"يونيسف": الصراعات والحروب تحرم 25 مليون طفل من التعليم

17 يونيو 2017
الحروب تحرم ملايين الأطفال من المدرسة (Getty)
+ الخط -
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إن أكثر من 25 مليون طفل محرومون من فرص الالتحاق بالمدارس بسبب الحروب والصراعات المنتشرة في مناطق مختلفة حول العالم، محذرة، في تقرير، من العواقب الوخيمة والأضرار التي تسببها الحروب والنزاعات المسلحة، لا سيما في أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء.

وتعمل منظمة "يونيسف" على إتاحة بيئة تعليمية للأطفال في هذه البلدان المتضررة من خلال توفير ما يسمى بالتعليم المرحلي وفرص التعليم غير الرسمية، وكذلك تدريب المعلمين وإعادة تأهيل المدارس وتوزيع الأثاث والإمدادات المدرسية وتوفير بيئات آمنة تتيح للأطفال فرصة التعلم واللعب وتسمح باستعادة جزء من حياتهم الطبيعية.


وأشارت "يونيسف"، في تقريرها المنشور على الموقع الالكتروني الخاص بها في نهاية أبريل/نيسان الماضي، إلى أن جنوب السودان يمثل أعلى نسبة للأطفال غير الملتحقين بالمدارس بعد حرمان ما يقرب من 75% من التعليم الابتدائي تليه تشاد 50% وأفغانستان 46%، كما تشكل هذه البلدان الثلاثة أيضا أعلى معدل للفتيات غير الملتحقات بالمدارس حيث تبلغ 76% في جنوب السودان وفي أفغانستان 55% وتشاد 53%.


وبحسب جوزفين بورن، مسؤولة التعليم في "يونيسف"، فإن هذا يؤثر على استقرار الأسرة والمجتمعات السكانية والعلاقات الاقتصادية، ولهذا ليس هناك وقت تتضح فيه أهمية التعليم أكثر من أوقات الحروب، مضيفة: كيف يمكن لهؤلاء الأطفال المشاركة في بناء بلدانهم بدون تعليم! وأوضحت اليونيسف أنه في مناطق النزاع الدائرة في 22 بلداً حول العالم يفتقر طفل من كل خمسة أطفال إلى التعليم الأساسي، وهو ما يمثل نسبة 20% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و15 عاما، مؤثرا بالسلب على مستقبلهم وجعلهم جزءاً من حلقة مفرغة من العمالة غير العادلة والفقر وتعريضهم لخطر الاستغلال الجنسي وكذلك سهولة تجنيدهم في جماعات العنف المتشددة.

كما ذكرت المنظمة أن أشد البلدان تضررا بعد جنوب السودان هي تشاد، حيث لا يستطيع نصف أطفالها الالتحاق بالتعليم الأساسي بسبب الصراعات المسلحة. وفي محاولة منها لدعم التعليم هناك، استعانت منظمة "يونيسف" بميسون المليحان 19 عاما، وهي لاجئة سورية وناشطة في مجال التعليم، تمكنت من زيارة عدة مشروعات في تشاد لمحاولة دعم الأسر التي هجرت مناطق الصراع بين الحكومة النيجيرية وجماعة "بوكو حرام" وتشجيعهم على إرسال أطفالهم إلى المدرسة.




وأضافت "يونيسف" أن 90% من الأطفال اللاجئين إلى تشاد من نيجيريا لم تتح لهم الفرصة للالتحاق بالتعليم مطلقا. وفي نفس السياق، قالت ميسون المليحان: "لقاء الأطفال الذين فروا من

جماعة "بوكو حرام" يذكرني بتجربتي في سورية، ولهذا أؤكد أن التعليم وحده أعطاني القوة لمواصلة العمل، فالصراع يمكنه سلب العائلة والأصدقاء أو المنزل، يمكنه أيضا تجريدك من هويتك وكرامتك وآمالك، لكن لا يمكنه أبدا نزع ما تعلمته".

وفي تشاد أيضا، وفرت "يونيسف" خلال العام الجاري إمدادات مدرسية لأكثر من 58 ألف طالب ودعم رواتب أكثر من 300 معلم، وقامت بتوزيع مواد وأدوات تعليمية لأكثر من 760 معلماً، كما قامت ببناء مئات الفصول الدراسية وأماكن التعلم والمراحيض وسبعة ملاعب رياضية، وتعتزم كذلك تخصيص عشرة ملايين دولار أميركي لدعم جودة التعليم للأطفال الذين شردوا، والذين يعيشون في مجتمعات مستضيفة في تشاد ضمن حملة مخصصة تحت عنوان "التعليم لا يمكن أن ينتظر Education Cannot Wait""، والذي أثير أثناء القمة العالمية للعمل الإنساني في مايو/ أيار 2016.

وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن نقص التمويل يعني أنه ما زال هناك أطفال يواجهون صعوبة الوصول إلى الفصول الدراسية، إذ إن "يونيسف" لا تمتلك إلا 40% فقط من الميزانية اللازمة لدعم التعليم في بلد مثل تشاد، وتؤكد المنظمة حاجتها إلى 8.5 مليارات دولار لسد العجز السنوي في التمويل.

وبشكل عام، تؤكد المنظمة أن تمويل مشروعات التعليم قل هذا العام بنسبة 4%، وهذا من شأنه وضع العراقيل أمام تحقيق الأهداف العالمية في مجال التعليم بحلول 2030، إذ قدر العجز السنوي بـ39 مليار دولار. ووفقا لهذا المعدل، فإن فرص ضمان مكان لكل طفل في التعليم الابتدائي لن تتحقق قبل 2043 وقد يأتي عام 2084 قبل أن تتاح الفرصة لجميع الطلاب في التعليم الثانوي، خصوصا أن أفقر البلدان لا تتلقى بالضرورة أكبر قدر من المعونة، على سبيل المثال فإن دول جنوب الصحراء الكبرى تمثل نصف أطفال العالم غير الملتحقين بالمدارس، ومع هذا لا تحصل إلا على ربع ميزانية المعونة التعليمية.

  

دلالات
المساهمون