تحتاج العلاقات إلى جهود عظيمة، بكارة المواقف الحياتية الصعبة تؤدي لانفعالات ومشاكل، و(الوقت) تبدو كلمة ساحرة جداً أمام كل ذلك، لأن مع مروره يعرف طرفا العلاقة بعضهما أكثر، يصبح لديهما خبرة وتجربة عن كيفية التعامل مع كل عثرة، عدة سنوات يمكن أن تكون كافية كي نصل إلى مأمن وسكون، ولكن في هذا الفيلم -الذي عرض في القاهرة ضمن فاعليات بانوراما الفيلم الأوروبي- حتى 45 عاماً لم تكن كافية!
يبدأ الفيلم بيومٍ عادي في حياة عائلة "ميركر"، الزوج "جيوف" والزوجة "كيت"، قبل أيام قليلة من عيد زواجهما الخامس والأربعين، تنقلب الأمور حين تصل رسالة إلى "جيوف" تخبره بأن حبيبته القديمة منذ 50 عاماً، والتي ماتت متجمدة في حفرة ثلجية في الستينيات أثناء عطلة معه.. قد وجدت جثتها بعد خمسة عقود، "جيوف" يبدو مرتبكاً ويستعيد الذكريات.. قبل أن ينفتح باب من الماضي ويكاد يعصف بحياة مشتركة، وتبدو الأعوام الـ45 هشة جداً أمام تلك الأيام الخمسة الصعبة.
هذا فيلم استثنائي جداً رغم عدم وجود شيء مبهر للوهلة الأولى، ولكنها استثنائية تنبع من الإيقاع المتمهّل الذي يبني به الحكاية ودواخل شخوصها، الرسالة التي تشير للعثور على جسد فتاة/حبيبة قديمة بنفس هيئتها منذ 50 عاماً يدخل الزوج والزوجة، كل بطريقته، في دوامة "ماذا لو..."، الزوج يستعيد ذكرياته المدفونة، العالم الذي ظن أنه انتهى منه يعيد غواياته، الشيء الفاتن لنفوسنا البشرية عن الحكايات التي لم تكتمل، في ذلك الصباح استعاد ما كان قبل 50 عاماً بكل زخمه، وفكرة رؤيتها (بنفس شكلها) يوم فارقته جعلته هشاً، لا يسيطر جيداً على انفعالاته.
اقرأ أيضاً:51 مليون دولار لفيلم the hunger games في أسبوعين
تلك الـ "ماذا لو.." تكون عاصفة أكثر في حالة الزوجة، لأنها تفتح باباً عنيفاً جداً، مع تقدم الفيلم تحديداً، لمساءلة حياتها والـ45 عاماً التي قضتها بصحبة هذا الرجل. في أحد المشاهد الانقلابية المهمة تسأله: لو لم تلك الحادثة قد وقعت.. هل كنت ستتزوجها حين تنتهي عطلتكم؟ وحين يجيب "نعم" يبدو كأن كل شيء جرى في "45 عاماً لعينة" هو مجرد صدفة.
في أجمل مشاهد الفيلم ربما تقوم "كيت" بتشغيل الصور القديمة للحبيبة، يختار المخرج "أندرو هاي" أن يحصرها في ثلث الكادر السينمائي فقط، وفي الخلفية، بينما في المقدمة ولثلثي الكادر هناك الحبيبة القديمة بكاميرا الزوج، مشهد عظيم لأن الزوجة تبدو هشة جداً أمام (صورة فتاة رحلت أمام 50 عاماً).
في ختامِ الفيلم، وتماماً كما يحدث في الحياة، لا يغلق "أندرو هاي" قوس الحكاية، بل يتركها مفتوحة، الشيء المؤكد أن "كيت" متألمة بشدة، وأنها ستحاول مهاودة ألمها دون قرارات كبرى، لأجل 45 عاماً من العيش المشترك.
هذا واحد من أجمل أفلام 2015 على الإطلاق، بأداء وكيمياء مشتركة عظيمة بين شارلوت رامبلينغ وتوم كورتيناي –المتوجين بدب مهرجان برلين الفضي كأفضل ممثل وممثلة ــ وهو كذلك يجعل من مسيرة المخرج أندرو هاي – بعد فيلمه الأسبق Weekend- أمراً يستحق التتبع وانتظار القادم.
اقرأ أيضاً:Bridge of Spies: متى يعود سبيلبرغ؟
يبدأ الفيلم بيومٍ عادي في حياة عائلة "ميركر"، الزوج "جيوف" والزوجة "كيت"، قبل أيام قليلة من عيد زواجهما الخامس والأربعين، تنقلب الأمور حين تصل رسالة إلى "جيوف" تخبره بأن حبيبته القديمة منذ 50 عاماً، والتي ماتت متجمدة في حفرة ثلجية في الستينيات أثناء عطلة معه.. قد وجدت جثتها بعد خمسة عقود، "جيوف" يبدو مرتبكاً ويستعيد الذكريات.. قبل أن ينفتح باب من الماضي ويكاد يعصف بحياة مشتركة، وتبدو الأعوام الـ45 هشة جداً أمام تلك الأيام الخمسة الصعبة.
هذا فيلم استثنائي جداً رغم عدم وجود شيء مبهر للوهلة الأولى، ولكنها استثنائية تنبع من الإيقاع المتمهّل الذي يبني به الحكاية ودواخل شخوصها، الرسالة التي تشير للعثور على جسد فتاة/حبيبة قديمة بنفس هيئتها منذ 50 عاماً يدخل الزوج والزوجة، كل بطريقته، في دوامة "ماذا لو..."، الزوج يستعيد ذكرياته المدفونة، العالم الذي ظن أنه انتهى منه يعيد غواياته، الشيء الفاتن لنفوسنا البشرية عن الحكايات التي لم تكتمل، في ذلك الصباح استعاد ما كان قبل 50 عاماً بكل زخمه، وفكرة رؤيتها (بنفس شكلها) يوم فارقته جعلته هشاً، لا يسيطر جيداً على انفعالاته.
اقرأ أيضاً:51 مليون دولار لفيلم the hunger games في أسبوعين
تلك الـ "ماذا لو.." تكون عاصفة أكثر في حالة الزوجة، لأنها تفتح باباً عنيفاً جداً، مع تقدم الفيلم تحديداً، لمساءلة حياتها والـ45 عاماً التي قضتها بصحبة هذا الرجل. في أحد المشاهد الانقلابية المهمة تسأله: لو لم تلك الحادثة قد وقعت.. هل كنت ستتزوجها حين تنتهي عطلتكم؟ وحين يجيب "نعم" يبدو كأن كل شيء جرى في "45 عاماً لعينة" هو مجرد صدفة.
في أجمل مشاهد الفيلم ربما تقوم "كيت" بتشغيل الصور القديمة للحبيبة، يختار المخرج "أندرو هاي" أن يحصرها في ثلث الكادر السينمائي فقط، وفي الخلفية، بينما في المقدمة ولثلثي الكادر هناك الحبيبة القديمة بكاميرا الزوج، مشهد عظيم لأن الزوجة تبدو هشة جداً أمام (صورة فتاة رحلت أمام 50 عاماً).
في ختامِ الفيلم، وتماماً كما يحدث في الحياة، لا يغلق "أندرو هاي" قوس الحكاية، بل يتركها مفتوحة، الشيء المؤكد أن "كيت" متألمة بشدة، وأنها ستحاول مهاودة ألمها دون قرارات كبرى، لأجل 45 عاماً من العيش المشترك.
هذا واحد من أجمل أفلام 2015 على الإطلاق، بأداء وكيمياء مشتركة عظيمة بين شارلوت رامبلينغ وتوم كورتيناي –المتوجين بدب مهرجان برلين الفضي كأفضل ممثل وممثلة ــ وهو كذلك يجعل من مسيرة المخرج أندرو هاي – بعد فيلمه الأسبق Weekend- أمراً يستحق التتبع وانتظار القادم.
اقرأ أيضاً:Bridge of Spies: متى يعود سبيلبرغ؟