كما هو حال كل وسائل الإعلام الجديدة، رحّب كثيرون بانطلاق "تلفزيون سوريا" بينما قابله آخرون بالانتقاد. لكن لعلّ برنامجاً واحداً عرف كيف يجمع بين قسم كبير من مشاهدي القناة وهو برنامج "يا حرية" الذي يعتبر الأكثر نجاحاً على التلفزيون منذ انطلاقه.
يحاكي "يا حرية" الزاوية الأكثر اهتماماً وجذباً لدى السوريين وهي ما يحصل في معتقلات نظام بشار الأسد المظلمة.
وفي حديث لـ"العربي الجديد" مع معدة برنامج "يا حرية" سعاد قطناني تقول لـ"العربي الجديد" إن نجاح البرنامج هو ما دفعها لإعداد جزء ثانٍ وثالث "رغم التعب الجسدي الذي هدني والمعاناة النفسية التي مزقتني". وتضيف أن: "هذا الإحساس بالنجاح جاء أولاً من ردة الفعل الإيجابية من المعتقلين أنفسهم الذين أجريت معهم اللقاءات وأغلبهم من المناضلين الذين يتمتعون بثقافة وحس نقدي عالٍ، وثانيا من ردة فعل المشاهدين وتعليقاتهم الرائعة ومن عدد المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي التي حازها البرنامج".
وعلى الرغم من ذلك الإحساس بالنجاح إلا أن قطناني تؤكد أنها "تسعى دائماً لتطوير البرنامج من حيث الشكل والمضمون كي يحاكي، برغم المعاناة، ذلك الأمل بالخلاص". وعن توقعها سقوط البرنامج في دائرة التكرار أو الملل وهو أمر يؤدي إلى فشله تقول "الفشل لم يخطر ببالي إذ إنني أفكر دائماً في مسيرتي المهنية، بإتقان ما أقوم به.. ولديّ قناعة دائما أنّ ما يخرج من الروح يذهب إلى الروح. وهذا ما أسعى إليه دائما وما يشغلني في كل لحظة".
وعن العيش وسط المعاناة والعذابات ككاتبة أو معدة برنامج تقول قطناني إنه: "عندما تمتلك رؤيا لهذا العالم ووجهة نظر بجوهرها إنسانية مستندة إلى الحرية والكرامة فإنك تجتهد وتستعمل كل أدواتك المهنية والتقنية وكل مخزونك المعرفي لكي تحقق هذه الرؤيا مهما كانت الصعاب. وفي برنامج "يا حرية" كنت وما زلت أعاني مع كل حكاية، وأبكي مع كل سجين أثناء التسجيل، واستعيد الحكايات وينفتح الجرح واسعا حزينا وثقيلا في الليالي وتعود الحكايات كابوسا يؤرق ليلي لدرجة أني دخلت المستشفى مرتين".
ولم يكن لدى قطناني تصوّر مسبق بالنجاح، بل كان لديها إصرار على ذلك، وساعدتها محاولة نبش البعد الإنساني العميق في داخل كل بطل من أبطال حلقات "يا حرية" وليس العكس. وهنا تشير إلى أنها لم تستسلم "للمعالجة التقليدية لموضوع السجن أي كونه مكاناً للتعذيب الجسدي والغياب القسري فقط، رغم أن هذا الجانب حاضر بقوة في البرنامج كشهادة موثقة على انتهاك حرية وحرمة وكرامة الإنسان، لكن سعيت أيضاً للغوص في انعكاس كل هذا العذاب على الإنسان الباحث عن الحرية والعدالة كأبٍ وحبيبٍ وابنٍ، وفي انعكاس عذاب الجسد على الروح عند المعتقلة العاشقة والحبيبة والأم والابنة. كل هؤلاء لهم أحاسيسهم/ن ومشاعرهم/ن التي لا يمكن أن يحسها ألا من عايش تجربة السجن".
وعند سرد قطناني لكل مراحل التحضير للبرنامج وتصويره، يبقى السؤال مهماً عن قدرتها على التغلب على مسألة التشابه في معظم قصص المسجونين؟ "أستطيع أن أقول بعد تجربتي في برنامج "يا حرية" إن أحاسيس ومكنونات وعواطف كل إنسان هي كالبصمات لا يمكن أن تتشابه. فكل المعتقلين تعذبوا وضربوا وربما بالطريقة نفسها وكلهم غيبوا وراء القضبان والجدران المعتمة نفسها، لكنهم لم يكونوا متشابهين أبداً في انعكاس ذلك على أرواحهم ونفسياتهم ومكنوناتهم العميقة، فإذا ركزت على هذه الجوانب فإنك ستحكي كل مرة حكاية مختلفة، حتى لو كان أصحابها وراء القضبان ذاتها وتحت العتمة نفسها وفي الوقت ذاته".
يحاكي "يا حرية" الزاوية الأكثر اهتماماً وجذباً لدى السوريين وهي ما يحصل في معتقلات نظام بشار الأسد المظلمة.
وفي حديث لـ"العربي الجديد" مع معدة برنامج "يا حرية" سعاد قطناني تقول لـ"العربي الجديد" إن نجاح البرنامج هو ما دفعها لإعداد جزء ثانٍ وثالث "رغم التعب الجسدي الذي هدني والمعاناة النفسية التي مزقتني". وتضيف أن: "هذا الإحساس بالنجاح جاء أولاً من ردة الفعل الإيجابية من المعتقلين أنفسهم الذين أجريت معهم اللقاءات وأغلبهم من المناضلين الذين يتمتعون بثقافة وحس نقدي عالٍ، وثانيا من ردة فعل المشاهدين وتعليقاتهم الرائعة ومن عدد المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي التي حازها البرنامج".
وعلى الرغم من ذلك الإحساس بالنجاح إلا أن قطناني تؤكد أنها "تسعى دائماً لتطوير البرنامج من حيث الشكل والمضمون كي يحاكي، برغم المعاناة، ذلك الأمل بالخلاص". وعن توقعها سقوط البرنامج في دائرة التكرار أو الملل وهو أمر يؤدي إلى فشله تقول "الفشل لم يخطر ببالي إذ إنني أفكر دائماً في مسيرتي المهنية، بإتقان ما أقوم به.. ولديّ قناعة دائما أنّ ما يخرج من الروح يذهب إلى الروح. وهذا ما أسعى إليه دائما وما يشغلني في كل لحظة".
وعن العيش وسط المعاناة والعذابات ككاتبة أو معدة برنامج تقول قطناني إنه: "عندما تمتلك رؤيا لهذا العالم ووجهة نظر بجوهرها إنسانية مستندة إلى الحرية والكرامة فإنك تجتهد وتستعمل كل أدواتك المهنية والتقنية وكل مخزونك المعرفي لكي تحقق هذه الرؤيا مهما كانت الصعاب. وفي برنامج "يا حرية" كنت وما زلت أعاني مع كل حكاية، وأبكي مع كل سجين أثناء التسجيل، واستعيد الحكايات وينفتح الجرح واسعا حزينا وثقيلا في الليالي وتعود الحكايات كابوسا يؤرق ليلي لدرجة أني دخلت المستشفى مرتين".
ولم يكن لدى قطناني تصوّر مسبق بالنجاح، بل كان لديها إصرار على ذلك، وساعدتها محاولة نبش البعد الإنساني العميق في داخل كل بطل من أبطال حلقات "يا حرية" وليس العكس. وهنا تشير إلى أنها لم تستسلم "للمعالجة التقليدية لموضوع السجن أي كونه مكاناً للتعذيب الجسدي والغياب القسري فقط، رغم أن هذا الجانب حاضر بقوة في البرنامج كشهادة موثقة على انتهاك حرية وحرمة وكرامة الإنسان، لكن سعيت أيضاً للغوص في انعكاس كل هذا العذاب على الإنسان الباحث عن الحرية والعدالة كأبٍ وحبيبٍ وابنٍ، وفي انعكاس عذاب الجسد على الروح عند المعتقلة العاشقة والحبيبة والأم والابنة. كل هؤلاء لهم أحاسيسهم/ن ومشاعرهم/ن التي لا يمكن أن يحسها ألا من عايش تجربة السجن".
وعند سرد قطناني لكل مراحل التحضير للبرنامج وتصويره، يبقى السؤال مهماً عن قدرتها على التغلب على مسألة التشابه في معظم قصص المسجونين؟ "أستطيع أن أقول بعد تجربتي في برنامج "يا حرية" إن أحاسيس ومكنونات وعواطف كل إنسان هي كالبصمات لا يمكن أن تتشابه. فكل المعتقلين تعذبوا وضربوا وربما بالطريقة نفسها وكلهم غيبوا وراء القضبان والجدران المعتمة نفسها، لكنهم لم يكونوا متشابهين أبداً في انعكاس ذلك على أرواحهم ونفسياتهم ومكنوناتهم العميقة، فإذا ركزت على هذه الجوانب فإنك ستحكي كل مرة حكاية مختلفة، حتى لو كان أصحابها وراء القضبان ذاتها وتحت العتمة نفسها وفي الوقت ذاته".