورات جوية بين إسرائيل وتركيا في هذه الأثناء، وتعرضها لصاروخ خلال تلك المناورات.

المساهمون