صحيفة "ويسْت فرانس": العنف في سورية رهيب والمواجهة قد تتسع

18 فبراير 2018
الشعب السوري يدخل السنة الثامنة للحرب(عبد المنعم عيسى/فرانس برس)
+ الخط -
نشرت صحيفة "ويست فرانس"، اليوم الأحد، مقالاً حمل عنوان "التصعيد الخطير في سورية"، وبدأ بنداءٍ مؤلم "يرن بلا نهاية. ولا يمكنه أن يترك الضمائر الشريفة لا مبالية"، وجّهه مواطنٌ سوري إلى فرنسا، قائلاً فيه "لا تتركونا وحدنا".

وكتبت الصحيفة، في المقال الذي حمل توقيع جام إيمانويل هوتان، أن هذا النداء لا يمكن أن يترك أصحابَ الضمائر الشريفة لا مبالين، لأنه يحمل شكاوى ملايين السوريين من ضحايا حرب لا إنسانية، تحولت إلى حربٍ ذات امتدادات عالمية.

ودقّت الأمم المتحدة، هذا الأسبوع، ناقوس الخطر، كما أن المندوب الفرنسي تحدّث عن "مَخاطر مواجهة إقليمية ودولية"، فيما تحدّث المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميتسورا، عن "هذه اللحظة التي تشهد أكثر درجات العنف، والأكثر خطورة، والأكثر إثارة للقلق". 

إلا أنه، كما تلاحظ الصحيفة الفرنسية، كان بالإمكان، وبعد الهزيمة شبه الكاملة لتنظيم "داعش"، "أن نأمل في فتح طريق سلام في سورية، حتى تتوقف معاناة هذا الشعب. ولكن البلد، وفي بضعة أيام، انقلب من جديد نحو العنف. وتواجَهَت على أراضيه دولٌ من المنطقة وقوى كبرى، بشكل مباشر، في ما بينها".  


تقسيم سورية


وقدمت الصحيفة الفرنسية ملخصاً للوضع السوري الخطير راهناً: "المدنيون يتواجدون تحت نيران معارك متعددة. النظام السوري مُتَّهمٌ باستخدام أسلحة كيميائية. الأوضاع الإنسانية تتفاقم، فيما تطالب الأمم المتحدة بإرساء هدنة من أجل إيصال الإغاثة إلى السكان المحاصَرين، خاصة في منطقة الغوطة، التي تعاني من نقصٍ حاد في المواد الغذائية".

وأشارت "ويست فرنس" إلى مطالبة منظمة "اليونيسيف" بإجلاء الأطفال والجرحى، إذ يعاني أكثر من ستة ملايين شخص من الجوع، بحسب الأمم المتحدة، التي "لا أحد يسمع دعواتها، فيما العنف يتواصل.


وكتبت الصحيفة: "كما يقول الباحث جوزيف باوت، في صحيفة الزمن، فنحن نشهد تقسيم سورية إلى عدة مناطق تأثير. تركيا وإيران وروسيا والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.. الكل يبحث عن مصالحه الخاصة. وهي مصالح متعارضة. الجيش التركي دخل سورية ضد الأكراد. إيران وإسرائيل تتواجَهَان. روسيا أرسلت مرتزقة، قُتل البعض منهم من طرف الولايات المتحدة، حيث توجد مصادر هامة من الغاز والنفط. تنبثق، من جديد، التوترات الدولية القديمة بين قوى متحالفة على الأرض، مع جيوش أو مع مجموعات مسلحة".         

وأضافت: "ثمة مراقبون يستنتجون بعض الهدوء. ولكن لا شيء وجد طريقه نحو الحل. السلام في المنطقة يبدو أنه، أكثر فأكثر، تحت رحمة حادث، تُثيرُه الارتدادات العالمية التي يمكن أن يطلقها، القلقَ. 

"لقد حان الوقت"، تكتب الصحفية الفرنسية، للاستجابة للنداءات المتواصلة لمنظمة الأمم المتحدة. وهي نداءات تطالب كل الأطراف باحترام القانون الدولي، وبالاجتماع، تحت رعايتها، للعثور على حل سياسي وحده القادر على "وضع حدّ للعنف الرهيب الذي يتعرض له الشعب السوري".  

وشددت الصحيفة على أن "مستقبل سورية يجب أن يرتسم في المصالحة وليس في الفوضى، في مفاوضات مبنية على القانون، وليس على ميزان القوى الذي يسحق الشعوب. وإذا واصَلت الدول، ذات المصالح الصراعية، مواجهاتِها في سورية، ولم يوقفها شيء، فحينها ستعلن عن بدايةِ مُواجهةٍ أكثر اتساعاً، وذات نتائج لا يتوقعها أحد.

وختمت الصحيفة الفرنسية مقالها لافتةً إلى أن "الشعب السوري سيدخل في شهر مارس/آذار، سنته الثامنة في الحرب. وهو، من الآن، يبكي 500 ألف قتيل وملايين الأشخاص من اللاجئين والمُرحَّلين. علينا ألا نتخلى عنهم".

 

 

المساهمون