ضمن مشروع "يُعاد" الذي ينظمه "مركز خليل السكاكيني الثقافي" في رام الله، انطلقت اليوم سلسلة عروض لأعمال فيديو للفنانة الفلسطينية جمانة منّاع وتتواصل حتى 18 من الشهر الجاري.
تضم الأعمال التي يجري عرضها "نظام الخير" (2013)، و"موجز العادات" وله عنوان آخر هو "تنكريّة ألفريد روك الأخيرة" (2013)، وفيلم "مبارك مبارك النسيان" (2010). تستكشف مناع (1987) في أفلامها وأعمالها الفنية انعكاسات علاقات القوة على الجسد وعلى الماديات، في الروايات القومية وتأريخات الأمكنة.
بالنسبة إلى فيديو "نظام الخير" الذي أنجزته الفنانة بالتعاون مع النرويجية سيلي ستوريلي، فهو وثائقي قصير (21 دقيقة) يعيد تمثيل الأساطير والصور التي كونت صورة النرويج كدولة مسالمة وتنشر الخير.
يفكك الفيلم على نحو ساخر، ومن خلال أداء مجموعة أطفال واقتباس بعض مشاهد الأفلام والخطابات السياسية، نظام الخير السائد في المجتمع النرويجي، ويناقش المعضلات الأخلاقية المتأصلة في تاريخ البلاد.
وفي عملها "مُبارك مُبارك النسيان"، تصوّر مناع ثقافة البلطجية والذكورية في القدس الشرقية، تجلى هذه البلطجية في الصالات الرياضية وصالونات العناية الشخصية و تصفيف الشعر. يستخدم الفيديو الكولاج والموسيقى التصويرية كتعليقات ساخرة.
بالنسبة إلى "موجز العادات" أو (تنكريّة ألفريد روك الأخيرة)، فهو نص مشترك مع نورمان كلين، ويعود إلى صورة بالأبيض والأسود تم إلتقاطها عام 1924، في حفل تنكري سنوي استضافه السياسي وعضو المجتمع الفلسطيني ألفريد روك.
وجدت الفنانة الصورة التي توثق للحظة من لحظات الطبقة المخملية في فلسطين قبل النكبة، وكيف كانت النخبة تعيش تحت الانتداب البريطاني، إذ يعمل الفيلم على إعادة تمثيل هذه اللحظة بدعوة الأصدقاء والمعارف والأسرة من في جميع أنحاء فلسطين لحفلة تهريجية في فندق American Colony Hotel في القدس وهو موقع شهير وعلامة تاريخية للاستعمار في أوائل القرن العشرين.
يذكر أن مشروع "يعاد" يسعى إلى توسيع المعرفة بالفيديو آرت كوسيط فني، وتعريف المهتمين بالمجال الثقافي بإنتاجات فنانين فلسطنيين من خلال عرض أعمالهم ومشاريعهم ضمن هذا الشكل الفني، بحيث تعرض مجموعة أعمال لفنان/ة واحد/ة متكاملة لمدة أسبوعين بشكل مكرر، ويرافق كل عرض لقاء مع الفنان/ة لنقاش الأعمال وممارستهم الفنية بشكل عام.